لك الشرف الباقي وان رغم العدى … ابي الله الا ان تدوم مخلدا
ترديت بالمجد الاثيل ومالهم … إذا اجتذبوا ذاك الرداء سوى الردى
وما أنت الا الشمس في الأرض مالها … غناً عن سواها فهي تطلع سرمدا
وما لنظام الكون غيرك كافل … لك الله فاسلم كي نعيش ونسعدا
بنورك تهدي من اضل سبيله … وفي الدين والدنيا بطلعتك الهدى
نشرت لواء العدل في كل بلدة … وساويت فيها بالمسود المسودا
واسبغت ظل الامن فيها فلم يخف … شذاتك الا زائغ جار واعتدى
وقد زعم الاعداء انك عثرة … الا لا اقال الله عثرة من عدا
طلعت بعلم مستنير عليهم … وقد كابدوا ليلا من الجهل اسودا
لك الفضل والاحسان في مدنية … بها لبسوا برد الرقي المجددا
جزى الله عنك الظالمين نكاية … تقوض من بنيانهم ما تشيدا
بما اقتبسوا من نور كتبك جهزوا … كتائب تذكو نارهن توقدا
وكم قد سعوا يا خيب الله سعيهم … وغادر ذاك الشمل منهم مبددا
يرومون منا ان نعيش اذلة … وينقاد منا كل صعب معبّدا
ومن دون خلع العز لبس عجاجة … تمج ببيض الهند اشقر مزبدا
وما نقموا منا سوى الدين انه … قذى يعتري طرفاً من الشرك ارمدا
فكم جهدوا ان ينقضوا منه مبرما … وان يهدموا منه بناء موطدا
ولولا دفاع الله عن سرح دينه … لعاث به الوحش الذي بات مرصدا
إذا قصد التثليث دين محمد … بسوء ابي التوحيد الا محمدا
وكعبتنا من شاهق العز في حمى … تحدر عنه كل من جاء مصعدا
وطيبة قد عزت واضحى منالها … على الرجس من نيل الكواكب ابعدا
وان نفوس المسلمين جميعها … فداء لأرض ضمت الطهر أحمدا
وما اجمات الاسد الا مشاهد … باعتابها تهوى الجبابر سجدا
على جثث القتلىطريق اجتيازهم … إليها يدوسون القنا المتقصدا
أتمنع يا ثغر العراق فتحتمي … بعزك أم تعطي على ذلة يدا
فإن تكن الأولى فيا رب موطن … شهدت فأضحى للحفيظة مشهدا
وان تكن الأخرى فانك جالب … على العرب الأمجاد عارا مخلدا
ألا إنه يوم المحامد فاستبق … إلى الحمد واحذر ان تذم به غدا
أسرت معالي أمة عربية … فاطلق أسيرا في حماك مقيدا
وان أسير المجد غال فداؤه … وليس سوى بذل النفوس له فدا
فيا معشر العرب البواسل جردوا … ضباً آذنتها الحرب ان تتجردا
تعودتم خوض الغمار وانما … لكل امرئ من دهره ما تعودا
فما العز إلا ان تشام وتنتضي … وما الذل إلا ان تشام وتغمدا
وما هي إلا جولة الخيل شزبا … عوادي يحملن الوشيج المسددا
وهبوا لها شيباً ومردا فإنكم … امام عدو قد طغى وتمردا
ولا تلبسوا إلا القلوب فإنها … سرابيل بأس لا الدلاص المسرادا
بكل فتى يمشي العرضنة في الوغى … ويمضي إذا الهيابة النكس عردا
مطاعين تحمر القنا في اكفهم … وتخضر منها بالجود والندا
بآية من سيم الظلامة منكم … تنمروا ستعدى الحسام المهندا
إلام وكم نغضي الجفون على القذا … ألم يأن ان نستوبئ الذل موردا
وقد وعد الرحمن نصرة دينه … ولن يخلف الرحمن للنصر موعدا
لك الخير كن فيه المفدى وانني … أعيذك فيه أن تكون المفندا
أفي كل يوم في صميم وانني … رواح لغارات الصليب ومغتدى
مراكش تشكو والجزائر مثلها … تكايد ما يفري قلوبا واكبدا
وتونس بعد الأنس أوحش ربعها … وأصبح فيها الجو اقتم أربدا
وان شئت ان تذري على الدين عبرة … على ان فيض الدمع لا ينقع الصدا
فعج في طرابلس وقف متلهفا … على ربع مجد قد عفا وتابدا
وما نسيت بالروملي وقائع … يطيش عليها حلم من قد تجلدا
وفي الهند فاصرف نحوها العين كي ترى … بها الظلم يبدو للعيان مجسدا
وقد خملت بعد النباهة والعلا … وقد املقت بعد الرغائب والجدا
واغنى بلاد الله كانت وعهدها … قريب فاضحت للخصاصة معهدا
جواهرها عادت لجورج غنيمة … يحلى بها تاج العلاء المنضدا
وان جئت مصرا وهي دار فضيلة … بها القوم قد طابوا نجارا ومحتدا
فابلغ رجال الحل والعقد منهم … نشيد لهيف يقذف الجمر منشدا
وقل لهم كيف الرقاد على الذي … يبيت كريم القوم منه مسهدا
وقد تم على شوك الهوان كانكم … سقيتم ولا ساق سوى العجز مرقدا
هلموا لكي نسترجع المجد والعلى … وينصر منا البعض بعضاً ويسعدا
فان التي كنتم ترومون نيلها … دنا شأوها منكم وقد كان ابعدا
لنا باجتماع الشمل عز وانه … اساس عليه عزنا قد تمهدا
وما اقتنص الاعداء منا سوى الذي … يشذّ فيغدوا ضاحياً متفردا
ومن كان عيش الذل غاية قصده … فلا حاز مأمولا ولا نال مقصدا
ومن سكنت جنبيه نفس كريمة … يعيش كريماً أو يموت فيحمدا
إذا الشعب لم يشعب صدوع كيانه … بحد الضبا راح الكيان مهددا
فلا تجعلوا غير العزائم عصمة … ولا تطلبوا غير الصوارم منجدا
وما كالحسام العضب للداء حاسم … وناهيك بالآسي إذا هوجردا
به يتجلى الحق ابلج واضحاً … سناه ببرق من شباه توقدا