قمعستان.. قمعستان
لم يبق فيهم لا أبو بكر.. ولا عثمان..
جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان..
الله يا زمان..
تساقط الفرسان عن سروجهم..
واعتقل المؤذنون في بيوتهم ..
جميعهم قد ذبحوا خيولهم.. وارتهنوا سيوفهم
ما كان يدعى ببلاد الشام يوماً..
صار في الجغرافيا..
يدعى (يهودستان)..
الله .. يا زمان..
جميعهم تكحلوا…
تكحلوا.. تعطروا…
تمايلوا أغصان خيزران
حتى تظن خالدا … سوزان
ومريما .. مروان
الله .. يا زمان…
هل تعرفون.. من أنا.. ؟
مواطن يسكن في دولة (قمعستان)
مواطن يخاف.. يخاف أن يجلس في المقهى .. لكي
لا تطلع الدولة من غياهب الفنجان
مواطن أنا من شعب قمعستان
أخاف أن أدخل أي مسجد
كي لا يقال إني رجل يمارس الإيمان
كي لا يقول المخبر السري:
أني كنت أتلو سورة الرحمن
الله .. يا زمان …
يا أصدقائي:
إنني مواطن يسكن في مدينة ليس بها سكان
ليس لها شوارع
ليس لها أرصفة
ليس لها نوافذ
ليس بها جدران
ليس لها جرائد
غير التي تطبعها مطابع السلطان
عنوانها؟
أخاف أن أبوح بالعنوان
من أجل هذا أعلن العصيان..
باسم الذين مالهم صوت ولا رأي ولا لسان
باسم الجماهير التي يسقونها الولاء
بالملاعق الكبيرة
سأعلن العصيان.. سأعلن العصيان..
باسم الجماهير التي تضرع لله
لكي يديم القائد العظيم
وحزمة البرسيم …
الله .. يا زمان …