لمن الرواسم يرتمين صواديا … ويجزن بالعذب الروي أوابيا
الطالعات على الصباح حنادساً … الساريات مع الظلام دراريا
الداميات مناسماً وغوارياً … المدميات جوانحاً ومآقيا
الحائمات مع النسور جوارحاً … العاديات على الأسود ضواريا
مرت بمهتزم الرعود قواصفاً … وجرت بمخترق الرياح هوافيا
وسرت بملتمع البروق خواطفاً … تفري أهاضيب الغمام هواميا
حاولن عند الشعريين مآرباً … وحملن ملء الخافقين أمانيا
عفن البقاع خصيبها وجديبها … وبني الزمان رشيدهم والغاويا
أين الرشاد من النفوس نوازعاً … للشر تستبق الضلال نوازيا
أين المسامع والعقول فإنما … تجدي المقالة سامعاً أو واعيا
أمسكت عن بعض القريض فلم أجد … في الصحف إلا لائماً أو لاحيا
إيهاً فإن من السكوت بلاغة ً … جللاً تفيض على العقول معانيا
صنت القريض عن المحال وأرجفوا … حولي فما جاوبت منهم عاويا
وحميت من عرض المقال ولا أرى … فيمن أراهم للحقيقة حاميا
من أين لي بفتى ً إذا علمته … لم ألفه عند التجارب ناسيا
من لي به حر اليراع أبيه … عف النوازع والمطامع عاليا
يستصغر الدنيا أمام يقينه … فيصد عنها مشمئزاً زاريا
يأبى النعيم ملطخاً بمذلة ٍ … ويرى مقام السوء عاراً باقيا
إني رأيت من المقال مناقباً … مأثورة ً ووجدت منه مخازيا
وعلمت أن من الخلال مراقياً … تعلي جدود معاشرٍ ومهاويا
ولقد بلوت الكاتبين جميعهم … فوجدت أكثر ما يقال دعاويا
شدوا العياب على هناتٍ لو بدت … ملأت مناديح الفضاء مساويا
لا بوركت تلك الأكف فإنها … ضربت على الألباب سداً عاتيا
حجبت صديع الرشد عنها فارتمت … تجتاب ليل الغي أسفع داجيا
سلني أنبئك اليقين فإن لي … علماً بما تخفي السرائر وافيا
ألفيت أصدق من بلوت مداهناً … ورأيت أمثل من رأيت مداجيا
بعثوا الصحائف يلتوين كأنما … بعثوا بهن عقارباً وأفاعيا
يلسبن من صدع العماية زاجراً … وأهاب بالشعب المضلل هاديا
صحفٌ يزل الصدق عن صفحاتها … ويظل جد القول عنها نابيا
لو يبغيان بها القرار لصادقا … في غفلة الحراس منها ماحيا
ماجت فجاج المشرقين مصائباً … وطغت شعاب الواديين دواهيا
حاقت بنا الأزمات تترى وانبرت … فينا الخطوب روائحاً وغواديا
جفت أمانينا وكن حوافلاً … وهوت مطامعنا وكن رواسيا
إنا لنضرب في غياهب غمرة ٍ … تتكشف الغمرات وهي كماهيا
نبكي تراث الغابرين مقسماً … ولو استطاع لقام يبكي الباكيا
ذهب الرجال العاملون فما ترى … في القوم إلا ناعباً أو ناعيا
هدموا من الشرف المرفع ما بنوا … ومحوا معالمه وكن زواهيا
طارت به هوج العصور عواصفاً … ومضت به نكب الخطوب سوافيا
فإذا نشدت نشدت رسماً عافياً … وإذا رأيت وسماً خافيا
يا للمشارق صارخاتٍ ولهاً … تدعو المغيث وتستجير الكافيا
عدت الخطوب وما برحن جواثماً … وهفت بهن وما فتئن جواثيا
ملكت سبيلها الغزاة وإنني … لإخال خفق الريح فيها غازيا
أخذ العقوق على بينها موثقاً … لم يلف محكمه لديهم واهيا
صدقوا العدو ولاءهم وتمزقوا … خصماء فيما بينهم وأعاديا
فهمو المعاول إن رماهم هادماً … وهمو الدعائم إن علاهم بانيا
وهمو السلاح إذا يشيخ مناجزاً … وهمو العديد إذا يصيح مناويا
مالي أهيب بمن لو أني نافخٌ … في الصور ما نبهت منهم غافيا
أفزعت أصحاب الرقيم منادياً … وعصفت بالعظم الرميم مناجيا
هي صرعة ٌ من رازحين تقاسموا … ألا يفيقوا أو يجيبوا الداعيا
ليت الزلازل والصواعق في يدي … فأصبها للغافلين قوافيا
فنيت براكين القريض ولا أرى … ما شفني من جهل قومي فانيا
فلئن صمت لأصمتن تجلداً … ولئن نطقت لأنطقن تشاكيا