ما رأَتْني عيناكَ يومَ الفراقِ … أخدع القلبَ بادّكار التّلاقى
وأطفّى بالدّمعِ نارَ غرامٍ … كان عَوناً لها على الإحراقِ
مائلاً بينَ نهضة ٍ ومَقامٍ … حاكماً بينَ سلوة ِ واشتياقِ
أذكرُ الشّوقَ بالصّدود ” ليخفى ” … وأدارى الّلحاظَ بالإطراقِ
كلُّ شيءٍ أدنى إليَّ من الصَّبـ … ـرِ وصبرُ المشوقِ عينُ النِّفاقِ
يا خليليَّ من ذؤابة ِ قَيْسٍ … فى التّصابى رياضة ُ الأخلاقِ
غنّيانى بذكرهمْ تطربانى … واسقياني دمعي بكأسٍ دِهاقِ
وخذا النّومَ ” من ” جفونى فإنّى … قد خلعتُ الكرى على العشّاقِ
واسألا لي الشِّمالَ عن نَشْرِ أرضٍ … كنتُ أُحْيي بطيبهِ أرماقي
إنَّها إنْ مشَتْ بوادي الخُزامى … صنعتْ فيه صنعة َ السّرّاقِ
لي زمانٌ ظامٍ إِلى ماءِ وجهي … يَمْتَرِيهِ بكلِّ ما إملاقِ
يتمنّى بسطى يمينى ليستمـ … طرفيها عزالى َ الأرزاقِ
دون ما رامه جماحُ أبى ٍّ … شمّرى ِّ الجنانِ مرِّ المذاقِ
تتنَاهى عنه الخطوبُ إذا ما … عانقتْ كفه نحورَ العتاقِ
قد تمرّستُ بالّليالى فحسبى … ما أرى لى فى ودّها من خلاقِ
لِفَناها أَقوى ذَريعة ِ عُسْرٍ … وبلوغُ المُرادِ بالإخفاقِ
كم مقامٍ ملأتُ فيه فمَ الصُّبْـ … ـحِ بجيشٍ عرمرمٍ غيداقِ
سترَ الجوَّ بالعجاجِ فعينُ الشّمسِ مطروفة ٌ عن الإشراقِ … ـشمسِ مَطْرُوفة ٌ عن الإشراقِ
في رجالٍ يسابقون ظُباهُمْ … عند وثباتها إلى الأعناقِ
كلُّ غَضٍّ يَرى المنايا حياة ً … والعوالى إلى المعالى مراقِ
قد سحبتُ القنا بكلِّ طريقٍ … ” سئم السّيرَ فيه صبرُ النّياقِ “
أنا تِرْبُ الظُّبا رفيقُ العَوالي … حربُ هذي الطُّلى عدوُّ التَّراقي
فالقيانى الرّدى فإنّى رداهُ … وازجرا بى النّجومَ فى الآفاقِ
وإلى أحمدّ الّذى ظلّ عودُ الـ … ـمجدِ لمّا استهلَّ في إيراقِ
جذبتنى ” وسائلٌ ” للعلا فيـ … ـه غرامي لأَسْرها في وَثاقِ
لبستْ منه حليها فاستهامتْ … بالتحلّى به عن الأحداقِ
ذاك مُوهى عِقْدِ الخطابِ إذا ما اعْـ … ـتلجَ القولُ فى لها المسلاقِ
رابطُ الجَأْشِ في جليلِ الرَّزايا … شاردُ الفِكْرِ في المعاني الدِّقاقِ
لستُ أرضَى بأنْ أقولَ: هو البَدْ … رُ ومُذْ تَمَّ لم يُصَبْ بمحاقِ
فتّ ” بالبرّ ” بالمعالى بينها … فانظرنْ هل ترى لهمْ من لحاقِ ؟
“كنتُ ” أقضى على الورى بخلاف الـ … ـمجدِ حتّى قيّدتَ من إطلاقى
كيف لا أجتنى له ثمر المد … ـيَ فأُغْنَى عنِ المواضي الرِّقاقِ
” واقفٌ ” عنده جوادُ سباقى … وإلى هذه المعالي سِباقي
لستُ أسخو لكلّ شخصٍ بلحظى … ولوَ أنَّ القَتاد في آماقي
ولَباعي غالٍ على كلِّ جِيدٍ … ليس إلاّ لقدر رمحى عناقى
جاءك العيدُ ضامناً رِيَّ آما … لك من مَنْهَلٍ له رَقْراقِ
فالقه بالمنى وناشده شعرى … تجدَنْهُ إليه بالأشواقِ
واشفِقَنْ عن ضميرِه تُلْفِ حبِّي … رافلاً بين خِلْبِهِ والصِّفاقِ
لا اطمأنَّ الرَّدى إليك ولا زِلْـ … ـتَ تَلَقَّى جماعة ً بفراقِ
وأطاعَ الزَّمانُ فيك المعالي … فاللّيالي معروفة ٌ بالشِّقاقِ