له كل يومٍ فيك واشٍ وعاذلُ … وفي قلبه شغل من الحبّ شاغل
أخو صبوة ٍ أثرى من السهد طرفه … ولكن له دمعٌ على الخد سائل
مقيمٌ ولو جدّ الرحيل على الولا … ودانٍ وان شطت عليه المنازل
اذا غردت ورق الحمائم في الضحى … على فننٍ هاجت عليه البلابل
و أغيد في عليا دمشق محله … وفي لحظه من صنعة السحر بابل
و لحظ اذا حفته أصداغ شعره … فما هو الا سيفه والحمائل
تطاولت الأغصان تحكي قوامه … وعند التناهي يقصر المتطاول
و فضلت الجوزا على البدر وجهه … وقال السهى للشمس لونك حائل
و أعيا فصيح الوصف نبت عذاره … وعير قسّا بالفهاهة باقل
و لما مشى فوق البسيطة زانها … وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
و ما خفتُ من جهل العذول وانما … بغيضٍ اليّ الجاهل المتعاقل
و اني وان كنت الأخير غرامه … لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
تعشقته كالبدر في الطرق مشرقا … فيا أسفي والبدر زاهٍ وآفل
و أسكنته كالضيف وسط جوانحي … فيا حزني والضيفِ بالبيت داخل
لقد اعقبت قلبي صنوفاً كثيرة … من الشجو أيامُ اللقاء القلائل
سقى الله أيام اللقا سحب راحة … وزيرية فهي الهوامي الهوامل
وزير له في طالب الفضل راحة … ولكنها قد أتعبتها الفواضل
لقد قام عبد الله يدعو إلى الندى … فأهوت شعوبٌ للرجا وقبائل
له الله ما أوفى وأوفر سؤدداً … اذا نوّهت بالسائدين المحافل
تردد في أفق الوزارة شخصه … كما رددت شهب السماء المنازل
و عطل مغناها اتباعاً لزهده … وإن محلاًّ بان عنه لعاطل
ألم تر شباك الوزارة كله … عيبونٌ تراعي عوده وتحاول
سلوا عنه مصراً والشام ففيهما … شواهد من آثاره ودلائل
ألم يرض أرض الواديين بحفل … من السحب الا أنهن أنامل
كلا وادييها عاشق لنزوله … على أنه في بلدة الأفق نازل
تغامز من هذي أصابع نيلها … وهذي برقراق العيون تغازل
و كان عريقاً في المناصب بيته … مكيناً اذا ما قيل كافٍ وكافل
فلا واصلاً حبلاً لمن هو قاطعٌ … ولا قاطعاً حبلاً لمن هو واصل
له قلم كالغصن بالماء مثمرٌ … ولكنه غصنٌ الى الجود مائل
يسمن بيت المال وهو هزيله … ويفعل أفعال الظبا وهو هازل
اذا هزّ في يوم الخطاب فعالمٌ … وان هزّ في يوم الخطوب فعامل
اذا قلت ياللصاحب ابتدرت إلى … نداك معالٍ كالنجوم موائل
فقل فيه ما شئت المقال مهنئاً … فانك في ظلّ السيادة قايل
هنيئاً لمولانا الوزير إيابه … ومقفله في الذكر والأجر حاصل
و لا برحت أوقاتنا ببقائه … مواصلة أبكارها والأصائل
يكف الأذى عن حالنا جود كفه … ويروي لنا عنه عطاءٌ وواصل