كيف القرار ونار الحرب تستعر … والهول مضطرم البركان منفجر
ويح العيون أيغشاها النعاس وقد … شف الهلال عليها الحزن والسهر
يبيت يخفق من خوفٍ ومن حذرٍ … حران يرقب ما يأتي به القدر
ريح الحطيم فأمسى وهو منتفضٌ … وأقلقت يثرب الأحزان والذكر
ويح الحجيج إذا حانت مناسكهم … ماذا يرى طائفٌ منهم ومعتمر
أيطرب البيت أم تبكي جوانبه … حزناً ويعول فيه الركن والحجر
أين ابن عم رسول الله يطفئها … حرباً على كبدي من نارها شرر
أين اللواء وخيل الله يبعثها … عمرو ويصرخ في آثارها عمر
أين المقاديم من فهرٍ ومن مضرٍ … ومن قريشٍ وأين السادة الغرر
أين الملائكة الأبرار يقدمهم … جبريل يستبق الهيجا ويبتدر
أين المعامع ترفض النفوس بها … هلكى ويستن فيها النصر والظفر
أين الوقائع تهتز العروش لها … رعباً وتنتفض التيجان والسرر
أين القياصر مقهورين لا صلفٌ … ينأى بجانبهم عنا ولا صغر
أين الحماة وقد ضاعت محارمنا … أين الكفاة وأين الذادة الغير
أين النفوس ترامى غير هائبة ٍ … أين العزائم تمضي ما بها خور
أين الأكف يفيض المال مندفقاً … منها كما اندفقت وطفاء تنهمر
من لي بهم معشراً صيداً غطارفة ٌ … ما ضيعوا ذمة ً يوماً ولا غدروا
إن أدعهم لجلاء الغمرة ابتدروا … وإن أصح فيهم مستنفراً نفروا
إيهٍ بني مصر إن الله يندبكم … فسارعوا قبل أن تودي بنا الغير
لبيك ربي ولا من عليك بها … فما لنا دون ما تبغي بنا وطر
لبيك لبيك إن الخير أجمعه … فما قضيت وأنت العون والوزر
لبيك لبيك إن القوم قد ذعروا … سرب الخلافة بالأمر الذي ائتمروا
صال المغير عليها صولة ً عجباً … ما صالها قبله جن ولا بشر
أين التواريخ نستقصي عجائبها … وأين ما وعت الآثار والسير
أين الفظائع في أنكى مشاهدها … أين الروائع والآيات والعبر
حربٌ بلا سببٍ ماجت فيالقها … فالبر يرجف والدأماء تستعر
يا موقد الحرب بغياً في طرابلسٍ … بأي عذرٍ إلى التاريخ تعتذر
أذاك والعصر عصر النور عندكم … فما يكون إذا ما اسودت العصر
أين الألى زعموا الإنصاف شرعتهم … وقام قائمهم بالعدل يفتخر
يا أكثر الناس إنصافاً ومعدلة ً … العدل يصعق والإنصاف يحتضر
نعم الشريعة ما سنت حضارتكم … الحق يخذل والعدوان ينتصر
لسنا وإن عزبت أحلامنا وخوت … منا الرؤوس بقول الزور تنبهر
متى أرى الجيش والأسطول قد شفيا … داء الذين زجرناهم فما ازدجروا
داء الحضارة في أسمى مراتبها … فما على الكلب أن يعتاده السعر