رَماكَ بِشَوْقٍ فَالمَدامِعُ ذُرَّفُ … حَنينُ المَطايا أو حَمائِمُ هُتَّفُ
أَجلْ عاوَدَ القَلْبَ المُعَنّى خَبالُهُ … عَشِيَّة َ صَحبي عِنْدَ يبرينَ وُقَّفُ
فَلِلهِ ما يَطوي عَليهِ ضُلوعَهُ … رَميٌّ بِذكرِ الغانياتِ مُكَلَّفُ
يُهَيِّجُهُ نَوْحُ الحَمامِ وناسِمٌ … تَرِقُّ حَواشيهِ مِنَ الرِّيحِ، مُدْنَفُ
وَيُذكي لَه الغَيرانُ عَيناً إذا رأى … أَجارِعَ مِنْ حُزْوَى بِسَمْراءَ تُسْعِفُ
أَيُوعِدُني الحَيُّ اليَماني ، وَصارِمي … كَهَمِّكَ، مَفتوقُ الغِرارَينِ مُرهَفُ
وَأَفْرِشُ سَمْعي لِلْوَعيدِ فَحُبُّها … إذا جَمَحَتْ بي نَخْوَة ٌ يَتَلَطَّفُ
وَحَوْليَ مِنْ عُلْيا خُزَيْمَة َ عُصْبَة ٌ … إذا غَضِبَتْ ظَلَّتْ لَها الأرْضُ تَرْجُفُ
يَجْرُّونَ أذيالَ الدُّروعِ إلى الوَغى … فَأقوى َ وَيَعروني هواها فأضعُفُ
أَما وَجَلالِ اللّهِ لولا اتِّقاؤُهُ … لَباتَ يُوارينا الرِّداءُ المُفَوَّفُ
وَفَضَّ خِتامَ السِّرِّ بَيْني وَبَيْنَها … كَلامٌ يُؤَدِّيهِ البَنانُ المُطَرَّفُ
وَنازَعَني شَكْوى الصَّبابَة ِ شادِنٌ … مِنَ الغيدِ مَجْدولُ المُوَشَّحِ أَهْيَفُ
بِرابِيَة ٍ مَيْثاءَ أَضْحَكَ رَوْضَها … غَمامٌ بَكى مِنْ آخِرِ الَّليْلِ أَوْطَفُ
وَرَكْبٍ على الأَكوارِ غيدٍ مِنَ الكَرى … تَداوَلَهُمْ سَيْرٌحَثيثٌ وَنَفْنَفُ
تَرى العِتْقَ مِنْهُمْ في وُجوهٍ شَواحِبٍ … يُرَدِّدُ فيها لَحْظَهُ المُتَقَوِّفُ
ويَثني هَواديها إذا طَمِحَتْ بِها … مِنَ القِدِّ مَلويُّ المرائِرِ محصَفُ
سَرّوا وَفُضولُ الرَّيطِ تَضْرِبُها الصِّبا … إلى أن يَمَسَّ الأرضَ مِنهُنَّ رَفْرَفُ
وعَاتَبَني عَمروٌ على السَّيرِ وَالسُّرى … وَلَم يَدرِ أنّي لِلمَعالي أَطوّفُ
ومَا الصَّقْرُ يَسْتَذْكي الطّوى لَحَظاتِهِ … بِأَصْدَقَ مِنّي نَظْرَة ً حينَ يَخْطِفُ
أُخادِعُ ظَنّي عَنْ أمورِ خَفيَّة ٍ … إلى أن أرى تلك العَمايَة ِ تُكْشَفُ
وَأَهْزَأُ بِالأَنْوارِ وَالصُّبْحُ طالِعٌ … ولا اهتدي بِالنَّجمِ واللَّيلُ مُسْدِفُ
وَقَولٍ أتاني وَالحوادثُ جِمَّة ٌ … وَدونِيَ من ذاتِ الأَراكة ِ صَفصَفُ
أَغُضُّ لهُ طَرفي حَياءً مِنَ العُلا … وعَطْفاً عليكُمُ، والأَواصِرُ تُعْطِفُ
أَعَتباً وقد سَيَّرْتُ فيكُم مَدائِحاً … كَما خالَطَتْ ماءَ الغَمامَة ِ قَرْقَفُ
بَني عَمِّنا لا تَنسِبونا إلى الخَنى … فَلَمْ يَتَرَدَّدْ في كِنانَة َ مُقْرِفُ
أَأَشْتُمُ شَيْخاً لَفَّ عِرْقي بِعِرْقِهِ … مَناسِبُ تَزْكو في قُرَيشٍ وَتَشْرُفُ
وَأَهْجُو رِجالاً في العَشيرَة ِ سادَة ً … وبي مِن بَقايا الجاهِلِيَّة ِ عَجْرَفُ
وَإِنِّي إِذا ما لَجْلَجَ القَوْلُ فاخِرٌ … يُؤَنِّبُ في أَقوالِهِ وَيُعَنَّفُ
أُدافِعُ عن أحْسابِكُمْ بِقَصائِدٍ … غَدا المَجْدُ في أَثنائِها يَتَصَرَّفُ
وَلَمْ أخْتَرِعها رَغْبَة ً في نَوالِكُمْ … وإنْ كانَ مَشْمولاً بِهِ المُتَضَيِّفُ
وَلكنْ عُرَيْقٌ فيَّ مِنْ عَرَبيَّة ٍ … يُحامي وَراءَ ابنَي نِزارٍ وَيَأنَفُ
فَنَحْنُ بني دودانَ فَرْعَ خُزَيْمَة ٍ … يَذِلُّ لَنا ذو السَّورَة ِ المُتَغَطْرِفُ
وأَنتمْ ذَوو المَجْدِ القَديمِ يَضُمُّنا … أَبٌ خِمدفيُّ فيه للِفَخرِ مَألَفُ
وَتَقْرونَ والآفاقُ يَمْري نَجيعَها … شَآمِيَّة ٌ تَسْتَجْمِعُ الشَوْلَ حَرْجَفُ
فِناؤكم مأوى الصَّريخِ إذا انثَنى … بِأَيدي الكُماة ِ السَّمْهَرِيُّ المُثَقَّفُ
وَواديكُمْ لِلْمَكْرُماتِ مُعَرَّسٌ … رَحيبٌ بِطُلاّبِ النَّدى مُتَكَنَّفُ
بِأَرْجائِهِ ممّا اقْتَنَيْتُمْ نَزائِعٌ … يُباحُ عَلَيْهِنَّ الحِمى المُتَخَوَّفُ
تَرودُ بِأَبوابِ القِبابِ وَأهْلُها … عليها بِأَلْبانِ القَلائِصِ عُكَّفُ
وَأَمّاتُها أَوْدَتْ بِحُجْرٍ وَأَدْرَكَتْ … عُتَيْبَة ُ وَالأبْطالُ بِالبِيضِ تَدْلِفُ
وَكَمْ مَلِكٍ أَدْمَيْنَ بِالقَيْدِ ساقَهُ … فَظَلَّ يُداني مِنْ خُطاهُ وَيَرْسُفُ
فَيا لِنِزارٍ دَعْوَة ً مُضَرِيَّة ً … بِحَيثُ الرُّدَينيّاتُ بِالدَّمِ تَرْعُفُ
لنا في المعالي غاية ٌ لا يَرومها … سِوى أَسَديٍّ عَرَّقتْ فيهِ خِنْدِفُ