قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ … بالقادرِ الماضي العزيمة ِ أحمدِ
بموفقٍ شهدتْ له آباؤه … أنْ سوفَ يشتملُ الخلافة َ في غدِ
جاءَتْه لم يُتعِبْ بها في صدرِهِ … همّاً ولا أوْما إليها باليدِ
سبقتْ مخيلتها إليه وأكرمَ الـ … ـنعماءِ طالعة ٌ أمامَ الموعدِ
ولقد علمتُ بأنَّها لا تَنْتضي … إلاّ شبا ماضي الغرارِ مهندِ
لمّا مشَتْ فيه الظُّنونُ وأوسعَتْ … طَمَعاً يروحُ معَ العدوِّ ويَغْتَدي
وتَنازعوا طُرُقاً إليها وعْرَة ً … جاءتْهُ في سَنَنِ الطَّريقِ الأقصدِ
علقتْ بأوفى ساعدٍ في نصرها … وأذبَّ عن مِصباحِها المتوقِّدِ
قَرْمٍ يضيفُ صَرامة َ المنصورِ في … قمعِ العدوَّ إلى خشوعِ المهتدى
كالنّارِ عالية ِ الشُّعاعِ وربَّما … أخفَتْ تضرُّمَها بطونُ الرِّمْدَدِ
يقظٌ يغضُّ جفونه وهمومهُ … من كلِّ أطراف البلادِ بمرصَدِ
فخراً بني العباسِ إنّ قديمكمْ … يأبى على الأيامِ غيرَ تجددِ
شرفٌ يميلُ بيَذْبُلٍ ويَلَمْلَمٍ … و علاً تعرس في جوار الفرقدِ
و هيَ الخلافة ُ موطنٌ لم يفتقدْ … أطوادَهُ وشَرارة ٌ لم تخمُدِ
إنْ نلتها ولكمْ لمجدك عندها … قدمٌ وكم في نيلها لك من يدِ
ودَعوك للأمرِ الجليلِ فلم تكُنْ … نَزْرَ الفَخارِ ولا قليلَ السُّؤْدُدِ
يا بنَ الّذين إذا احتَبَوْا في مفخرٍ … عصفوا بكلَّ سيادة ٍ لمسودِ
الطاعنو ثغرِ الرجال وعندهمْ … أنّ المسلمَ بالفرارِ هو الردى
وإذا دُعوا لِمُلِمَّة ٍ فكأنَّما … فُجِرتْ لها دُفَعُ الغمام المُزْبدِ
يفديكَ مَنْ يَغْشى بهاؤُك طرفَهُ … من كلِّ رِعْديدِ الجَنانِ مُعرِّدِ
متطاولٍ فإذا عرضتَ للحظهِ … لصقتْ أسرة ُ وجههِ بالجلمدِ
للهِ درك والعجاجُ محلقٌ … والخيلُ تعثرُ بالقَنا المتقَصّدِ
و اليومُ تغدرُ بالمطالعِ شمسهُ … فيطالعُ الدنيا بوجهٍ أسودِ
ما إنْ ترى إلاّ جريحاً ينثني … ضَرِج القميصِ على طريحٍ مُقصَدِ
و البيضُ تعلمُ أنها ما جردتْ … بيديك إلاّ من حشاشة ِ معتدِ
و أنا الذي ينمى إليك ولاؤهُ … أبداً كما يُنمَى إليكُمْ مَولدي
ما حاجتي إلاّ بقاؤُك سالماً … تُعلي مَقاماتي وتُدني مَشْهدي
وإذا دنوتُ إلى الرِّواقِ مُسلِّماً … أقذيتَ بي فيه نواظرَ حُسَّدي
وكسوتَ مرتبتي هناك فضيلة ً … تَبقى على عَقِبي بقاءَ المُسْنَدِ
في ساعة ٍ ملآى بكلَّ تحية ٍ … تَنْجابُ عن أفواهِ قومٍ سُجَّدِ
و مواقفٍ عمرَ الجلالُ فناءها … فالحسنُ فيها بالمهابة ِ مُرتَدِ
لا يستطيع الكرفُ يأخذُ لحظها … إلاّ مخالسة ً كلحظِ الأرمدِ
وأحقُّ مَن لبسَ الكرامة َ مُخلصٌ … ما شابَ صفوَ ودادهِ بتوددِ
أثني عليك وبيننا متمنعٌ … صعبُ المرامِ على الرجالِ القصدِ
ولَئِنْ تحجَّبَ نورُ وجهك بُرهة ً … عنِّي فهاتيكَ المناقبُ شُهَّدِي
خُذْها تَقَلَّبُ بينَ لفظٍ لم يَطُفْ … نطقُ الرواة ِ به ومعنى أوحد
غَرّاءَ تستلبُ القَبولَ كأنَّما … جاءتْ تبشرُ صادياً بالموردِ
واسلمْ أميرَ المؤمنين مزَوَّداً … نعماءَ موفورِ الحياة ِ مخلدِ
تفنى القرونُ وطودُ ملكك راسخٌ … في خيرِ منزلة ٍ وأشرفِ مقعدِ