شواردُ حظًّ لا يقرُّ نفورها … و ربقة ُ همًّ لا يفكُّ أسيرها
و صحبة ُ أيام تعدُّ حظوظها … قصارا إذا عدتْ طوالا شهورها
و نزعٌ بأطماعٍ ضعافٍ تمدها … أمانيُّ لم يقبلْ يمينا معيرها
أمرُّ على عميائها أستدلها … و آوى إلى بلهائها أستشيرها
بوارقُ ما للعين إلا وميضها … و لا للثرى العطشانِ إلا غرورها
تعجبُ من صبري وعندي خلوبها … و مصعقها وعند غيري مطيرها
أجدك لم يأنس فمي بثديها … فأسئلُ عن أخلافها ما درورها
و جاذبتها ثم استمرّ ضرورة ً … مريري على ما ساءني ومريرها
كأنيّ إذا لم أفض منها لبانة ً … و قد نضبتْ أوطارها وندورها
و أني تراني أغسلُ الدمَ موجعا … أو العارَ فاعلم ثمَّ أني عقيرها
عطاءٌ على التقتير إلا غديرة ً … تزاحمَ حول الأربعين قتيرها
غرابيبُ من لون الشبيبة ِ وقعٌ … أسفَّ من الأيام بازٍ يطيرها
تقسى القلوبَ بعدها وحشة ً لها … كأنَّ قلوبَ الغانيات وكورها
ترى بوجوهٍ أنها بجمالها … تصيدُ وما الأشراكُ إلا شعورها
أجاور في شيي عيونا قوية ً … على جزلِ الشيبِ المغالطِ حورها
و كلّ بياضٍ فضلة ٌ لا يلقيها … إذا لم يكن إلا السواد يضيرها
سلا جمراتِ البين بي كيف دستها … يوقدُ بالأنفاس تحتي سعيرها
حملتُ بقلبي منهمُ وهو حبة ٌ … و من عيسهم ما لا تقلُّ ظهورها
تلفتُّ بالأظعانِ رفعا ومهبطا … تعوجُ لي أو تستقيمُ سطورها
بعشواءَ من فرطِ البكاء كأنما … تواعدَ نارُ الحيَّ بيناً ونورها
و فيمن نكرتُ الحلمَ من جزعٍ له … صبورُ مقاماتِ الوداع شكورها
إذا أفحمتني قولة ٌ فصحتْ له … و أقتلُ ألفاظ الإناثِ ذكورها
يدير كئوسا سامرة ً من لحاظه … و فى فيه أخرى حلوة ٌ لا يديرها
من العربياتِ الكرائمِ درة ٌ … تخاض إليها من تميم بحورها
تلوم أمشاعي في القناعة جالسا … فهل ثورة ٌ ترضى المعالي أثورها
و أوحدني كما ترينَ وعفَّ بي … فسادُ موداتٍ أرى وفجورها
و أبناءُ علاتٍ أخوها غنيها الص … ريحُ ومولاها الهجينُ فقيرها
وجوهٌ يصفيها النفاقُ وتحتها … بطائنُ من غشًّ يشفُّ كدورها
أضمُّ القوافي لي تفيءُ عليهمُ … و ليس وراء الخدر إلا نفورها
و أوحشها ممن تقلدُ أنه … سواءٌ حصاها عنده وشذورها
و أن قياما بالفناءِ لدودها … أعزُّ إذا لم يرعَ خصبا مسيرها
أفي نصرة الأعرابِ من حسدٍ لها … و منهم بواديها ومنهم حضورها .
