هل عند هذا الطلل الماحلِ … من جلدٍ يجدي على سائل
أصمُّ بل يسمع لكنه … من البلى في شغل شاغلِ
وقفتُ فيه شبحا ماثلا … مرتفدا من شبح ماثلِ
ولا ترى أعجبَ من ناحلٍ … يشكو ضنا الجسم إلى ناحلِ
لهفكِ يا دارُ ولهفي على … قطنيك المحتمل الزائلِ
قلبيَ للأحزان بعد النوى … وأنتِ للسافي وللناخلِ
مثلكِ في السقم ولي فضلة ٌ … بالعقل والبلوى على العاقلِ
يا أهلَ نعمانَ اسمعوا دعوة ً … إن أسمعتكم من لوى عاقلِ
هل زورة ٌ تمتعنا منكمُ … وهناً بميعاد الكرى الباطلِ
أم هل لجسمٍ قاطنٍ أن يرى … عودة َ قلبٍ معكمْ راحلِ
قد وصلتْ فانتظمتْ أضلعي … سهامُ ذاك الهاجرِ الواصلِ
رمى فأصماني على بابلِ … مقرطسٌ لا شلَّ من نابلِ
ألحاظه السحرُ وألفاظه الس … كر وهذا لكمن بابلِ
ردُّوا ولو يوما ولو ساعة ً … على الغضا من عيشنا الزائلِ
لي ذلة ُ السائلِ ما بينكم … فلا تفتكم عزة ُ الباذلِ
أفقرني الحبُّ إلى نيلكم … ولم أكن أرغبُ في النائلِ
لا أسألُ الأجوادَ ما عندهم … وأجتدي منكم ندى الباخلِ
ولا يرى المنجزُ عطفي له … وجهي وأرجو عدة َ الماطلِ
لم تغمز الأطماعُ لي جانبا … ولا أمالت منّة ٌ كاهلي
نغَّصَ عندي العرف أني أرى … طولَ يد المعطى على القابلِ
جرّبتُ أقسامي فما أشبه ال … جائر من حظِّي بالعادلِ
آليتُ لا أحملُ فرضَ العلا … ونفلها إلاّ على حاملِ
ممن يرى أن التماسَ الغنى … يدٌ على المأمول للآملِ
سهلٌ على العابثِ في ماله … وإن طغى صعبٌ على العاذلِ
من طينة ٍ في المجد مجبولة ٍ … تبعثُ طيباً كرمَ الجابلِ
لاطفتِ الأرضَ بها مزنة ٌ … تصفَّقتْ من مائها الهاطلِ
واستودعتها من قراراتها … حمى ً على الشارب والغاسلِ
أو درّة جاد بها بحرها … عفوا فألقاها على الساحلِ
شقَّ بها عبد الرحيم الثرى … عن كوكبٍ أو قمرٍ كاملِ
فانتشرتْ تملأ عرضَ الفلا … بورك في النسلِ وفي الناسلِ
قومٌ إذا شدّوا الحبى وانتموا … شقُّوا على النابهِ والخاملِ
فطامنتْ شهبُ الدراري لهم … تطامنَ المفضولِ للفاضل
أو ركبوا جريا إلى معشرٍ … تبادروا بالقدرِ النازلِ
يزهى بأن لامسَ أيمانهم … ما هزَّ من نصلٍ ومن ذابلِ
ويستطيل القرنُ لاقى الردى … بهم وما في الموت من طائلِ
فيشرفُ السيفُ بمن شامه … ويفخرُ المقتولُ بالقاتلِ
والناس إما طالبٌ جودهم … أو هاربٌ ما هو بالوائلِ
تكسر بالخارج أيديهم … وتفتحُ الأرزاقَ بالداخلِ
كم أصلحوا الفاسدَ من دهرهم … وقوَّموا المائدَ بالعادلِ
واحتكموا بالعدل في دولة ٍ … تحكُّمَ الحقِّ على الباطلِ
مفوِّضُ الملك إلى غيرهم … معزِّبٌ في النَّعمِ الهاملِ
دافعتُ دهري خائفاً منهمُ … بناصرٍ في الزمن الخاذلِ
وشدَّ ظهري من عليٍّ فتى … لم أستند منه إلى مائلِ
إلى زعيم الدين خضنا بها … غمار تيهِ البلدِ الماحلِ
كلّ فتاة ٍ جائلٍ نسعها … على عسيبٍ في الفلا جائلِ
تلاعب الأرضَ حساً أو زكاً … قدحين بالخافضِ والشائلِ
تحملُ أشباحا خفافا وآ … مالا ثقيلاتٍ على الناقلِ
فوقَ حواياها وأعجازها … من اسمه وسمٌ على القافلِ
حتى أنخنا بربيع المنى الز … اكي وربعِ الكرمِ الآهلِ
فكان لا خوفَ على الآمن ال … جار ولا حرمانَ للسائلِ
على يدٍ تهزأ في جامد ال … عام بماءِ المزنة ِ السائلِ
وغرَّة ٍ تخلقَ في سنَّة ال … بدر خشوعَ الغائرِ الآفلِ
يقدحُ للوفد بها بشره … شعشعة َ البارقِ في الوابلِ
أحرز خصلَ السبق في عشره ال … أولى على القارح والبازلِ
وساد في المهد فما فاتهُ … شبلاً مكانُ الأسدِ الباسلِ
بوالدٍ من قبله تالدٍ … وزائدٍ من نفسه فاضلِ
بعتُ بك الناسَ فلم أنصرفْ … بندمٍ من غبنِ الناس لي
وأعلقتني بك ممسودة ٌ … ما أسحلتْ منها يدُ الفاتلِ
تلوَّنَ الناسُ فما كنتَ لي … بحائلِ الود ولا ناصلِ
متى أثقِّفْ صعدة ً تدفع ال … أحداثَ عن صدري وعن كاهلي
يكنْ بنو الدنيا أنابيبها … وأنتَ منها موضع العاملِ
فلتجزني نعماك من مقولي … إن كوفئَ الفاعلُ بالفاعلِ
كل بعيدٍ في السُّرى شوطها … تسابق الفارسَ بالراجلِ
قاطنة تحملُ أبياتها ال … أمثالَ في المنتسخ الراحلِ
زادا لمن سافر يبغي الغنى … ومغنماً للقادم القافلِ
مطارباً في الجدّ والهزل ما … وسمنَ بالمادحِ والغازلِ
عدوّها معْ حبِّه عيبها … في خبلٍ من حسنها خابلِ
مبشِّرات بالتهاني لكم … في كلّ يومٍ علمٍ ماثلِ
وكلّما ودَّع عامٌ بها … أعطاكم الذمة َ في القابلِ
تقصِّر الأقدارُ عن ملككم … ما قصر الحافي عن الناعلِ