ولدت من جديد حينما رأيت ذلك
طفل صغير يمشي ليلا والظلام حالك
يمشي وحيدا خائفا وضوء البدر ساطع
وحيدا لا صديق له في ارض ربي ضائع
شجاع لا يهاب شيئا خلته كفارس
ولا مأوى يأويه من ضلال البرد القارس
طفل يغطي جسمه بعضا من القماش
احلامه تبخرت مصيرها التلاشي
اليوم بارد والليل دامس ضلام
والطفل شارد وقد تمزقت اوتاره
صغير في نضيل العمر عقله كبير
واين من يحميه او من البلوى يتير
فراشه التراب قد توسد الصخور
وكل من رآه لم يكن به فورا
سألته اما من نور في الحياة
أما من بسمة قد تذهب المعاناة
اجابني بحسرة ودمعة سيالة
بنظرة حزينة فالتسمعوا ماقال
دعوني … دعوني احكي ما ببالي
احكي ولا اظن ان منكم من يبالي
احكي ولا أسيء في كلامي
بريئ لكن لايرى غير الظلام
وحيد في حياته ولا مأوى يأويه
ولا اما تضمه ولا ابا يحميه
قلوبكم تفتت وصارت كالحجارة
ضميركم غفى هفى اردتم القذارة
دعوني كل ليلة دوما القى العذاب
ظلام الليل موحش والذئب ذو انياب
نظرت لي السماء لم اجد غير السواد
فإكتفيت بالبكاء مادهاكي يا بلادي
تركتني اعاني وحدي في جدى الليالي
حتى الجماد يقشعر فالمكان غالي
وقد سألت الدنيا لما لم تسعفيني
لم تسمعي كلامي حين قلت زمخيني
ابيت ان تضمدي جروحكي في قلبي
في العسر لم اجدكي اطفأتي نور دربي
شربت كأس اليأس والاسى خلف الستار
ناديت الهم راجيا ان يأتي للتباري
اردت ابتسامة لكنها توارت
اريد أن اواصل لكن قواي خارت
ترون بالبصر ولا ترون بالبصيرة
بعد الحياة موت ايامنا قصيرة
تركتموني وحدي بفضلكم ذروني
وواصلو حياتكم ببسمة من دوني
الم تروا براءة تريد أن تطير
الم تروا وجها غدا عبوساً قمطريرا
ولم الومكم فربما هذا ابتلائي
ان لم تروني حيا يأكتب رذائي
والحبر دمعة تسيل قطرة من خدي
قد عشت عيشا ضيكا ولم يكن بودي
رجال الحق قالو الصابرون نالوا
والذهن حامل لما لا تحمل الجبال
وقد جفت عيوني من كثرة الدموع
وما نسيت ربي في سجودي او ركوعي
حياة اليوم مزحة كوردة مسمومة
نضرت دوما لأسماء كي ارى النجوم
لا تلمني ان كنت اكثرت الصراخ
فحالي حين قطعت اوتاره تلاصى
من جاءني رحيما بادلته احتراما
لكنكم لم تفعلوا كي تفعلوا الحرام
والراحمون رحمة من ربنا تأتيهم
اطفالكم امانة من السما فاحميهم
وحا انا حدثتكم فالتقفهوا كلامي
رسالتي مكتوبة بدمعة الأيتام