مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ، … وَظَنّي بِأنّ الله سَوْفَ يُدِيلَ
جِرَاحٌ، تحَامَاها الأُسَاة ُ، مَخوفَة ٌ، … وسقمانِ : بادٍ ، منهما ودخيلُ
و أسرٌ أقاسيهِ ، وليلٌ نجومهُ ، … أرَى كُلّ شَيْءٍ، غَيرَهُنّ، يَزُولُ
تطولُ بي الساعاتُ ، وهي قصيرة ؛ … وفي كلِّ دهرٍ لا يسركَ طولُ
تَنَاسَانيَ الأصْحَابُ، إلاّ عُصَيْبَة ً … ستلحقُ بالأخرى ، غداً ، وتحولُ
و من ذا الذي يبقى على العهدِ ؟ إنهمْ ، … و إنْ كثرتْ دعواهمُ ، لقليلُ
أقلبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ ، … يميلُ معَ النعماءِ حيثُ تميلُ
وصرنا نرى : أن المتاركَ محسنُ ؛ … وَأنّ صَدِيقاً لا يُضِرّ خَلِيلُ
فكلُّ خليلٍ ، هكذا ، غيرُ منصفٍ … وَكُلّ زَمَانٍ بِالكِرَامِ بَخِيلُ
نعمْ ، دعتِ الدنيا إلى الغدرِ دعوة ً ، … أجابَ إليها عالمٌ ، وجهولُ
وَفَارَقَ عَمْرُو بنُ الزّبَيرِ شَقِيقَهُ، … وَخَلى أمِيرَ المُؤمِنِينَ عَقِيلُ
فَيَا حَسْرَتَا، مَنْ لي بخِلٍّ مُوَافِقٍ … أقُولُ بِشَجوِي، مَرّة ً، وَيَقُولُ
وَإنّ، وَرَاءَ السّتْرِ، أُمّاً بُكَاؤهَا … عَلَيّ، وَإنْ طالَ الزّمَانُ، طَوِيلُ
فَيَا أُمّتَا، لا تَعْدَمي الصّبرَ، إنّهُ … إلى الخَيرِ وَالنُّجْحِ القَرِيبِ رَسُولُ
وَيَا أُمّتَا، لا تُخْطِئي الأجْرَ إنّهُ … على قدرِ الصبرِ الجميلِ جزيلُ
أما لكِ في ” ذاتِ النطاقينِ “أسوة ٌ ، … بـ”مكة َ ” والحربُ العوانُ تجولُ ؟
أرَادَ ابنُها أخْذَ الأمَانِ فَلَمْ تُجبْ … و تعلمُ ، علماً أنهُ لقتيلُ
تأسّيْ كَفَاكِ الله ما تَحْذَرِينَهُ، … فقَد غالَ هذا النّاسَ قبلكِ غُولُ
و كوني كما كانتْ بـ ” أحدٍ ” “صفية ٌ” … ولمْ يشفَ منها بالبكاءِ غليلُ
ولوْ ردَّ ، يوماً ” حمزة َ الخيرِ “حزنها … إذاً مَا عَلَتْهَا رَنّة ٌ وَعَوِيلُ
لَقِيتُ نُجُومَ الأفقِ وَهيَ صَوارِمٌ، … وَخُضْتُ سَوَادَ اللّيْلِ، وَهْوَ خيولُ
وَلمْ أرْعَ للنّفْسِ الكَرِيمَة ِ خِلّة ً، … عشية َ لمْ يعطفْ عليَّ خليلُ
ولكنْ لقيتُ الموتَ ، حتى تركتها ، … وَفِيها وَفي حَدّ الحُسَامِ فُلولُ
ومنْ لمْ يوقَ اللهُ فهوَ ممزقٌ … ومنْ لمْ يعزِّ اللهُ ، فهوَ ذليلُ
و منْ لمْ يردهُ اللهُ ، في الأمرِ كلهِ، … فليسَ لمخلوقٍ إليهِ سبيلُ