يا هذهِ أقصري ما هذهِ بشرٌ … ولا الخَرائِدُ مِنْ أَتْرَابِها الأُخَرُ
خَرَجْنَ في خُضْرَة ٍ كالرَّوْضِ ليسَ لَها … إلاَّ الحُليَّ على أَعنَاقِها زَهَرُ
بِدُرَّة ٍ حَفَّها مِنْ حَوْلِها دُرَرٌ … أَرْضَى غَرامِيَ فيها دَمْعِيَ الدرَرُ
رِيَمٌ أَبَتْ أَنْ يَرِيمَ الْحُزنُ لي جَلَداً … والعينُ عينٌ بماءِ الشوقِ تبتدرُ
صَبَّ الشَّبَابُ عليها وهْوَ مُقَتَبلٌ … ماءً مِنَ الحُسْن ما في صَفْوِهِ كَدَرُ
لَوْلا العُيُونُ وتُفَّاحُ الْخُدُودِ إذاً … ما كانَ يَحسُدُ أَعمَى مَنْ له بَصَرُ
حُييتَ مِن طَلَلٍ لم تُبْقِ لي طَللاً … إلاَّ وفيهِ أَسى ً تَرشيحُهُ الذكَرُ
قَالُوا أَتَبكي على رَسْمٍ فقُلتُ لهم: … منْ فاتهُ العينُ هدى ً شوقهُ الأثرُ
إنَّ الكرامَ كثيرٌ في البلادِ وإنْ … قَلُّوا كمَا غَيْرُهم قُلٌّ وإنْ كَثُروا
لا يدهمنكَ منْ دهمائهمْ عددٌ … فإِنَّ جُلَّهُمُ بَل كُلّهُمْ بَقَرُ
وكُلّما أَمسَتِ الأَخطارُ بَيْنَهُمُ … هَلْكَى تَبيَّنَ مَنْ أَمسَى له خَطَرُ
لَوْ لَمْ تُصادِفُ شِيَاتُ البُهْم أكثرَ ما … في الخَيْلِ لم تُحْمَدِ الأَوضَاحُ والغُرَرُ
نِعْمَ الفَتى عُمَرٌ في كل نائِبَة ٍ … نابتْ وقلتْ لهُ “نعم الفتى عمرُ
يُعْطِي ويَحْمَدُ مَنْ يأْتِيهِ يَحْمَدُه … فشكرهُ عوضٌ ومالهُ هدرُ
مُجَردٌ سَيْفَ رَأْيٍ مِنْ عَزِيمَتِه … للدهرِ صيقلهُ الإطراقُ والفكرُ
عَضباً إذا سَلَّه في وَجْهِ نائِبة ٍ … جاءَتْ إليْهِ بَناتُ الدَّهْرِ تعتَذِرُ
وَسَائِلٍ عَنْ أبي حَفْصٍ فَقُلْتُ له … أمسكُ عنانكَ عهُ إنهُ القدرُ
هُوَ الهُمامُ هُوَ الصَّابُ المُريحُ هو الـْ … ـحَتْفُ الوَحِيُّ هو الصَّمصَامَة ُ الذَّكَرُ
فَتى ً تَراهُ فتنفي الْعُسْرَ غُرَّتُه … يمناً وينبعُ منْ أسرارها اليسرُ
فِدًى له مُقشعِرٌّ حِينَ تَسْأَلُهُ … خَوْفَ السُّؤَالِ كأَنْ في جِلدِه وَبَرُ
أنى ترى َ عاطلاً منْحلي مكرمٍة … وكلَّ يَوْمٍ تُرَى في مالِكَ الغِيَرُ
للَّهِ دَرُّ بَنِي عبْدِ العَزِيزِ فكَمْ … أردوا عزيزِ عدى ِّ في خدهَّ صعر
… حَتَّى لقد ظَنَّ قَوْمٌ أَنَّها سُوَرُ
يا ليتَ شعري منْ هاتا مآثرهُ … ماذا الذي ببلوغِ النجمِ ينتظرُ
بالشعرِ طولٌ إذا اصطكتْ قصائدهُ … في مَعْشَرٍ وبهِ عَنْ مَعْشر قِصَرُ
سافرْ بطرفكَ في أقصى مكارمنا … إنْ لم يكنْ لكَ في تأْسِيسها سَفَرُ
لوْلا أَحادِيثُ بَقَّتْها مآثِرُنا … مِنَ النَّدى والرَّدَى لم يُعْجِب السَّمرُ