شرفاً لمجدِكَ بانِياً ومُقَوِّضاً … ولِسَعْدِ جدِّكَ ناهِضاً أوْ مُنْهِضا
إمّا أقَمتَ أوِ ارْتَحَلْتَ فَلِلْعُلَى … والسَّيْفُ يَشْرُفُ مُغْمداً أوْ مُنْتَضا
لقضى لكَ اللهُ السَّعادَة َ آيباً … أوْ غائِباً واللَّهُ أعْدَلُ مَنْ قَضا
تَقِصُ الأعادِي ظاعِناً أوْ قاطِناً … واللَّيثُ أغْلَبُ مُصْحِراً وَمُغَيِّضا
مستعْلِياً إنْ جدَّ سعيُكَ أوْ وَنى … ومُظفَّراً إنْ كفَّ عزمُكَ أوْ مَضا
حزْماً وإقداماً وليسَ بمنكَرٍ … بأسُ الضَّراغِمِ وُثَّباً أوْ رُبَّضا
وإلَيْكَ عَضْبَ الدَّوْلَة ِ الماضِي الشَّبا … ألقى مقالِدَهُ الزَّمانُ وفَوَّضا
فإلى ارْتِياحِكَ ينتَمِي صَوْبُ الحَيا … وعَلى اقتِراحِكَ ينتهِي صَرْفُ القَضا
يا مَنْ إذا نزعَ المُناضِلُ سهمَهُ … يوماً كفاهُ مُناضِلاً أن يُنْبِضا
وإذا الندى عزَّ الطِّلابَ مُصرحاً … بلغَ المُنى راجِي نَداهُ مُعَرِّضا
أرْعَيْتَ هذا المُلْكَ أشْرَفَ هِمَّة ٍ … تأْبى لطَرْفِكَ طرْفَة ً أنْ يُغمِضا
حصَّنْتَ هضْبَة َ عزِّهِ أنْ تُرْتَقى … ومنَعْتَ عالِيَ جدِّهِ أنْ تُخْفَضا
وحَمَيْتَ بالجُنْدَيْنِ طَوْلِكَ والنُّهى … مبسُوطَ ظلَّ العدْلِ منْ أنْ يُقْبَضَا
أشرَعْتَ حدَّ صَوارِمٍ لنْ تَختطا … وشَرَعْتَ دِينَ مكارِمٍ لَنْ يُرْفَضا
ما إنْ تُؤَيِّدُهُ بِبأسِ يُتَّقى … حتى تُشَيِّدَهُ بسَعْيٍ مُرْتَضَا
ولقدْ نعشْتَ الدينَ أمْسِ منَ التي … ما كادَ واصِمُ عارِها أنْ يُرْحَضا
حينَ استحالَ بها العُقُوقُ ندامة ً … وأخَلَّ راعِيها المُضِلُّ فأَحْمَضا
وغَدا المَرِيضَ بِها الَّذِي لا يُهْتَدى … لشفائِهِ مَنْ كانَ فيها المُمْرِضا
لما دَجا ذاكَ الظلامُ فلمْ يكُنْ … معَهُ ليُغْنِينا الصَّباحُ وإنْ أضا
… والحَقُّ مَدْفوعُ الدَّلِيلِ ليَدْحَضا
والنُّصْحُ مُطَّرَحٌ مُذالٌ محْضُهُ … إنْ كانَ يُمكِنُ ناصِحاً أنْ يَمْحَضا
حتى أقمْتَ الحزْمَ أبْلَغَ خاطِبٍ … فيها فحثَّ على الصَّلاحِ وحَضَّضا
يثنِي بوجهِ الرّأْيِ وهوَ كأنَّهُ … ماءُ الغديرِ حرْتَ عنهُ العرمضا
حتى استضاءَ كأنَّما كشفَتْ بهِ … كفّاكِ فِي الظَّلْماءِ فَجْراً أبْيَضا
لمْ تُبْدِ إلا لحظَة ً أوْ لفظَة ً … حتّى فَضَضْتَ الجَيْشَ قَدْ مَلأَ الفَضا
دانيتَ بينَ قُلُوبِ قومِكَ بعدَما … شَجَتِ الوَرى مُتَبايناتٍ رُفَّضا
… لوْ لَمْ تَشِدْهُ لَكادَ أنْ يَتَقَوَّضا
مِنْ بَعْدِ ما أحْصَدْتَ عَقْدَ مَواثِقٍ … يأْبى كريمُ مُمَرِّها أنْ يُنْقَضا
للهِ أيّة ُ نعمة ٍ محقوقة ٍ … بالشُّكْرِ فيكَ وأيُّ سعدٍ قيِّضا
