حميت لواء الملك فارتد طالبه … وصنت ذمار الحق فاعتز جانبه
وأدركت نصراً ما رمت ساحة الوغى … بأمواجها حتى رمتها غواربه
تضج العدى غرقى وينساب زاخراً … تعب عواديه وتطغى معاطبه
إذا النصر عادى في الوغى جند مدبرٍ … فجندك مولاه وسيفك صاحبه
أبت أمة اليونان أن تسكن الظبى … فهب الردى فيها تلظى مضاربه
بعثت عليها من جنودك عاصفاً … تضيق به الآجال إن جد دائبه
ترامى بها فالبر حيرى فجاجه … مروعة ً والبحر حرى مساربه
إذا التمست في غمرة الهول مهرباً … تطلع عادي الموت وانقض واثبه
منايا توزعن النفوس بمعطبٍ … دعا السيف فيه فاستجابت نوادبه
إذا انهل مسفوكٌ من الدم أعولت … وراحت تريق الدمع ينهل ساكبه
وإن ضج ما بين القواضب هالك … أرنت وراء الخيل شعثاً تجاوبه
مآتم أمسى الملك مما تتابعت … وأعراسه ما تنقضي ومواكبه
تجلت هموم كن بالأمس حوله … كما اسود ليل ما تفرى غياهبه
أهاب بها النصر الحميدي فارعوت … وأقبل وضاحاً تضيء كواكبه
تبيت منيفات المآذن هتفاً … بأنبائه والبغي ينعق ناعبه
بريدٌ من المختار يعبق طيبه … وبرقٌ من الأنصار يسطع ثاقبه
سنا الوحي أسطارٌ فإن كنت قارئاً … فهذا كتاب الحق والله كاتبه
أفي معقل الإسلام تطمع أمة ٌ … تبيت مناياها حيارى تراقبه
إذا لمحت إيماءة ً منه أجلبت … على القوم حتى يسأم الشر جالبه
كتائب من أقوامنا خالدية ٌ … وما الحرب إلا خالدٌ وكتائبه
مشت تأخذ الأعداء والله قائم … عليها ودين الله يعتز غالبه
إذا لمست حصناً هوت شرفاته … وإن لمحت طوداً تداعت مناكبه
تعلمت الهيجاء شتى فنونها … وتمت لها من كل فن عجائبه
لها في أعاصير القتال وقائعٌ … هي السحر لولا أن يزيف كاذبه
ألمت بلاريسا فحل ربوعها … عذابٌ إذا ما استصرخت لج واصبه
رمتها بوبلٍ من حديدٍ وأسربٍ … تتابع يجري من يد الله صائبه
تقلب في فرسالة العين هل ترى … على اليأس فيها من سميعٍ تخاطبه
تديران نجوى جارتين اعتراهما … على الضعف هم يصدع الصخر ناصبه
إذا صاحتا بالجيش تستنجدانه … تنصل موريه وأجفل هاربه
بكل مكانٍ مدبرٍ من فلولهم … تضل مناحيه وتعمى مذاهبه
يجانب حر البأس والأرض كلها … دمٌ وسعيرٌ مطبقٌ ما يجانبه
ومن يلتمس لحم الضواري له قرًى … فتلك مقاريه وهذي مآدبه
هم أطعموا الموت الزؤام وعلموا … جنون السكارى ما تكون عواقبه
تساقوا أفاويق الغرور فما نجوا … وليس بناجٍ من أذى السم شاربه
أجارتنا ما أكرم الجيش لو وفى … وما أحسن الأسطول لو جد لاعبه
إليكم بني هومير هل من قصيدة ٍ … تغني ضوارينا بها وثعالبه
دعوا شيخكم إني على الشعر قائمٌ … فما يبتغي غيري على الدهر طالبه
أسيرة فيكم حديثاً مردداً … لنا مجده الأعلى وفيكم مثالبه
لنا من بني عثمان سيفٌ إذا انتمى … تسامت به أعراقه ومناسبه
لحمزة حد منه غير مكذب … وحد لسيف الله شتى مناقبه
إذا ما دعا الشم الأباة لغارة ٍ … دعا البيت فيه واستجابت أخاشبه
قضيت لهم في الله واجب حقه … وكيف بحق الله إن ضاع واجبه