قضى دينَ سعدي طيفها المتأوبُ … و نول إلا ما أبى المتحوبُ
سرى فأراناها على عهد ساعة ٍ … و من دونها عرضُ الغويرِ فغربُ
فمثلها لا عطفها متشمسٌ … و لا مسها تحت الكرى متصعبُ
تحيي نشاوى من سرى الليل ألصقوا … جنوبا بجلدِ الأرض ما تتقلبُ
إذا أنسوا بالليل جاذبَ هامهم … حوافرُ قطعِ الليل والنومُ أطيبُ
و في التربِ مما استصحبَ الطيفُ فعمة ٌ … يرواح قلبي نشرها المتغربُ
فعرفني بين الركاب كأنما … حقيبة ُ رحلى باقيَ الليلِ مسحبُ
ألا ربما أعطتك صادقة َ المنى … مصادفة ُ الأحلامِ من حيثُ تكذبُ
و يومٍ كظلَّ السيفِ طال قصيرهُ … على حاجة ٍ من جانبِ الرملِ تطلبُ
بعثتُ لها الوجناءَ تقفو طريقها … أمامَ المطايا تستقيمُ وتنكبُ
فمالت على حكم الصبا لمحجرٍ … و للسير في أخرى مظنٌّ ومحسبُ
أعدْ نظراً واستأنِ يا طرفُ ربما … تكون لالتي تهوى التي تتجنبُ
فما كلُّ دارٍ أقفرتْ دارة ُ الحمى … و لا كلّ بيضاءِ الترائبِ زينبُ
عجبتُ لقلبي كيف يستقبل الهوى … و يرجو شبابَ الحيّ والرأسُ أشيبُ
تضمُّ حبالَ الوصل من أمَّ سالمٍ … و حبلكَ بعد الأربعينَ مقضبُ
و ليس لسوداءِ اللحاظِ ولو دنا … بها سببٌ في أبيض الرأس مطربُ
و لائمة ٍ في الحظّ تحسبُ إنه … بفضلِ احتيالِ المرءِ والعسي يجلبُ
رأت شعثاً غطى عليه تصوني … و عيشا بغيضا وهو عندي محببُ
و قد كنتُ ذا مالٍ مع الليل سارحٍ … على ّ لو أن المالَ بالفضلِ يكسبُ
و لكنه بالعرضِ يشرى خياره … و ينمي على قدرِ السؤالِ ويخصبُ
و ما ماءُ وجهي لي إذا ما تركتهُ … يراقُ على ذلَّ الطلابِ وينضبُ
و إنكِ لا تدرين واليومُ حاضرٌ … بحال اختلالي وما غدا لي مغيبُ
لعلّ بعيداً ما طلتْ دونه المنى … سيحكم تاجُ الملكِ فيه فيقربُ
فما فوقه مرمى لظنًّ موسعٍ … و لا عنه للحقّ المضيعِ مذهبُ
و إن فاتني من جودهِ واصطفائهِ … إلى اليوم ما تسنى يداه ويوهبُ
و أيبسَ ربعي وحده من سحابة ٍ … تبيتُ لمثلى من عطاياه تسكبُ
فرجليَ كانت دون ذاك قصيرة ً … و حظيَ فيما جازني منه مذنبُ
و لا لومَ أن لم يأتني البحرُ إنما … على قدر ما أسعى إلى البحرِ أشربُ
حمى بيضة َ الإسلامِ ليثٌ تناذرتْ … ذئابُ الأعادي الطلسُ عما يذببُ
و زانت جبينَ المكِ درة ُ تاجهِ … فما ضره أيُّ العمائم يسلبُ
و في بالمعالي مستقلاً بحملها … متينٌ إذا خارت قوى العزمِ صلبُ
تريه خفياتِ الشوا كلِ فكرة ٌ … بصيرٌ بها من خطفة ِ النجم أثقبُ
إذا استقبل الأمرَ البطيءَ برأيه … تبينَ من أولاهُ ما يتعقبُ
و مزلقة ِ المتنين تمنعُ سرجها … و تسألُ قوسُ اللجمِ من أين تصحبُ
أبتْ أن يطيف الرائضون بجنبها … فقودتها مملوكة َ الظهرِ تركبُ
و يومٍ بلون المشرفية ِ أبيضٍ … و لكنه مما يفجرُ أصهبُ
إذا أسفرتْ ساعاتهُ تحت نقعهِ … عن الموتِ ظلت شمسه تنتقبُ
صبرتَ له نفساً حبيباً بقاؤها … إلى المجدِ حتى جئتَ بالنصرِ يجنبُ
كواسطَ والأنبارُ أمس كواسطٍ … و من إيما يوميك لا أتعجبُ
و كم دولة ٍ شاختْ وأنتَ لها أخٌ … و أخرى تربيها وأنتَ لها أبُ
ينام عزيزا كهلها وغلامها … و أنت عليها المشبلُ المتحدبُ
أرى الوزراءَ الدارجين تطلبوا … على فضلهم ما نلتهُ فتخيبوا
تباطوا عن الأمر الذي قمت آخذا … بأعجازه واستعبدوا ما تقربُ
فلو لحقتْ أيامهم بك خلتهم … بهديك ساروا أو عليك تأدبوا
نهيتُ الذي جاراك راكبَ بغيهِ … إلى حينه والبغيُ للحينِ مركبُ
و قلتُ تفللْ إنما أنت حابلٌ … على جنبك الواهي تحشُّ وتحطبُ
دعِ الرأسَ واقنع بالوسيطة ِ ناجياً … بنفسك إن الرأسَ بالتاج أنسبُ
و إن وليّ الأمر دونك ناهضُ ال … بصيرة ِ طبٌّ بالخطوب مدربُ
و أهيبُ فينا من قطوبك بشرهُ … و ما كل وجهٍ كالحٍ يتهيبُ
بفعلك سدْ إن الأسامي معارة ٌ … و بالنفس فاخرْ لا بمن قمتَ تنسبُ
تمنوكَ تاجَ الملكِ أن يتعلقوا … غبارك وابنُ الريح في السبق أنجبُ
فظنوا تكاليفَ الوزارة سهلة ً … و منكبُ رضوى في العريكة يصعبُ
فلا زلتَ تلقى النصرَ حيث طلبته … بجدك يعلو أو بسيفك يضربُ
تمدُّ لك الدنيا مطاها ذليلة ً … فتركبُ منها ما تشاءُ وتركبُ
إلى أن ترى ظهرَ البسيطة ِ قبضة ً … بكفيك يلقى مشرقاً منه مغربُ
و قيضَ لي من حسنِ رأيك ساعة ٌ … يساعف فيها حظيَ المتجنبُ
فتمطرني من عدلِ جودك ديمة ٌ … تبلُّ ثرى حالي بما أنا مجدبُ
لعل خفياً كامنا من محاسني … تبوحُ به نعماك عني وتعربُ
و من ليَ لو أنيَّ على العجز ماثلٌ … بناديك يصغى المفحمون وأخطبُ
فتشهد أني ما عدمتُ فضيلة ً … إلى مثلكم مثلي بها يتقربُ
و تعلم مني كيفَ أمدحُ ناظما … فإنك تدري ناثراً كيف أكتبُ