وَنَى في التَّصابي بعدَما كان شَمَّرا … و قَصَّرَ في شأوِ الزَّمانِفأقصَرا
و شابَ بلونِ الصُّبحِ ليلُ شَبابِه … فأصبحَ شتَّى الحُلَّتَيْنِ مُشَهَّرا
و لا عادَ رَدُّ المُستَعارِ مُسلَّماً … و قُدِّمَ رَيعانُ الصِّباو تأخَّرا
فلم يبقَ إلاّ الرَّاحُ بينَ كُؤوسِها … مُذاكَرَة ٌ كالرَّوْضِ جِيدَفأَزهَرا
أحاديثُ لو يجتازُها نَفَسُ الصَّبا … تأَرَّجَ من أنفاسِهاو تعطَّرا
و ساقية ٌ تَشدو فتُحسِنُ شَدوَها … و تَبسِمُ أحياناً فتحسُنُ مَنظرَا
هجرتُ النُّدامى إذ بلوْتُ خِلالَهم … و نادَمْتُ كِسرى في الزُّجاجِ وقَيصَرا
أُعرِّيهما طَوراًو طَوراً أراهُما … يَجُرَّانِ مصقولَ البنائقِ أحمرا
فلو لم يكونا جَوْهَرَيْنِ كِلاهُما … نَفيسَينِ ما حَلاَّ من الكاسِ جَوهرا
و هيَّجَ من وَجدي حنينُ ابنِ قينة ٍ … إذا استَنطَقَتْه بالأناملِ زمجَرا
خَفيفٍإذا لاقاكَ في ذَهَبيَّة ٍ … مزَّنرَة ٍأرضاكَ مَرْأى ً ومَخبَرا
بَراهُ صِناعُ القَلبِ والكّفِّ كلما … تَعذَّرَ مَعناه البديعُ تفكُّرا
و ضَمَّتْهُ رَب المِرْطِ ينفُضُ جِسمُها … على جِسْمِهِ مِسْكاً ذكيّاً وعَنبرا
فساقَ قلوبَ الشَّرْبِإذ حنَّغُلَّبا … و راقَ عيونَ البيضِ حينَ توقَّرا
سأبعَثُ حَمْدي غازياً وَفْرَ سيِّدٍ … إذا ما غزاه الحمدُ عاد مظفَّرا
كأنَّ ثَنَائي غِبَّ جَدواه مَرتَعٌ … تبسَّمَ غِبَّ السَّارياتِ ونَوَّرا
قديمٌ على الأيَّامِ إنْ عُدَّ مَعْشَرٌ ؛ … حديثُ المعالي عند عادٍ وحِمْيَرا
تسهَّلَ ليفي أحمدَ الشِّعرُ طائعاً … و لو رُمْتُه في غيرِه لتعذَّرا
أطلْتُو ما استغرقتُ وصفَ خِلالِه … فرحتُ مُطيلاً في الثَّناءِ مُقَصِّرا
أَأَحمدُإني بينَ قومٍ تبرَّؤوا … من العُرْفِ حتَّى قد حَسِبناهُ مُنكَرا
إذا نزَلوا أبصرتُ للجهلِ نادياً ؛ … و إن رَحَلوا أبصرتُ للبُخلِ عسكَرا
أقولُو قد عاينتُهم عَدَدَ الحَصى … عَدِمْتُكَ جيلاً ما أقلَّ وأكثَرا
كأنَّكَ فيهِم شارقٌ في دِجِنَّة ِ … إذا أغبشتْ مُربَدَّة ُ اللَّونِ أسفَرا
أتتْكَ القوافي الغُرّ تطلُبُ حاجة ً … جِزاؤُكَ فيها أن تُثابَ وتُشكَرا
غرائبُلو نادَيْنَ في المَحْلِ عارضاً … أجابَو لو ناشدْنَ صخراً تَفجَّرا
عَدَلْتَ عن النابي الكَهامِ بِحَلْيِها … و ألبسْتُهُ منك الحُسامَ المُذكَّرا
فلا تَردُدِ العِقْدَ المُفَصَّلَ خائباً … بصدِّكَ عنه والرِّداءَ المُحبَّرا