هفت العروش وزلزلت زلزالا … عرش هوى وقديم ملكٍ زالا
ريعت لمصرعه المشارق إذ مشى … فيها النعي وأجفلت إجفالا
سلب المغير حياته واستأصلت … أيدي الجوائح عزة استئصالا
ملك الموالي كيف طاح بك الردى … وسطا على ذاك الجلال وصالا
بئست حياة ٌ حملتك خطوبها … داءً يهد الراسيات عضالا
مشت الممالك حول نعشك خشعاً … ومشى الحفيظ وراءه مختالا
يمشي يسيل الزهو من أعطافه … لو كان ذا قلبٍ يحس لسالا
أنت القتيل وما جنيت وإنما … صادفت من تشقى فينعم بالا
نبكي فيضحكه البكى ويسره … ما حاز من دية القتيل ونالا
تنجو الممالك ما نجا استقلالها … فإذا اضمحل أعارها اضمحلالا
أين الخليفة ما دهاه وماله … أرضى المغير وطاوع المغتالا
يا ذا الجلالة في مآلك عبرة ٌ … للمالكين وساء ذاك مالا
ضيعت ما حفظ الحماة فلم يضع … وهدمت ما رفع البناة فطالا
التاج لا يحميه غير مجربٍ … يزن الأمور ويقدر الأحوالا
موفٍ على الأحداث يقمع شرها … ويكشف الغمرات والأهوالا
تعيا خطوب الدهر منه بحولٍ … ما ضاق وجه الرأي إلا احتالا
إن الشعوب حياتها ومماتها … بيد الملوك هداية ً وضلالا
ما قام شعبٌ نام عنه ولاته … واستشعروا التفريط والإهمالا
إيهاً ملوك الشرق إن وراءكم … قوماً يوالون المغار عجالا
سدوا الفضاء وإنني لإخالهم … خباً بأرض الشرق أو أغوالا
وكأن ذا القرنين عوجل سده … وأراد ربك أن يحول فحالا
لا يشبعون وما يزال طعامهم … شعباً أشل وأمة ً مكسالا
تأبى العناية أن تصافح أمة ً … ترضى الهوان وتألف الإذلالا
حيرى بمضطرب الحياة يروقها … ألا تزال على الشعوب عيالا
ورهاء تخذل من يقوم بنصرها … وتظل تنصر دونه الخذالا
وإذا أهاب بها الهداة رأيتها … تعصي الهداة وتتبع الضلالا
تسعى الشعوب ونحن في غفلاتنا … نأبى الفعال ونكثر الأقوالا
يا شرق ما هذا الجمود أميتٌ … فنطيل حول رفاتك الإعوالا
لو لم تمت لسمعت دعوة صائحٍ … ذعر الدهور وأفزع الأجيالا
يا باعث الموتى ليوم معادها … تنساب من أجداثها أرسالا
أعد الحياة لأمة ٍ أودت بها … غفلاتها فثوت سنين طوالا
وأضئ لها سبل النجاة ليهتدي … من زاغ عن وضح الطريق ومالا
وتولها بالصالحات ولقها … منك الأمان ووقها الأوجالا
وامنن عليها من لدنك بقوة ٍ … توهي القيود وتصدع الأغلالا
لا تجعلنا في المهانة آية ً … تخزي الوجوه وفي الجمود مثالا
واجمع على صدق الإخاء فضاضنا … فلقد تفرق يمنة ً وشمالا
أودى بنا بين الشعوب تباغضٌ … صدع القلوب ومزق الأوصالا
ما نستفيق وما نزال لحيننا … في الخاسرين من الورى أعمالا
تستفحل النكبات بين ظهورنا … ويزيد معضل دائنا استفحالا
نلهو ونلعب جاهلين وإنني … لأرى حياة الجاهلين محالا
لهفي على الشرق الحزين وأمة ٍ … لا تبتغي عزاً ولا استقلالا
الله يحكم في الممالك وحده … ويصرف الأقدار والآجالا
أنحى على الملك الشريد بنكبة ٍ … تركت مغانى ملكه أطلالا
الحافظين الملك بالبأس الذي … هد الملوك وزلزل الأقيالا
الآخذين على المغير سبيله … بالسيف يحمي الغيل والأشبالا
صانوا الخلافة فاستطال لواؤها … كبراً وعز على العدو منالا
جعلوا دعائمها الأسنة والظبى … ورواسياً شماً يخلن جبالا
وجواثياً سوداً يمر بها الردى … فيراع من نظراتها ويهالا
ومقانباً ملء الوغى وكتائباً … تأبى قراراً أو تصيب قتالا
رضعت أفاويق الحروب فلم تسغ … من بعدها خمراً ولا سلسالا
هم الخلائف في السلام وهمها … ألا تزال تقارع الأبطالا
قد كان يأنف أن يكون قرينهم … ويعدهم لجلاله أمثالا
لعب الغرور به فضيع ملكه … واعتاض عنه مذلة ً وخبالا
وإذا أراد الله شراً بامرئٍ … تبع الغواة وطاوع الجهالا
أخليفة ً يعطي البلاد وآخراً … يهوى القيان ويعشق الجريالا
أغرور مفتونٍ وصبوة جاهلٍ … بئس الخلائف سيرة ً وفعالا