قد الخيل والخير بأسا وجودا … وصل أبد الدهر عيدا فعيدا
ودونك فالبس ثياب البقاء … فأخلق جديدا وأخلف جديدا
مظاهر ما أورثتك الجدود … من الحلل الملبسات الجدودا
سنى وسناء وملكا وملكا … وسيفا وسيبا وجدا وجودا
وما نثرته عليك السعود … محاسن تبهر فيها السعودا
حلى منحت منك زهر النجوم … شنوقا تحلى بها أو عقودا
بوأنت وسعت بهن الرجال … ملابس ألبستهن الخلودا
فخولت منها اللهى والخيول … وعبدت منها المها والعبيدا
وألبست فيها الحلى والدروع … وأسحبت منها الملا والبرودا
وكم قد كسوت ثياب الحداد … بلادا لبست إليها الحديدا
فأشرقت بالدين نورا مبينا … وألحقت بالشرك حتفا مبيدا
كتائب حليتهن السيوف … وتوجتهن القنا والبنودا
صوارم بوأتها في الرقاب … معاهد أنسيتهن الغمودا
كما فتقت نيرات الصباح … تفتح في الروض روضا نضيدا
وسمرا جلوت بها للعيون … وجوه المهالك حمرا وسودا
يرينك تحت سجوف العجاج … نواظر أنسيتهن الهجودا
مصارع قربت منها نفوسا … تعاطين منها مراما بعيدا
فمليته عز نصر وفلج … كفيل المزيد بأن تستزيدا
وهنيته فتح أيام عيد … جدير عوائده أن تعودا
ولقيته عيد فأل بوعد … لنصرك يقرو عداك الوعيدا
وكم ذكرت منك أيامه … مقاما كريما وفعلا حميدا
فعشر لياليه فضلا ونسكا … وعشر بنانك عرفا وجودا
ويوم منى بالمنى أي فأل … مفيد الرغائب أو مستفيدا
وفي اليوم من عرفات عرفنا … من الله فيما حباك المزيدا
وذكرنا منحر البدن منك … مواقف تنحر فيها الأسودا
وتكسو سيوفك فيها الدماء … وتوطئ خيلك فيها الخدودا
ورمي الجمار فكم قد رميت … عن الدين شيطان كفر مريدا
معالم شيدهن الخليل … وأذن بالحج فيها مشيدا
فلباه من لم يكن قبل خلقا … وأنشئ من بعد خلقا جديدا
رجال أجابوا أذان الخليل … فجابوا إليها بحارا وبيدا
كما عمرت بك سبل الجهاد … جنودا تفل بهن الجنودا
وجدت فنادى نداك العفاة … وسدت فنادى علاك الوفودا
ولا كوفود تقبلت منهم … وسائل كانوا عليها شهودا
فحيوك عن كل محيي الوفاء … إليك حياة تميت الحقودا
فكم أنسوا بك شكلا زكيا … وأدنوا إليك صفيا بعيدا
وكم وصلوا بك قلبا كريما … وكم شرحوا لك صدرا ودودا
عهودا تضمنهن الوفاء … بصدق تضمن منك العهودا
فلا أعدمتك ظنون اللبيب … يقينا على كل قلب شهيدا
ولا زال سيفك في كل أرض … على كل غاو رقيبا عتيدا
ولا زلت للدين طودا منيفا … وظلا ظليلا وركنا شديدا