ليلُ السُّرى مثلُ نهارِ المقامْ … ما خفتَ أن تُظلمَ أو أن تضامْ
ودون صدر البيت مرخى ً به … عليك سترُ الذلِّ صدرُ الحسامْ
وجانبُ الخفض على لينه … مع الأذى أوطأ منه السِّلامْ
خاطرْ فإمّا عيشة ٌ حرَّة ٌ … يرغدها العزُّ وإمّا الحمامْ
كم تترك الجُمَّة َ مسترويا … بنطفة ٍ ليست تبلّ الأوامْ
وترهبُ الإصحار مستبردا … مع الضحى ظلَّ كسورِ الخيامْ
نمتَ ونام الحظّ فافتح له … جفنك وانهض فإذا قمت قامْ
تحتشم التغريرَ والرزقُ في ال … إقدامِ والحرمانُ في الاحتشامْ
زاحمْ على باب العلا ضاغطا … لا بدّ أن تدخلَ بين الزحامْ
رامِ بها الليلَ فما يسفر ال … نَّجاحُ إلا عن نقابِ الظَّلامْ
موارقاً عن عقل أشطانها … مروقَ فوقِ السهم عن قوسِ رامْ
لعلَّ حظّاً عقمت هذه ال … أرضُ به يولدُ بعد العقامْ
ميِّز من الناس على ظهرها … نفسك لا ميزة َ تحت احتشامْ
من طلب الغاية َ خطواً على … ظهر الهوينا رامَ صعبَ المرامْ
لله مفطورٌ على عزِّه … أرضعه المجدُ لغيرِ الفطامْ
لا يملكُ الغرِّيد إطرابه … شجوا ولا نشوته للمدامْ
ولا توازي صدره فرجة ٌ … تساكن الحبّ وتقري الغرامْ
لولا السُّرى مستضوئاً لم يكن … يرفع طرفاً لبدور التمامْ
ينسيه حرَّ الغيظ بردُ اللَّمى … وجائرَ الحظ اعتدالُ القوامْ
حتى ترى بعدَ بطونِ الرُّبى … أبياته فوقَ ظهورِ الإكامْ
تحسبُ من صبوته بالعلا … وسعيهِ خلف الأمورِ الجسامْ
أنّ زعيم الدينِ أغراه بال … عزة أو علَّمهُ الاعتزامْ
حدَّثَ بالشاهد من غيبه … مصدَّقُ الدعوى مزكَّى الكلامْ
يريك بالجذوة من فضله … ما خلفها من لهب واضطرامْ
أسرارُ وجهٍ شفَّ عن خلقهِ … تطلُّعَ الخمرِ وراءَ الفدامْ
وجهٌ ترى البدرَ به مسفرا … وهو هلالٌ لك تحت اللثامْ
ماء الحياء الرطب والحسنُ في … وجنته ماءٌ وراحٌ وجامْ
قد كان لو أفرج عن طرقهِ … منسجما أو همَّ بالإنسجامْ
لو عكفَ الحسنُ على قبلة ٍ … تعبُّدا صلَّى إليه وصامْ
وهمّة ٌ أيسرُ ما ترتقي … إليه تهوينُ الأمورِ العظامْ
داست به الجوَّ وحسّاده … مداوسَ الذِّلّة فوق الرَّغامْ
شفا بها الملكَ وقد شفَّه … من سفراء العجزِ طولُ السَّقامْ
كفته منه قبلَ أيامهِ … آراءُ نصرٍ هنُّ بيضٌ ولامْ
وردَّ عنه وادعا قاعدا … دهمَ الخطوبِ الثائرات القيامْ
وعدَّ من بعد أخيه ومن … بعدِ أخيهِ ثالثا للتّمامْ
واسطة ٌ من بين هذا وذا … تكاملَ السلكُ بها والنّظامْ
فهم ثلاثُ الخيفِ في كلِّها … لمنسكِ الحج فروضٌ تقامْ
سل بعليٍّ خصمه إننا … نقنعَ فيه بشهود الخصامْ
يخبرك من يحسده أنه … ضرورة ً واحدُ هذا الأنامْ
تمنطق السوددَ طفلا وما … فضَّ من العوذة ِ منه ختامْ
وهبَّ للعلياء في عشره … ولدة ُ الخمسينَ عنها ينامْ
فمرَّ في غلوتهِ سابقا … والناس مأمومون وهو الإمامْ
والريحُ تدعووهي تقتصُّه … ردُّوه إن كان لفيه لجام
يا أعينَ الناس انظري واعجبي … بذَّ كهولَ المجد هذا الغلامْ
مدّ إلى سؤَّاله والعدا … يدين للإنعام والإنتقامْ
والكسرُ والجبرة ُ في موقفٍ … ما بين بسطٍ منهما وانضمامْ
وجاد حتى لم يدعْ فضلة ً … عليه للبحر ولا للغمامْ
يرى لما يحفظ من وفره … إضاعة َ العهدِ ونقضَ الذمامْ
كأنَّ ما قد حلَّ من ماله … وطاب محظورُ عليه حرامْ
أغراه بالتبذير لوَّامه … فودّ من يسأله أن يلامْ
يفديك من عادى معاليك أن … كان فداءَ الكرماءِ اللئامْ
توقصه خلفك عثراته … كبوا وما شقَّ رداءَ القيامْ
يذارع الجوّ بمشلولة ٍ … محلولة ٍ لم يرتبطها عصامْ
يغمدها من حيثُ سُلَّت ومن … سلَّ ولم يقدر على الضرب شامْ
يصعدَ يبغيك وقد أوشكتْ … رجلاك أن تنزل بابني شمامْ
طاب بكم تربي وطالتْ يدي … وأنبتتْ لحما أثيثاً عظامْ
وعاودتني حين أغنيتمُ … بعد مشيبي شرّتي والعُرامْ
فستقبلوها غررا طلقة ً … مع التهاني ووجوهاً وسامْ
بارزة َ الحسن لكم كلَّما … نادتْ رجالا من وراء الفدامْ
كرائما صاهرني منكمُ … على عذاراها رجالٌ كرامْ
إذا المهيرات شكونَ الشَّقا … طاب لها فيكم نعيمٌ ودامْ
سائرة لم يعتقل رُسغها … شكل ولم يحبس طلاها زمامْ
لم تترك الغورَ لنجدٍ مع ال … إلف ولم تهجر عراقاً لشامْ
مع النُّعامى طائرات بكم … وجافلات معَ طردِ النَّعامْ
أعراضكم في طيّ ما حمّلتْ … لطائمٌ وهي لقوم لطامْ
بواقيا حلية َ أحسابكم … ما دامت الأطواقُ حلى َ الحمامْ
ما خدم النيروزُ إقبالكم … فهي لها أسورة أو خدامْ
يومٌ من العام ولكنَّه … يكرُّ في دولتكم ألفَ عامْ