من عمَّ طلعتك الغرَّاء بالبلج … وخصَّ مبسمك الدريَّ بالفلجِ
وموَّهَ السِّحرَ في جَفنَيْكَ فاتَّفقا … على اسْتلاب النُّهى بالغُنْج والدَّعجِ
وضاعف الورد في خدَّيك حين بدا … ريحان عارضك المسكيِّ بالضَّرجِ
وأكسَب الوردَ من ريَّاك طيبَ شذاً … حتى روى مُسنداً عن نَشْركَ الأرجِ
وكم لحسنك معنى ً قد خُصصت به … ما بين مُنفردٍ منه ومُزدَوِجِ
ما كلُّ ذي بهجة راقت محاسنه … يحوي محاسن هذا المنظر البهجِ
من رامَ حُسنَك لم ينظر إلى حَسَنٍ … وفي سنى الشَّمس ما يغني عن السُّرج ِ
قد كادَ يَحكيكَ لولا الفِرقُ لاحَ لنا … بدر التَّمام وشمس الأفق في البلجِ
فلم يقَعْ منكَ ذو حُسنٍ على شَبهٍ … سوى الهلال على ما فيه من عوجِ
كيف النَّجاة لمن ولَّاك مهجته … وسيفُ لحظِكَ لا يُبقي على المُهَجِ
خذ في التجنِّي ودع من مات فيك يقل … أنا القتيلُ بلا إثمِ ولا حَرَج
خلعت فيك عذاري غير معتذرٍ … وفي عذارك عذري واضح الحجج
وكيف أصْحو غَراماً من هواكَ وقد … سقيتني الحبَّ صرفاً غير ممتزج
هام المحبُّون وجداً فيك فانزعجوا … وهمت فيك بقلبٍ غير منزعج
شتَّان ما بين صبٍّ راح مكتئباً … وبين صَبٍّ بجَوْر الحبِّ مُبْتَهج
يا لاهِجاً بمَرامي في هوى رشَاءٍ … بسَلْب ألباب أرْبابِ الهوى لَهِجِ
إن لم يَلجْ حسنُه في ناظريكَ فلي … سمعٌ وحقِّك فيه العذل لم يلج
حَلَتْ حلاه لقلبي إذُ شُغِفتُ به … والحبُّ أعذب لي من عذلك السَّمج
لي من ذوائبه ليلٌ دجا فسجا … فيه يطيب السُّرى وهناً لمدَّلجِ
ومن محياه صبحٌ إن أضاء لنا … جَلا الدُّجى بصباحٍ منه مُنْبَلجِ
لا غروَ إن فتنَتْ قلبي نَواظرُه … كم فتنة ٍ دون ذاك الناظر الغنج
ما كنتُ أوَّل من أذكت بمهجته … نار الصَّبابة وجداً دائم الوهج
فقلبه من سعير الوجد حرقٍ … وجَفنُه من بحار الدَّمع في لُججِ
أهفو إلى الرِّيح إن مرَّت على إضمٍ … شَوقاً لمن قلبُه بالشَّوق لم يَهِجِ
يا حبَّذا نسمة ٌ هبَّت لنا سحراً … تختالُ في الجوِّ من طيبٍ ومن أرَج
روت أحاديثَ سُكَّان الحِمى وسَرت … تهيج كلَّ فؤادٍ بالغرام شج
فهل درت نسمات الحيِّ حين سرت … ماذا أسَرَّت لعاني الحبِّ من فَرَجِ
وافتْ مُبَشِّرة ً بالوصل منشدة ً … لك البشارة مضنى الحبِّ فابتهج