عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ … فتخضلَّ أثباجُ الحمى ورحابهُ
وتسري الصباي جانبيه عليلة ً … كما فتقتْ من حضرميّ عيابهُ
خليليّ ما لي بالجزيرة لا أرى … للمياءَ طيفاً يزدهيني عتابهُ
فيا من لراجٍ أنْ تبيتَ مُغِذَّة ً … ببيداءَ دونَ الماطرونَ ركابهُ
إذا جبلُ الريُّانِ لاحتْ قبابهُ … لعيني ولاحتْ من سنيرِ هضابه
وهبَّتْ لنا ريحٌ أتتنا من الحِمى … تحدثُ عمّا حمّلتها قبابه
وقامتْ جبالُ الثلج زُهراً كأنها … بقيَّة ُ شيبٍ قد تلاشى خضابُه
ولاحتْ قصورُ الغوطتين كأنها … سفائنُ في بحرٍ يعبُّ عُبابُه
وأعرض نسرٌ للمصلَّى غديَّة ً … كما انجابَ عن ضوءِ النهار ضَبابُه
لثمتُ الثرى مستشفياً بترابه … ومَن لي بأنْ يَشفي غليلي ترابُه
ومستخبرٍ عنَّا وما من جهالة ٍ … كشفتُ الغِطا عنه فزالَ ارتيابُه
وأَذْكَرُتُه أيام دمياط بيننا … وبين العدى والموتُ تهوي عُقابُه
وجيشاً خلطناهُ رحابٌ صدورهُ … بجيشٍ من الأعداءِ غلبٍ رقابه
وقد شرقتْ زرقُ الأسنَّة ِ بالدما … وأنكرَ حدَّ المشرفيِّ قرابه
وعرَّد إلاَّ كلَّ ذمرٍ مغامسٍ … ونكَّبَ إلاّ كلَّ زاكٍ نصابه
تركناهمُ في البحر والبر لُحمة ً … تقاسمهمْ حيتانه وذئابه
ويوماً على القيمون ماجتْ متونهُ … بزرق أعاديه وغصَّتْ شِعابُه
نثرنا على الوادي رؤوساً أعزَّة ً … لكل أخي بأسٍ منيعٍ جنابُه
ورضنا ملوكَ الأرض بالبيض والقنا … فذلَّ لنا من كل قطرٍ صعابه
فكم أمردٍ خطَّ الحسامُ عذاره … وكم أشيبٍ كان النجيعَ خضابه
وكم قد نزلنا ثغرَ قوم أعزَّة ٍ … فلم نَرْتَحِلْ حتى تَداعى خرابُه
وكم يوم هولٍ ضاقَ فيه مجالُنا … صبرنا له والموتُ يُحرق نابُه
يسيرُ بنا تحتَ اللواءِ ممدَّحٌ … كريمُ السجايا طاهراتٌ ثيابُه
نجيبٌ كصدرِ السمهريِّ منجّحٍ الـ … ـسرايا كريمُ الطبعِ صافٍ لبابُه
من القومِ وضَّاحُ الأسرَّة ِ ماجدٌ … إِلى آلِ أيوبَ الكرامِ انتسابُه
ففرَّج ضيقَ الْقَوْمِ عنَّا طعانُه … وشتَّت شملَ الكفر عنّا ضِرابُه
وأصبح وجهُ الدين بعد عبوسهِ … طليقاً ولولاهُ لطالَ اكتئابه
جهادٌ لوجه اللهِ في نصر دينهِ … وفي طاعة ِ اللهِ العزيزِ احتسابُه
حميتُ حمى الإسلامٍ فالدينُ آمنٌ … تُذاد أقاصيهِ ويُخشى جنابُه
وما بغيتي إِلاَّ بقاؤك سالماً … لذا الدينِ لا مالٌ جزيلٌ أُثابُه