أخذَ الزَّمانُ فَما ألمَنا أخْذَهُ … إذْ كانَ خَيْراً مِنْهُ ما قَدْ عَوَّضا
… لغدا لها مُترشِّحاً مُتعرِّضا
عزَّتْ سواكَ واسْمَحتْ لكَ صعبَة ً … فَعَلَوْتَ صَهْوَتَها ذَلُولاً رَيِّضا
… حُقَّتْ لِمَجْدِكَ أنْ تُسَنَّ وَتُفْرَضا
… سكنْتَ منْهُ ما طَغى وتغيَّضا
… إلاّ أطالَ شجى الحَسُودِ وأجْرَضا
لَكَ كُلَّ يَوْمٍ عِيدُ مَجْدٍ عائِدٌ … للحمدِ فيهِ أنْ يَطُولَ ويَعْرُضا
فالدَّهْرُ يَغْنَمُ مِنْ عَلائِكَ مَفْخَراً … طَوْراً ويَلْبَسُ مِنْ ثَنائِكَ مِعْرَضا
فتَهَنَّهُ وتملَّ عُمْرَ سعادة ٍ … تقضِي النَّجُومُ الخالِداتُ وما انْقَضا
لوْ حُلِّيَ المَدْحُ السَّنِيُّ بِحلْيَة ٍ … يوْماً لذُهِّبَ ما أقولُ وفَضِّضا
أوْ عُطِّرَتْ يوماً مقالة ُ مادِحٍ … لغدا مقالِي للغوالِي مِخْوَضا
وكَفاهُ عِطْرٌ مِنْ ثَناكَ كناسِمٍ … بالرَّوْضِ مَرَّ تَحرُّشاً وتعَرُّضا
ألْبَستُهُ شَرَفاً بمدحِكَ لا سَرى … عَنْ مَتْنِهِ ذاكَ اللِّباسَ ولا نَضا
ولقدْ مطَلْتُكَ بالمحامِدِ بُرهة ً … ولَرُبَّما مَطَلَ الغَرِيمَ المُقْتَضا
لوْلا الهَوى ودَلالُ معْشوقِ الهوى … ما سوَّفَ الوَعْدَ الحبيبُ ومَرَّضا
ولدَيَّ مِنْها ما يَهُزُّ سماعُهُ … لوْ كُنْتُ أرْضى مِنْ مَدِيحِكَ بالرِّضا
فإليكَ مجدَ الدِّينِ غُرَّ قصائِدٍ … أسْلَفْتهُنَّ جميلَ صنعِكَ مُقْرِضا
وبَلَوْتَهُنَّ وإنَّما يُنْبِيكَ عَنْ … فضْلِ الجيادِ وسَبْقِها أنْ تُركضا
مما تنخَّلهُ وحصَّلَ ماهِرٌ … فضَلَ البريَّة َ ناثِراً ومُقَرِّضا
رَقَّتْ كما رَقَّ النسيمُ بعرْفِهِ … مَرِضاً وليسَ يصِحُّ حتى يمرَضا
يُخْجِلْنَ ما حاكَ الربيعُ مُفَوَّفاً … وَيَزِدْنَهُ خَجَلاً إذا ما رَوَّضا
وكأنَّ نُوّارَ الثُّغُورِ مُقَبَّلاً … فيها وتُفّاحَ الخُدُدوِ مُعَضَّضا
تُهْدى إلى مَلِكٍ نداهُ مَعْقِلٌ … حَرَمٌ إذا خَطْبٌ أمَضَّ وأرْمَضا
عارِي الشَّمائِلِ مِنْ حَبائِلِ غَدْرَة ٍ … يُمْسِي بها العِرْضُ المَصُونُ مُعرَّضا
لا يُمْطِرُ الأعداءَ عارِضُ باْسِهِ … إلاّ إذا برْقُ الصَّوارِمِ أوْمَضا
أثْرى مِنَ الحمْدِ الزَّمانُ بجُودِهِ … ولَقَدْ عِهِدْناهُ المُقِلَّ المُنْفِضا
كُلٌّ على ذَمِّ الليالِي مُقْبِلٌ … مادامَ عنْهُ الحظُّ فِيها مُعْرضا
فلأمنحَنَّكَ ذا الثَّناءَ محبَّباً … مادامَ مدْحُ الباخِلِينَ مُبَغَّضا
أُثْنِي على مَنْ لَمْ أجِدْ متَحَوَّلاً … عَنهُ ولا منْ جُودِهِ مُتَعَوّضا
ما سَوَّدَ الدَّهْرُ الخَؤونُ مَطالِبِي … إلاّ مَحا ذاكَ السَّوادَ وبَيَّضا
منْ لمْ يرِدْ جدوْى أنامِلِكَ التي … كُرِّمْنَ لَمْ يَرِد البُحُورَ الفُيَّضا