كم ذا يذوب أسى وكم يتجلد … أين المعين له وأين المسعد
أأهيل وادي المنحنى وحياتكم … إني على ما تعهدون وأعهد
لا تنكروا كلفي بكم وصبابتي … هذا الضنى ودموع عيني تشهد
ما خان قلبي عهدكم أبدا ولا … مدت لسلواني إلى صبري يد
أأخونكم وأود قوما غيركم … أنى وعهدكم لدي مؤكد
يا هاجرين وليس لي ذنب سوى … دمع يفيض ولوعة تتجدد
ومحملي الصب الكئيب صبابة … بين الجوانح حرها لا يبرد
أكذا يكون جزاء من حفظ الهوى … ورعى عهودكم يهان ويبعد
وبمهجتي الرشأ الذي من خده … في كل قلب جمرة تتوقد
الطرف منه مهند والخد منه … مورد والجيد منه مقلد
يمسي ويصبح آمنا في سربه … وأخاف وهو القاتل المتعمد
يسبي القلوب بمقلة سحارة … هاروت فتنتها يحل ويعقد
وبقامة ألفية فتانة … من فوق أرداف تقيم وتقعد
سكرت معاطفة بكاس رضابه … فلها اعتدال تارة وتأود
فكأن ذكرى أحمد خطرت لها … ولذكره يندى الجماد الجلمد
يا مالك الملك العقيم ومن له … في كل أرض أنعم لا تجحد
مهلا فما فوق السماك لطالب … قصد ولا فوق الثريا مقعد
أنفقت مالك في الندى مستخلفا … ربا خزائن فضله لا تنفد
أو يمم الطلاب يم مكارم … إلا وأنت مناهم والمقصد
علما وحلما باهرا وسماحة … فليهتدوا وليقتدوا وليجتدوا
سجعوا بذكرك في البلاد وإنما … طوقتهم بالمكرمات فغردوا
وتعلموا منك المديح فمنك ما … تعطيهم كرما وأنت المنشد
ما سوحك المحروس إلا جنة … لو أن من يأتي إليه يخلد
ما زال سيفك منذ كان مجردا … في غير أفئدة العدى لا يغمد
ماذا أقول وكل قول قاصر … والفضل أكثر فيك منه وأزيد
الدهر من خطار رمحك خائف … والموت من بتار سيفك يرعد
كم موقف يوهي الجليد وقفته … للموت فيه توعد وتهدد
ما زال عنك النصر فيه كأنما … في الكف منك زمامه والمقود
حتى تردد من رآك أأنت للفتح المبين أم السيوف تجرد … …
وهي الرماح الزاعبية أم هي الأقدار ترمي من أردت فتقصد … …
وهي السعادة إذ قصدت إلى الوغى … حملتك أم سامي المقلد أجرد
وهي الجيوش أم المنايا قدتها … للحرب أم بحر خضم مزبد
هيهات لا يقوى لما تأتي به … بشر ولكن الملائك تعضد
يا خير من ركب الجياد ومن له … في الكون ألوية الولاية تعقد
ذللت في الأرضين كل ممنع … فجميع أملاك الورى لك أعبد
لم يبق إلا مكة فانهض لها … فالله جل بنصره لك منجد
جرد لها أسياف عزمك إنها … لطلوع نجمك بالسعادة ترصد
والدهر فيما تبتغيه طائع … والسعد فيما تنتحيه مسعد
أيصدكم عنها أناس ما لهم … قدم إلى العليا تسير ولا يد
ولأنتم دون الورى أولى بها … فبها مقر أبيكم والمعهد
طهر من الترك الطغام بقاعها … فلطال ما عاثوا هناك وأفسدوا
عود عداة الله من إهلاكهم … ما كان عودهم أبوك محمد
جرد حسامك إنه في غمده … للغيظ منهم جمرة تتوقد
وأدر عليهم بالصوارم والقنا … حربا يشيب إذا رآها الأمرد
ومر الزمان بهم فإن لصرفه … سيفا يشتت شملهم ويبدد
أين المفر لهم وسيفك خلفهم … في كل ارض أغوروا أو انجدوا
إن أشهروا جهلا عليك سيوفهم … فلسوف في الهامات منهم تغمد
أو اشرعوا سمر الرماح فإنها … لا بد في لباتهم تتفصد
أو أوقدوا نار الحروب فإنها … بدمائهم عما قريب تخمد
ماذا عسى أن يوقدوا من كيدهم … نارا وربك مطفىء ما أوقدوا
لا تبتإس بفعالهم فلربما … يكفيك شأنهم القضاء المرصد
ما فعلهم ويد الإله عليهم … ما فعل سيف ليس تحمله يد
وهم الكلاب العاويات وإنما … ذاقوا حلاوة حلمكم فاستأسدوا
الله أسعدكم وأشقى جمعهم … والله يشقي من يشاء ويسعد
وأراد منك الله جل جلاله … من نصر هذا الدين ما تتعود
ولسوف تقدح فيهم أسيافكم … شررا لأيسره يذوب الجلمد
ويقال قوم قتلوا منهم وقوم … أوثقوا أسرا وقوم شردوا
وإليكها ملك البرية مدحة … كادت لها الشمس المنيرة تسجد
من صادق في ود آل محمد … يفنى الزمان ووده يتجدد
نظما تود الغانيات لو أنها … يوما بدر عقوده تتقلد
يشكوك فقرا قد تحمل قلبه … من اجله كربا تقيم وتقعد
فقرا أناخ على العيال بكلكل … وسطا فقلت لسيفه ما يولد
أرسل عليه من نوالك غارة … شعوا تفرق جيشه وتبدد
وأفض علي بحار جودك منعما … حتى يموت بغيظه من يحسد
لا زلت مرجوا لكل عظيمة … تبني معالم للعلي وتشيد
وعليك صلى الله بعد محمد … ما دام ذكرك في البرية ينشد
والآل ما هبت صبا نجدية … وشدا بذكرك مغور أو منجد