لَقَد بَلَغَت بِهِم الحِدَّه … فَمن أَيِّنا نَطلُب النَجدَه
أَلَستَ تَراهُم أُولي غَضبَةٍ … يَعيثونَ بِالوَيلِ في البَلدَه
فَكُلٌّ يَرى نَفسَهُ سَيِّداً … وَكلٌّ يَرى نَفسَهُ عُمدَه
إِذا ما تَرَبَّعَ في جَهلِهِ … عَلى مَقعَدٍ خالَهُ سُدَّه
كَريمُهُم كَاللَئيمِ بِهِم … فَما فاضِلٌ سَيِّدٌ عبدَه
أَضاعوا الرشادَ وَما نَفعُ مَن … أَضاعَ بِثَورَتِهِ رُشدَه
يَقولونَ نَحنَ عمادُ البِلادِ … وَما هيأوا لِلوَفا عُدَّه
كَأَنَّ البِلادَ لَدى حاجَةٍ … إِلى كذبٍ وَإِلى إِدَّه
وَرُبَّ كَبيرٍ بِلبنانِهِ … يَعفِّرُ في حَمأةٍ خَدّه
تُرى عِندَهُ خَدماً وَقصوراً … وَلَستَ تَرى شَرفاً عِندَه
يَتيهِ اِفتِخاراً بِأَجدادِهِ … كَأَنَّ الوَرى جَهِلوا جَدَّه
يُحاوِلُ إِخفاءَ ما يَنطَوي … عَلَيهِ فَتَفضَحُهُ السَجدَه
ذَليلٌ وَفي بُردِهِ الكِبرِياءُ … فَيا لَيتَ ما لَبِسَ البُردَه
وَيا لَيتَ مَن وَلدت طَرحَتهُ … وَلمّا تُدنِّس بِهِ مَهدَه
وَلكِنَّها قِردَةٌ وَلَدَتهُ … أَلا تَلِدُ القِردَ القِردَه
بَني وَطَني نَحنُ في حاجَةٍ … إِلى نُصَراءَ أَولي شِدَّه
يضحّونَ بِالأَنفُسِ الغالِياتِ … لِأَجلِ التَضامُن وَالوُحدَه
وَفي سُبُلِ الحَقِّ يَأتَلِفون … وَيَعتَنِقون الحِجى وَحدَه
إِذا أُشكِلَت عقدةٌ في البِلادِ … خفّوا لحلِّ ذهِ العِقدَه
إِلى مَ تَظلون في رَقدَةٍ … وَلا تُبعَثونَ من الرَقدَه
إِذا قامَ بَينَكُم مُصلِحٌ … يَقومُ جَميعُكُم ضِدَّه
فَلا تَدعوا ظُفُرَ المستَبِدِّ … يحكُّ لِلبنانِكُم جِلدَه
وَصيحوا بِهِ رُدَّ ما قَد … سَرَقتَ لنا خُلُقاً رُدَّه
هدَمتَ لَنا صَرحَ أَخلاقِنا … فَأَينَ تَبيتُ تُرى بَعدَه
وَشَيَّدتَ مَعبِدَ إِفكٍ فَهُدَّ … أَساسَ مشيِّدِهِ هُدَّه
لَقَد رثَّ ثَوبٌ خَلَعتَ عَلَينا … وَنَحن نَميلُ إِلى الجِدَّه
فَعَهدُ الغُموضِ مَضى وَتَصَدّى … لَهُ عَهدُنا ناقِضاً عَهدَه
لَقَد حانَ أَن يُصلِتَ النورُ حداً … كَما اِستَلَّ سَيفُ الدُجى حَدَّه
لَقَد كادَ يصدَأُ في غِمدِهِ … حُسامٌ يَرى قَبرَهُ غَمدَه
هَديتُ رِفاقي إِلى موردي … فَضلَّوا وَما طَلَبوا وِردَه
وَما موردي العذبُ إِلا السَلامُ … يُذيبُ لِشارِبهِ كِيدَه
رِفاقي وَإِن فَرَّقَتنا الخطوبُ … سَيَحفَظُ قَلبي لَكم حَمدَه
سيرشُقُكُم بِالأَزاهِرِ مَهما … نكَرتُم عَلى وَدّه وَدَّه
سَيَذكُرُكُم بِالجَميلِ إِذا ما … نَأى وَأَرادَ القَضا بُعدَه
سَيَصفَحُ عَن كُلِّ أَشواكِكُم … فَشوكَتُكُم عِندَهُ وَردَه