قليلٌ لها أن يتْبعَ الدَّمعُ غيرَها … و قد أزمعَتْيومَ الفراقِمسيرَها
شفَا كَمَدي أُنْسُ الظِّباءِو إنَّما … عَرَتْ فرقة ٌ شتَّى الظِّباءِ نَفُورَها
و ما عاقَنييومَ العقيقِ عن الجَوى … سُفورُ دُمًى أبدَتْ لبَيْنٍ سُفورَها
إذا رَدَّها كَرُّ العِناقِ عواطلاً … من الحَلْيِ حلَّتْ بالدُّموعِ نحورَها
غدا الشَّوقُ في الأحشاءِ ثَانِيَ عِطْفِهِ … غداة َ ثَنَتْ أعطافَها وخصورَها
دعَتْني إساءاتُ الخُطوبِ إلى السُّرى ؛ … و كم من سُرًى أهدَتْ لنفسٍ سرورَها
فبُحْتُ بما استودَعْتُ صَدْري من الهَوى ؛ … و باحَتْ بما استودَعْتُ منه صدورَها
فبِعتُ وِصالاًلا أَمَلُّ أصيلَه … بأيامِ هَجرٍ لا أملُّ هجيرَها
لقد حاوَلَتْ سِلْمَ الأميرِ عِداتُه … لتحمَدَ في سِلمِ الأمير أميرَها
فزارتْهُ من أَعلى الصَّعيدِو قد ثنى … إليها عِنانَ السَّيرِ كيما يزورَها
مُطِلٌّ على أرضِ العِراقِ بِعَزمَة ٍ ؛ … و ثاوٍ بأرضِ الشامِ يحمي ثغورَها
مُعِدٌّ ليومِ الرَّوْعِ بِيضاً تذكَّرَتْ … ظُباء الأعاديفاستقالَتْ ذُكورَها
و سُمراً تَثَنَّى في الطِّعانِ كأنَّها … نَشاوى سقَتْها الأَندرينَخمورَها
فقد تارَكَتْه التُّركُ لمَّا تأمَّلَتْ … سَطاهو لو لاقَتْه لاقَتْ مُبيرَها
أَزارَهمُ أُسْدَ العرينِ خَوادراً … تُرَدِّدُ في غابِ الرِّماحِ زئيرَها
كتائبَ لو لاقَيْنَ كِسرىو قد سَمتْ … لإيوانِ كِسرى غادرَتْهُ كسيرَها
و رامَتْ حُماة ُ الرُّومِ لُقياهفاغتدَتْ … مواقفُهايومَ اللِّقاءِقبورَها
أمالَ إليهم أوجُهَ الخيلِ آلفاً … سُراها إلى أوطانِهم وبُكورَها
و جاءَهُمُ في الرِّيحِ رَيَّا عَجاجَة ٍ … تَبُثُّ الصَّبا كافورَها وعبيرَها
فحلَّ بِنَصْلِ السيفِ لُؤلُؤَ تاجِها … و حطَّ بأطرافِ الرِّماحِ سريرَها
و شَنَّ على الحُورِ الكواعبِ غارَة ً … أغارَ بها غِيدَ النِّساءِ وحُورَها
فإنْ تَطْغَ يوماً عايَنَتْ منه حَتفَها ؛ … و إنْ تَستَجِرْ يوماً أضلَّتْ مجيرَها
و كم حومَة ٍ حامَتْ عُقابُ لوائِها … عليكَ ونارُ الحربِ تُذكي سعيرَها
و شاهقة ٍ يَحمي الحِمامُ سهولَها … و تمنَعُ أسبابُ المنايا وعورَها
إذا سترَتْ غُرُّ السَّحابِو قد سرَتْ … جوانِبَهاخِلْتَ السَّحابَ سُتورَها
و إنْ عادَ خوفاً من سُيوفِكَ ربُّها … بِدِرَّتِها أضحى لَديْكَ أسيرَها
مُقيم تَمُرُّ الطَّيرُ دونَ مَقامِه … فليسَ تَرى عيناه إلا ظُهورَها
ثَنَيْتَ إلى غاياتِها الأُسْدَفانثَنتْ … تُساورُ بالبِيضِ الصَّوارمِ سُورَها
و آثَرْتَ بالعَدْلِ الخلافة َفاعتلَى … سَناهاو كاد الجَوْرُ يُخمِدُ نورَها
بعثْتَ إليها تَغْلِبَ ابنة َ وائلٍ … فكانَتْو قد عَمَّ الظَّلامُبُدورَها
فإنْ تُدْعَ دونَ الأولياءِ لِنُصْرَة ٍ … عَليَّ بنَ عبدِ اللّهِتُدْعَ نصيرَها
أَتتْكَ القوافي ظامئاتٍ إلى النَّدى … فأَوردْتَها عَذْبَ المياهِ نميرَها
و عادَتْ بكُفءٍ منكَ يُكثِرُ مَهرَها … و قد عَدِمَتْ أكفاءَها ومُهورَها
فأيقنْتُ بالنُّجْحِ الذي كنتُ أرتجي … لديكَو عاينتُ المُنى وغرورَها