مللت مبيتي بالقرين وشاقني … طروق الهوى من نازح متباعد
عَلَى حِينَ وَدَّعْتُ الحِبَابَ وأطْرَقَتْ … همومي وذلت للفراق مقاودي
فأحْيَيْتُ لَيْلِي قَاعِداً أنْتَحِي الهَوَى … لَدَى رَاقِدٍ عن ذَاك أوْ مُتَرَاقِدِ
وما أنا إن نام الرقيق ولم أنم … بِأوَّلِ مَنْكُوبٍ بفَقْدِ المُساعِدِ
إِلَى آلِ لَيلَى أَشْتَكِي لوْ دَنَتْ بِهم … نوى طية ً عن عازب النوم ساهد
إِلَى طَارقَاتِ الحَيّ وَدَّعْنَ قَلْبَهُ … يراها رسيس المغمزات التلائد
فَبَاتَ هَجُوراً لِلْوسَادِ وَقَدْ يَرَى … على مَا بِعَيْنَيْهِ مَكَانَ الوَسَائِدِ
أفالآن إذ مالت إليها صبابتي … أُعَزَّى عَنِ الحَوْرَاءِ ذَاتِ المَجَاسِدِ
كأنَّ الَّتي تَمْرِي فُؤَادي بِحُبِّهَا … مَرِيَّة ُ نَطْفِ البَابِليِّ المُعَانِدِ
عراقية ٌ أهدى لك الشوق ذكرها … وأنت على ظهرٍ شآم الموارد
ذهوبٌ بألبابِ الرجال كأنها … إذا برزت بردية ٌ في المجاسد
تشكى الضنى حتى تعاد وما بها … سِوَى قُرَّة ِ العَيْنَيْنِ سُقْمٌ لِعَائِدِ
مِنَ البِيضِ ما تَلْقَاكَ إِلا مَصُونَة ً … ثَقَالاً وَمَشْيَ الخَيزَلَى في الوَلاَئدِ
كأنَّ الثُّرَيَّا يومَ راحَتْ عَشِيَّة ً … على نحرها منظومة ً في القلائد
لقيتُ بها سعد السعود وربما … لقيتُ حراداً باجتناب الموارد
فتلك التي نصحي لها ومودتي … وقَبْضِيَ مَالِي طارِفِي بَعْدَ تَالِدِي
وصعراء من مس الخشاش كأنها … مسِيرَة ُ صَادٍ في الشؤُونِ اللَّوَابِدِ
إِذَا كَذَبَتْ حَرَّ الهَجِيرِ صَدَمْتُهَا … بسَوْطِي عَلى مَجْهُولَة ٍ أمِّ آبِدِ
عسوف لأجواز الدياميم بعدما … جرى آلُهَا فَوْقَ المِتَانِ الأَجَالِدِ
تروع من صوت الحمامة بالضحى … وباللَّيْلِ تنجو عن غِنَاءِ الجَداجِدِ
سَقَيتُ بدُعْثورٍ فَعَافَت نِطافَهُ … إلى منهل عن ذي صديرٍ معاند
وماءٍ صَرَى الجَمَّاتِ طامٍ كأنَّهُ … عَبِيَّة ُ طالٍ مُتْلَدَاتٍ صعَائِد
تنوه أنقاضٍ كأن هويها … هُوِيَّ سَمَامَاتٍ بِنجْدٍ طَرَائدِ
تُثِيرُ بِهَا والليلُ مُلْقٍ رُوَاقَهُ … هجود القطا مستوقد غير هاجد
حَرَاجِيجَ يَغْتالُ الفَلاَة َ نَجَاؤُهَا … إِلى خيْرِ مَوْفودٍ إِليهِ بِوافِدِ
تَرَاهُنَّ مِن طُولِ الجَدِيلِ بِكَفِّهِ … نَوَافِرَ أوْ يَمْشِينَ مَشْيَ الوَلاَئدِ
سى الليل والتهجير حتى تبدلت … مَعاقِدُ مِنْ أنْساعِها بِمَعَاقِدِ
إِذَا قُلْتُ لَقِّينَا بِعُقْبَة َ أَرْقَلَتْ … تَشَفَّى بِبَرْدِ المَاءِ أوَّلَ وَارِدِ
فتى ً في ذرى قحطان يبسطُ كفهُ … إذا شنجت كفُّ البخيل المحارد
وكُنَّا إِذا مَا خانَنَا الدَّهْرُ أو سَرَى … علينا وعيد من عدو مكايد
هَتَفْنَا وَنَوَّهْنَا بعُقْبَة َ إِنَّهُ … مع النصر مفروط بعم ووالد
مَغَاوِيرَ فُرْسَاناً وَجِنًّا إِذَا مَشَوْا … إلى الموت إقدام الليوث الحوارد
بَنُو النَّجْدَة ِ الجَمَّاء يُسْقَوْنَ مُرَّها … ويسقونها تحت اللوا والمطارد
إِذا أَقْبلُوا للْحَرْبِ بالحَرْبِ أَقْبَلتْ … وُجُوهُ المَنَايَا بَارِقٌ بَعْدَ رَاعِدِ
يَقُولُ سُلَيْمُ لو طَلَبْتَ سَحَابَة ً … بسربة أو صنعاء أو بالفراقد
إِذاً لَغَنِينَا بابْنِ سَلْمٍ إِذَا جَرَتْ … سُفُوحُ المَنَايَا في مُتُونِ القَرادِد
رجالٌ عليهم عزة ٌ ومهابة ٌ … إِذَا اسْتُنْفِرُوا لَمْ يَنْفِرُوا للشَّدَائِدِ
حطوط إلى قود الجياد على الرحا … وفي السَّنَة ِ الحمْرَاءِ جَمُّ المَوارِدِ
يَفِيضُ على المُسْتَمْطِرِينَ غَمَامُهُ … ومرهوبه يسقي بسم الأساود
هُوَ القَادَه الحَامِي حَقَيقَة َ قَوْمِه … إذا قيل من للمحصنات الخرائد
وَزِيرُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وسَيْفُهُ … إذا نفخ الشيطان في أنف حاسدِ
عَلَى المَسْجِدِ البَصْرِيِّ منه جَلاَلَة ٌ … وفَوْقَ الحَشَايا عارِضٌ غيرُ جامدِ
إمام يحيا في الحجاب وتارة ً … رئيس خميس تحت ظل المطارد
كأن عليه جاحماً في سلاحه … إِذَا قَادَ خيْلاً أوْ تَصَدَّى لقَائدِ
ويَوْمٍ تُرَى فيه النجومُ تَكَشَّفَتْ … تَرَاكاً وَهَتْ عَنْهُ كريم المشَاهِدِ
أمات وأحياهم بكفيه إنهُ … يُمِيتُ وَيُحْي في الوَغَا غير واحدِ
وثار بأرجاء المدينة عالماً … بِأقدَامِهِ أو دول زَيْنِ المُنَاجِدِ
وبالهند أيامٌ له مجرهدة ٌ … حصدن العدى بالمرهفات الحواصد
إِذَا مَا خَشِينَا شَوْكَة ً مِنْ مُنَافِقٍ … على الناس أو حيران ليس بقاصد
دعونا له الميمون عقبة إنه … أخو الحرب إن قامت به غير قاعدِ
من الشوس دلافاً لكل كتيبة ٍ … بِأبْيَضَ يَسْتَبْكِي عُيُونَ العَوَابِدِ
حُسَامٌ إِذا ما هُزَّ أُرْعِدَ مَتْنُهُ … خُفُوقَ ثِيَابِ الآل فوق الفَدَافدِ