على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها … و آثرْتُ من بعدِ الوِصالِ احتسابَها
وقَفْنا فظلَّ الشَّوقُ يَسألُ دارَها … و تُجعَلُ أسرابُ الدموعِ جوابَها
فلا بَرِحَتْ ريحُ الجَنوبِ حَفِيَّة ً … تَخُصُّ بألطافِ السحابِ جِنَابَها
لوامعُ بَرْقٍ لا تَمَسُّ أراكَها … و أنفاسُ ريحٍ لا تروعُ تُرابَها
و مَجدولَة ٍ جَدْلَ العِنانِ منحتُها … عِناني فأضحَتْ رِحلة ُ الهجرِ دابَها
إذا برزَتْ كان العَفافُ حِجابَها … و إن سفرَتْ كانَ الحياءُ نِقابَها
و مِن دونِها نَيْلُ الغَمامِإذا سرَتْ … نُجومُ القَنا الخَطِّيِّ تُزْجي قِبابَها
حمَتْنا اللّياليبعدَ ساكنة ِ الحِمى … مشارِبَ يهوى كلُّ طامٍ شَرَابَها
ألاحظُها لَحْظَ الطَّريدِ مَحلَّه … و أذكُرُها ذِكْرَ البَغيِّ شبابَها
و أَنشُدُهاو القُربُ بيني وبينَها … و لو آبَ حِلمي ما رجوْتُ إيابَها
تخيَّرتُ أفوافَ المديحِفلم أُنِخْ … ببابِ بني العّباسِ إلا لُبابَها
قَوافٍلو أنَّ الأخيليَّة َ عايَنَتْ … محاسنَها زانَتْ بهنّ سِخابَها
أغرُّيداه مُزْنة ٌ مُستَهلَّة ٌ … إذا شامَ راجٍ بالشآمِ سَحابَها
و لو لم يُثِبْها الهاشميُّ لأَصبَحَتْ … مآثرُهُ اللاتي حَوَيْنَ ثَوابَها
يَعُدُّ الجِبالَ من قريشٍ أُبوَّة ً … إذا عَدَّ ذو فَخْرٍ سِواها هِضابَها
إذا انتَسَبَتْ بينَ الخلائقِ ألحقَتْ … أواصرَها بالمُصطفى وانتسابَها
و إن حَمَلَتْ سُمْرَ الرِّماحِ لمَشْهَدٍ … رأيْتَ أُسُودَ الغابِ تَحمِلُ غابَها
و سالَت بهم تِلكَ البِطاحُ كأنما … أسالوا عليها بالحديدِ سَرابَها
بِهِمْ عَرَفَتْ زُرْقُ الأَسِنَّة ِ رَيَّها … كما عَرَفَتْ بِيضُ السيوفِ خِضابَها
أبا أحمدٍ أصبَحْتَ شَمْسَ مَكارمٍ … تُضيءو مِصباحَ العُلى وشِهابَها
أبوك الذي سقَّى الحَجيجَو لم يَزَلْ … بمكَّة َ يَروي رَكْبَها ورِكابَها
و لمَّا أقامَ المَحْلُ بينَ بيوتِهم … دعا اللّهَ فيه دعوة ًفأجابَها
و لم يَثْنِ طَرْفَ العينِ حتى تَهَلَّلَتْ … مَدامعُ مُزْنٍ لا تَمَلُّ انسكابَها
فأعتَبَتِ الأرضُ السماءَ بجاهِهِ … غَداة َ تولَّى عن قريشٍ عتابَها
بني هاشمٍ أعطاكمُ الحقُّ رُتبة ً … يُقَصِّرُ عنها مَنْ يُريدُ اغتصابَها
فأشرقَ منها في القلوبِ ضياؤكم … فأذهبَ عن تلك النُّفوسِ ارتيابَها
منعتُم بني مَروانَ حَوْزَتَها بكم … و حُزتُم على رَغمِ الأُنوفِ نِهابَها
و آثرتُمُ فَكَّ العُناة ِو إنما … يُمَلِّكُكُم عِتْقُ الرِّقابِ رِقابَها
و مَنْ يَنْأَ عن إرْثِ النُّبوَّة ِ والهُدى … فأنتُم وَرثتُم هَدْيَها وكِتابَها
و هل يتحلَّى بالخِلافَة ِ غيرُكم … و أنتم سلَبْتُم عبدَ شمسٍ ثيابَها