و في قومها من فارسٍ للسانها … عدوُّ فسل في قيصرٍ من نصيرها
لعلَّ غلاماً أدبَ الملكُ رأيهُ … تئطُّ به أرحامها فيجيرلها
و ما ضرَّ في غير الكفاة ِ ارتحاضها … إذا ما غلت عند ابن عيسى مهورها
إذا ما دعتْ أفضى إليه افتراعها … فكان فتاها من أبوه وزيرها
سعى للمعالي سعيها وهو يافعٌ … و أكبرها من ساد وهو صغيرها
و هيبَ وما طرتْ خميلة ُ وجهه … و أولى النصولِ أن يهابَ طريرها
أراك وما أسديتَ بعدُ صنيعة ً … يقول الرضا عنها ويشهدُ زورها
تخالفُ أقوالٌ عليك اتفاقها … و تكثرُ أوصافٌ إليك مصيرها
لقد فخر النادي أبٌ عدلَ ابنهُ … إذا خاف خجلاتِ الرجال فخورها
و في شططِ الآمالِ فيك لنفسه … و أكثرُ آمالِ النفوس غرورها
لمدَّ على العلياء منك فنالها … يداً يذرعُ الرمحَ الطويلَ قصيرها
لكمُ وفضة ُ الآراءِ تبتدهونها … فتصمى إذا الآراءُ أشوى فطيرها
و ما وهنتْ فيما تقلبُ دولة ٌ … و أنتم لها إلا وفيكم جبورها
لقد علمتْ كيف اطرادُ نظامها … لياليَ إذ تلقى َ إليكم أمورها
إذا ذكرتْ أسماؤكم هشَّ تاجها … لأيامه منكم وحنَّ سريرها
حلفتُ بما يحي الخير أحله … و يوقدُ مما قلدتهُ ضفورها
رعوها الربيعَ فالربيعَ وعطنوا … عليها إلى أن ضاق عنها سيورها
تساقُ الشهورَ والليالي هدية ً … إلى ساعة توفى بجمعٍ أجورها
ببطحاء لو ما أنبتَ الدمُ روضة ً … لروضَ من جاري طلاها صخورها
لقد سرَّ ما استطاع مخبري … بودك والأخبارُ نزرٌ سرورها
سلاما ووصفا واشتياقا بغيبة ٍ … ذكتْ لوعتي منها وشبَّ زفيرها
فإنك للآداب والودَّ خاطبٌ … بشيرُ العلا فيما خطبتَ بشيرها
فقل كيف تنبو روضة ٌ غاضَ برهة ً … جدا الماءِ عنها ثم فاضَ غديرها
محاسنُ أيقظتَ العلا في طلابها … فقد نام هاديها وقام ضريرها
فليتك إن كان المبلغ صادقا … أجابك عفوا سهلها وعسيرها
فتحتُ لك الأبوابَ عنها وقد أبى َ … زماناً حفيظاها وحصنَ سورها
لئن كانت الزباءَ عزاً ومنعة ً … فأنت لها من غير جدعٍ قصيرها
و لولا الودادُ ما برزنَ سوامحا … و قد برزتْ بالغانيات خدورها
و لا عاقها في عرضها لمعاشرٍ … معارفها عجمٌ البصائر عورها
إذا اتسعتْ أيمانها لعطية ٍ … و راجعت الأخلاقَ ضاقت صدورها
و لكنها نفسٌ يطاعُ صديقها … على حكمها فيها ويعصى أميرها
تملَّ بها لا طيبَ نشرٍ يفوتها … إذا لومستْ ولا جمالَ يبورها
أزورُ بها دورَ الملوك طليعة ً … ترود ليَّ الأخلاقَ ثم أزورها
و فسحْ لها في زينة الفصحِ موضعا … تقوم به تتلى عليك عشورها
و نلْ وأبوك العزَّ ما حنَّ فاقدٌ … و قام على السبع الطباقِ مديرها
وأوفى بها شعثٌ لكم يدرسونها … مزاميرَ يستوفى اللحونَ زبورها
مكبين للأذقانِ يحتضنونها … يصانُ عن الصفح العنيفِ سفورها
تفوتكمُ بالسمع والعينُ ما رأتْ … و دلَّ على ما في القلوب نذيرها
فأقسمُ لو قضتْ ضلوعيَ بعدها … لما التأمتْ إلا عليكم فطورها