كان اسمه ((يحيى)) وكان يوافي … بيتا ، من الميعاد والأحلاف
وأفاء أول مرة كمحدّف … أعطى الضيّاع ، قيادة المجداف
وغداة حيّى الباب قطّب لحظة … وصفا كوجه الوارث المتلاف
وهفا إلى لقياه ، انظر مدخل … تومى روائحه ، إلى الأضياف
وأناه ثانيه ، فماس أمامه … ثوب ، كوشي الموسم الهفهاف
فكأن كل خميلة ألقت على … كتفيه أردية ، من الأفواف
ماذا وراء الثوب ؟ فجر راسب … يهوى ويستحي وفجر طاف
ورنا إلى الشباك ، يرجو فاختفت … وارتد بالوعد الجلي الخافي
وغدا إليه ، فرفّ شيء ، ظنّه … حسناء ، ترفل في ثياب زفاف
ودعى ((حسناء)) مرة فأجابه … صوت ، كساقيه من الاصداف
فاشتم اترف ربوة أجنت له … ودنا ، فغابت عن يد القطّاف
فهنا مزار من طفولات الضّحى … ومن الشذر ، وأصايل الأصياف
يمضي إليه ، على الحنين وينثني … منه على فرس من الأطياف
هي تعده ، ويرتجي ميعادها … وسدىّ يعنقد خضرة الصفصاف
فيرود كالسمسار ، متجر عمّها … ويشيد ، بالبيّاع والأصناف
ويعود قبل العصر ، يقصد جدّها … في البيت ، يطري حمقه ويصافي
ومضى يصادق عند مدخل بابها … مقهى ، وبابا كالخفير الجافي
وبلا محاولة رآها مرّة … جذلى كحقل الزنبق الرفّاف
كان المساء الغضّ عند رجوعه … حقلا ربيعيّا ، ونهر سلاف
حقا رآها كالضحى ، والبوح في … نظراته ، كالطائر الخواف
خلف الزّجاج تبرجت وأظلها … شعر ، كأهداب الغروب الصافي
كانت تغني حنذاك وتنتقي … ثوبا وترمي بالقميص الضافي
وأمام مرآة ، تعرّي نصفها … وتموج تحت المئزر الشفاف
لم لا يناديها ؟ وكيف ؟ ويختفي … عنه اسمها ، ويضيع في الاوصاف
شفقية الشفتين ، كحلى ناهد … صيفية ، ثلجية الاعطاف
وخلى الطريق ، فلم يصخ إلا إلى … أصدائها ، وعبيرها الهتاف
ومشى يحدّق والذهول الحلو في … عينيه يبسم كالصبي الغافي
ويعيد رؤيتها ويحضن ظلها … ويمد آمالا ، بلا أطراف
ويعي ، فيتهم المنى ، ويعوده … حلم سخي الهمس والارجاف
فيشيد مملكة ، ويستولي على … أسمى الرؤوس ، وأعرض الأكتاف
ويرن مذياع فيمسي مطربا … في زحمة التصفيق والأرهاف
يشدو ، فتحتشد المسامر حوله … موّاجة الأثداء ، والأرداف
وبمدّ خطوته قيركض ((عنتر)) … في صدره ويكرّ ، ((عبد مناف))
فيغير ، يطعن ، أو يجوز فلانة … وفلانة بشريعة الأسياف
فإذا اسمه ، أخباركلّ مدينة … واذا صداه مسامر الأرياف
وتلين خطوته ، فيصبح تاجرا … تكسوه ، أبهّة من الآلاف
إن النقود مفتاح كل مقاتل … ما كان اصدق حكمة الاسلاف
من كان أوضع من (( مثنّى)) فاحتوى … مالا ، وأصبح أشرف الأشراف
سأفوق من أثروا ، وتخبر جدّتي … أن الزّمان يرقّ بعد جفاف
وتقص أمي كيف كان دعاؤها … حولي قناديلا ، تضيء مطافي
وانجر يهمس ، للطيوف ويجتلي … وعدا، من الأغداق والإسراف
ويحول الدنيا ، بلمعة خاطر … قيثارة ، موهبة العزّاف
فيعد مشروعا ، وينجز ثانيا … كالبرق ، يحمله إلى الأهداف
وغدا ، ستخبر كلّ بنت أمّها … عنه ، وتحسد أختها وتجافي
وتنافس الحلوات بنت مزاره … فيه ، وتكمنح بلا استعطاف
وإلى مدى التحليق يرفعه هوى … وهوى يخوض به مدى الاسفاف
ورنا ، بلا قصد ، فخال تحركا … يدنو كقطّاع من الاجلاف
من ذا هناك ؟ وكان يسعل حارس … ويقص ثان فرقة الألاف
وأجاب هر هرة فأجال في … وجه السكون توسم العرّاف
فاعتاده شبح عليه عباءة … شعثا ووجه كالضريح العافي
واحتج منعطف أطارت صمته … ونعاسه نقالة الإسعاف
ماذا دنا منه ؛ توثب غابة … من اذرع صخرية الاخفاف؟
ومشى كمتهم تكشرّ حوله … وحشية المنفى ووجه النافي
وأشار مصباح فانكر وجه … ويديه في ايمائه الخطاف
ورأى هواجسه على ظلّ الدجى … كدم الشهيد على يد السّياف
وأحس عمته تقول لأمه : … رجع ابن قلبك : فأمني أو خافي
وهناك أخبره التعثر أنه … يمضي ويرجع وهو طاو حاف