عطفت كأمثالِ القسيّ حواجبا … فرمت غداة َ البين قلباً واجبا
بلواحظٍ يرفعنَ جفناً كاسراً … فتثير في الأحشاء هما ناصباً
ومعاطفٍ كالماء تحتَ ذوائبٍ … فأعجب لهنّ جوامدً وذوائبا
سود الغدائر قد تعقرب بعضها … ومن الأقاربِ ما يكونُ عقاربا
من كل ماردة ِ الهوى مصرية ٍ … لم تخش من شهب الدموع ثواقبا
لم يكف أن شرعت رماح قدودها … حتى عقدنَ على الرماحِ عصائبا
أفدي قضيبَ معاطفٍ ميادة ٍ … تجلو عليّ من اللواحظ قاضبا
كانت تساعدني عليه شبيبتي … حتى نأت فنأى وأعرض جانبا
واذا الفتى قطع السنين عديدة ً … شابَ الحياة َ فظلّ يدعى شائبا
يا أختَ أقمارِ السماءِ محاسناً … والشمسِ نوراً والنجومِ مناسبا
ان كابدت كبدي عليك مهالكا … فلقد فتحت من الدموعِ مطالبا
كالتبر سيالاً فلا أدري به … جفني المسهد سابكاً أم ساكبا
كاتمتُ أشجاني وحسبي بالبكا … في صفحِ خدّي للعواذلِ كاتبا
دمعي مجيبٌ حالتي مستخبراً … للهِ دمعاً سائلاً ومجاوبا
وعواذلي عابوا عليك صبابتي … وكفاهم جهلُ الصبابة ِ عائبا
ما حسن يوسف عنك بالنائي ولا … دمُ مهجتي بقميصِ خدّك كاذبا
بأبي الخدودَ العارياتِ من البكى … اللابساتِ من الحرير جلاببا
النابتات بأرض مصرَ أزاهراً … والزاهرات بأرض مصر كواكبا
آهاً لمصر وأين مصرُ وكيف لي … بديار مصرَ مراتعاً وملاعبا
حيثُ الشبيبة ُ والحبيبة ُ والوفا … في الأعربينِ مشارباً وأصاحبا
والطرف يركعُ في مشاهد أوجهٍ … عقدت بها طرر الشعور محاربا
والدهرُ سلمٌ كيفَ ما حاولتهُ … لا مثل دهري في دمشق محاربا
هيهات يقربني الزمان اذى ً وقد … بلغت شكايتي العلآء الصاحبا
أعلا الورى همماً وأعدل سيرة ً … وأعز منتصراً وأمنعَ جانبا
مرآة فضل الله والقوم الأولى … ملأوا الزمانَ محامداً ومناقبا
الحافظين ممالكاً وشرائعاً … والشارعينَ مهابة ً ومواهبا
لا يأتلي منهم امامُ سيادة ٍ … من أن يبذّ النيرات مراتبا
إما بخطيّ اليراعِ إذ الفتى … في السلم أو في الحرب يغدو كاتبا
فاذا سخا ملأ الديار عوارفاً … واذا غزا ملأ القفار كتائبا
فاذا استهل بنفسه وبقومه … عدّ لمفاخرَ وارثاً أو كاسبا
ابقوا عليَّ وقوضوا فحسبتهم … وحسبتهُ سيلاً طماَ وسحائبا
ذو الفضل قد دعيت رواة فخاره … في الخافقينِ دعاءها المتناسبا
فالبيتُ يدعى عامراً والمجدُ يُد … عى ثابتاً والمالُ يُدعى السائبا
ما رحبتهُ القائلونَ مدائحاً … إلاّ وقد شملَ الاكفّ رغائبا
نعم المجددُ في الهدى أقلامهُ … أيامَ ذو الاقلامَِ يُدعى حاطبا
تخذَ المكارمَ مذهباً لما رأى … للناسِ فيما يعشقون مذاهبا
وحياطة َ الملكِ العقيمِ وظيفة ً … و مطالعَ الشرفِ المؤيد راتبا
والعدلَ حكماًُ كاد أن لا يغتدي … زيدُ النحاة به لعمروٍ ضاربا
والفضل لو سكت الورى لاستنطقت … غررُ الثنا حقباً به وحقائبا
واللفظ بينَ إناءة ٍ وإفادة ٍ … قسمَ الزمانُ فليسَ يعدمُ طالبا
وعرائس الاقلام واطربي بها … سودَ المحابرِ للقلوبِ سوالبا
المنهبات عيوننا وقلوبنا … وجناتهنّ الناهبات الناهبا
سحارة تحكي كعوبَ الرمحِ في … روعٍ وتحكي في السرور كواعبا
لا تسألن عن طبها متأملاً … واسأل به دون الملوكِ تجاربا
يا حافظاً ملك الهدى كتابهُ … سرّت صحائفها المليكَ الكاتبا
يا سابقاً لمدى العلى بعزائم … تسري الصَّبا من خلفهنّ جنائبا
يا فاتحاً لي في الورى من عطفهِ … باباً فما آسى على إغلاق با
يا من تملكني الخمولُ فردّهُ … بسلاح أحرفهِ فولى هاربا
يا معتقاً رقي وباعثَ كتبه … للهِ دركَ معتقاً ومكاتبا
يا غارساً مني نباتَ مدائح … من مثله يجنى الثمار غرائبا
إن ناسبت مدحي معاليكَ التي … شرُفت فانّ لكلّ سوق جالبا
أهدي المديح على الحقيقة كاملا … لكمو وأهدي للورى متقاربا