وهبُ يا واهبَ الهباتِ اللواتي … قَصُرَتْ دونها الهباتُ الرِّغابُ
هَبْ لراجيكَ ما عليه فإنَّ اسْ … مَك وهبٌ ووَسْمك الوهّاب
أنت بحرٌ ومن له تَجتبي الأم … والَ بحرٌ لجانبيه عُباب
فارغبا عن مِداد شِعْبي فليست … فيه إلا صُبَابة ٌ بل سرابُ
وارثيا لامرىء ٍ ألَحَّ عليه … للزمان الصَّؤول ظُفْرٌ ونابُ
سلَبته الخطوبُ ما في يديه … وله من تَجمُّلٍ أثوابُ
وإذا الصبر والتجمل داما … للفتى الحر هانت الأسلابُ
إن بحراً يُمِدُّ بحراً بشعْبٍ … فيه أدنى صُبابة ٍ لَعُجابُ
فلكَ الحُجَّة ُ الصحيحة إن قل … تَ كذا تُحلِبُ البحورَ الشِّعابُ
ومن المِرَّة ِ الضعيفة ِ فالمِرْ … رَة تُلوَى فتُحْكَم الأسبابُ
غير أنْ ليس في خراجي وحدي … ما بإغلاقِه يسوغ الشرابُ
لك في مُكثري الرعية ِ دوني … حَلَبٌ كيف شئت بل أحلابُ
ومتى رام رائمٌ كخصوصي … قلتُ ما كلُّ دعوة تُستجابُ
بل لقومٍ وسائلٌ يستحقو … نَ إذا ما دَعوا بها أن يجابوا
ومفاتيحُ للخصوص وكانت … بالمفاتيح تُفتح الأبوابُ
منهمُ معشرٌ ومنهمْ أناسٌ … فَضَّلَتهُمْ بفضلها الألبابُ
وأديبٌ له ثناءٌ بما يُسْ … دَى إليه وللثناء ثوابُ
ولبعض الرجال فضلٌ على بع … ضٍ بما نفَّلَتْهُمُ الآدابُ
ولقد جاء في الرواية والآ … ثار أنَّا على العقول نُثابُ
وأحاشيك أن أفهِّمَك الحجْ … جَة َ أنَّى يُفَهَّمُ الكُتَّابُ
سيما الكاتبُ المُبِرُّ على النا … س بما لا يعُده الحُسَّابُ
لا تُحلني على سواك فما أص … بح للطالبين غيرَك بابُ
أنت في العَدْل بالمكارم أَوْلى … من وُلاة ٍ دُعاتُهم لا تجابُ
يقصدُ القاصدون منهم لئاماً … ما لهم من وجوههم حُجَّابُ
مستهينين للهجاء فما من … همْ له خائفٌ ولا هَيَّابُ
كلهم حين يُسألُ العَرض الأد … نى جَمودُ البنانِ لا يُستذابُ
يتلقَّى مسائلَ الناس منهُ … عَرَضٌ سالمٌ وعِرْضٌ مُصابُ
مُستخفِّين بالمديح وهل كا … نت تُثيب العبادة َ الأنصابُ
لهفَ نفسي إن اجتبيتَ خَراجي … وحَوَتْهُ عُفاتُك الخُيَّابُ
أنا جارٌ قريبُ دارٍ وتَجْبي … ني ويَجْبيك نازحٌ مُنتابُ
ألِشُكرٍ فعنديَ الشكر والحم … دُ الذي لم يزل له خُطَّابُ
لا تُضِعْني فإن شكريَ كنزٌ … يتهادَى تُراثَهُ الأعقابُ
واستجِدَّ اليدَ التي سلفتْ من … ك على أنها فتاة ٌ كَعابُ
لك عندي صَنيعة ٌ ما سقاها … غيرُ وَسْميَّك القديمِ سحابُ
فاسقِها من وَليك الجَودِ واربُبْ … ها تَهَدَّلْ لها ثمارٌ عذابُ
وهي الشكرُ والمحامد تَنْثو … ها أقاويلي الرِّصانُ الصُّيابُ
مِدَحٌ من بناتِ فكريَ أبكا … رٌ حِسانٌ كواعب أترابُ