ما بَينَ طَيفِكَ والجُفونِ مَواعِدُ، … فيفي، إذا خبرتَ أنيَ راقدُ
إني لأطمعُ في الرقادِ لأنهُ … شركٌ يصادُ بهِ الغزالُ الشاردُ
فأظَلُّ أقنَعُ بالخَيالِ، وإنّهُ … طَمَعٌ يُولّدُه الخَيالُ الفاسِدُ
هياتِ لا يشفي المحبَّ من الأسَى … قربُ الخيالِ، وربهُ متباعدُ
ولقد تَعَرّضَ للمَحَبّة ِ مَعَشرٌ … عَدِموا من اللّذاتِ ما أنا واجِدُ
عابُوا ابتِهاجي بالغَرامِ، وإنّني … ما عشتُ من سكرِ المحبة ِ مائدُ
قالوا: تعشقَ كلَّ ربّ ملاحة ٍ، … فأبجتهمْ: إنّ المحركَ واحدُ
فالحُسنُ حيثُ وَجَدتُهُ في حَيّزٍ، … هو لي بأرسانِ الصبابة ِ قائدُ
ما كنتُ أعلمُ أنّ ألحاظَ الظبا، … هيَ للأسودِ حبائلٌ ومصايدُ
إنّ الذي خلقَ البرية َ ناطها … بوسائطٍ هي للكمالِ شواهدُ
فتدبرَ الأفلاكَ سبعة ُ أنجمٍ، … ويدبرُ الأرضينَ نجمٌ واحدُ
نجمٌ لهُ في الملكِ أنجمُ عزمة ٍ … هنّ الرجومُ، إذا تطرقَ ماردُ
المالكُ المنصورُ ملكٌ جودهُ … داني المنالِ، ومجدهُ متباعدُ
المالكُ لديهِ مواهبٌ ومكارمٌ، … هيَ للعداة ِ مواهنٌ ومكايدُ
كالغيثِ فيهِ للطغاة ِ زلازلٌ، … ولمن يؤملُه الزلالُ الباردُ
يُخشَى وتُرجَى بَطشُهُ وهِباتُه، … كالبَحرِ فيهِ مَهالِكٌ وفَوائِدُ
آراؤهُ للكائِناتِ طَلائِعٌ، … وهُمومُهُ بالغانياتِ شَواهِدُ
لا يؤيسنكَ بأسهُ من جودهِ، … دونَ السحابِ بوارقٌ ورواعدُ
يَهَبُ المَطيَّ، ورَكبُهنّ وصائفٌ، … والصافناتِ، وحملهنّ ولائدُ
لك يا ابنَ أرتق بالمكارمِ نسبة ٌ، … فلذاكَ جودك كاسمِ جدكَ زائدُ
أُورِثتَ مجدَ سَراة ِ أُرتُقَ إذ خَلَتْ، … وبَنيتَه، فَهوَ الطّريفُ التّالِدُ
قومٌ تَعوّدَتِ الهِباتِ أكفُّهمْ؛ … إنَّ المكارمَ للكرامِ عوائدُ
عاشوا، وفضلُهُمُ ربيعٌ للوَرى ، … فلَهم ثَناً يَحيا وذِكرٌ خالِدُ
فأكفهم، يومَ السماحِ، جداولٌ، … وقلوبهم، يومَ الكفاحِ، جلامدُ
وكفلتَ من كلفَ الزمانُ بحفظِه، … حتى كأنّكَ للبرية ِ والدُ
فَيداكَ في عُنقِ الزّمانِ غَلائِلٌ، … ونداكَ في جيدِ الأنامِ قلائدُ
وعنيتَ بي ورفعتَ قدري في الورى ، … فعَواذلي في القُربِ منك حواسدُ
وعلمتَ أنّي في محبتكَ الذي، … فنَداكَ لي صِلَة ٌ وبِرُّكَ عائِدُ
فاعذِرْ مُحبّاً إن تَباعدَ شخصُهُ، … جاءتكَ منهُ قَصائدٌ ومَقاصِدُ
فإذا ثنائي عنكَ همٌ سائقٌ، … جذبَ العنانَ إليكَ شوقٌ قائدُ
ولقد وقَفتُ عليكَ لَفظي كلَّهُ، … ممّا أحِلُّ به، وما أنا عاقِدُ
فإذا نظمتُ، فإنني لكَ مادحٌ، … وإذا نثرتُ، فإنني لكَ حامدُ