تجرعْ أسى ً قدْ أقفرَ الجرعُ الفردُ … ودعْ حسيَ عينٍ يجتلبْ ماءها الوجدُ
إذَا انصَرَفَ المَحزُونُ قدْ فَلَّ صَبْرَه … سؤالُ المغاني فالبكاءُ لهُ ردِ
بدتْ للنوى أشياءُ قدْ خلتُ أنها … سيبدؤني ريبُ الزمانِ إذا تبدو
نوى ً كانقضاضِ النجمِ كانتْ نتيجة ً … منَ الهزلِ يوماً إنَّ هزلَ الهوى جدُّ
فلا تحسبا هنداً لها الغدرُ وحدها … سجيً نفسٍ كلُّ غانية ٍ هندُ
وقَالُوا أُسى ً عَنْهَا وقدْ خَصَمَ الأُسَى … جَوَانِحُ مُشْتَاقٍ إذَا خاصمَتْ لُدُّ
وعينٌ إذا هيجتها عادتِ الكرى … ودَمْعٌ إَذَا استَنجدْتَ أسْرَابَهُ نَجْدُ
ومَا خَلفَ أجْفَانِي شُؤونٌ بَخِيلَة ٌ … ولا بَيْنَ أَضلاعي لها حجَرٌ صلْدُ
وكمْ تحتَ أرواقِ الصبابة ِ منْ فتى ً … منَ القَوْمِ حُرٍّ دَمعُهُ للهَوى عَبْدُ
ومَا أَحدٌ طَارَ الفِرَاقُ بقَلْبِهِ … بجْلَدٍ ولَكِنَّ الفِراقَ هوالجلْدُ
ومَنْ كانَ ذَا بَثٍّ على النَّأيَ طارِفٍ … فلِي أَبَداً من صَرْفِهِ حُرَقٌ تُلْدُ
فلا ملكٌ فردُ المواهبِ واللهى … يُجَاوِزُ بي عَنْهُ ولا رَشأٌ فَرْدُ
محمدُ يا بنَ الهيثمَ انقلبتْ بنا … نَوَى خَطَأٌ في عَقْبِها لَوعَة ٌ عَمْدُ
وحقدٌ منَ الأيامِ، وهيَ قديرة ٌ … وشرٌّ السجايا قدرة ٌ جارها حقدُ
إساءة َ دهرٍ أذكرتْ حسنَ فعلهِ … إليِّ ولولا الشري لم يعرفِ الشهدُ
أما وأبي أحداثهٌ إنَّ حادثاً … حدا بي عنكَ العيسِ للحادثُ الوغدُ
مِنَ النَّكَبات النَّاكباتِ عَن الهَوَى … فمحبوبها يحبوُ ومكروهها يعدوُ
ليالينا بالرقتينِ وأهلها … سق العهدَ منكِ العهدُ والعهدُ والعهدُ
سَحَابٌ متى يَسحَبْ على النَّبتِ ذَيْلَهُ … فلا رجلق ينبو عليهِ ولا جعدٌ
ضربتُ لها بطنَ الزمانِ وظهرهُ … فَلَمْ أَلقَ مِنْ أَيَّامِها عِوَضاً بَعْدُ
لدى ملكٍ منْ أيكة ِ الجودِ لمْ يزلْ … على كَبِدِ المَعْروفِ مِنْ فِعْلِهِ برْدُ
رَقِيقِ حَواشِي الْحِلْمِ لَو أَنَّ حِلْمَهُ … بكفيكَ ما ماريتَ في انهُ بردُ
وذو سورة ٍ تفري الفريَ شباتها … ولا يَقطَعٌ الصَّمصَامُ لَيْسَ لَهُ حَدَ
ودَانِي الجَدَا تَأْتِي عَطايَاهُ مِنْ عَلٍ … ومنصبهُ وعرٌ مطالعهُ جردُ
فقدْ نزلَ المرتادُ منهُ بماجدِ … مواهبهُ غورٌ وسؤددهُ نجدُ
غَدا بالأماني لم يُرِقْ ماءَ وجْهِهِ … مطالٌ ولمْ يعقدْ بآمالهِ الردِّ
بأوفاهمُ برقاً إذا أخلفَ السنا … وأصدقهم رعداً إذا كذبَ الرعدُ
أَبَلهِمُ ريقاً وكَفّاً لِسَائلٍ … وأنضرهمْ وعداً، إذا صوحَ الوعدُ
كَريمٌ ، إذا ألقَى عَصاهُ مُخَيماً … بأرضٍ، فقدْ ألقى بها رحلهُ المجدُ
بهِ أَسْلَمَ المَعْروفُ بالشّامِ بَعْدَمَا … ثَوَى مُنذُ أَوْدَى خالِدٌ وهْو مُرْتَدُّ
فَتَى لا يَرَى بُدّاً مِنَ البَأْسِ والنَّدَى … ولا شيءٍ إلاَّ منهُ غيرهما بدُّ
حَبِيبٌ بَغِيضٌ عِنْدَ رَاميكَ عَنْ قِلَى … وسَيْفٌ على شَانِيك لَيْسَ لَهُ غِمْدٌ
وكمْ أمطرتهُ نكبة ٌ ثمَّ فرجتَ … وللهِ في تفريجها ولكَ الحمدُ
وكَمْ كانَ دَهْراً للحَوادِثِ مُضْغَة ً … فأضحتْ جميعاً وهيَ عنْ لحمهِ دردُ
تصارعهُ لولاكِ كلّ ملمة ً … ويعدو عليهِ الدهرُ منْ حيثِ لا يعدو
تَوَسَّطْتَ مِنْ أَبْنَاءِ سَاسَانَ هَضْبَة ً … لَهَا الكَنَفُ المَحْلُولُ والسَّنَدُ النَّهْدُ
بحيثُ انتمتْ زرقٌ الأجادلِ منهمُ … عُلوّاً وقَامَتْ عَنْ فَرائِسِها الأُسْدُ
ألمْ ترَ أنَّ الجفرَ جفركَ في العلى … قَريبُ الرشَاءِ لاَ جَرُورٌ ولا ثَمْدُ
إذَا صَدَرتْ عَنْهُ الأَعَاجِمُ كلُّهَا … فأَوَّلُ مَنْ يَرْوَى َ به بَعْدَها الأَزْدُ
لَهُمْ بِكَ فَخْرٌ لا الربابُ تُرِبُّهُ … بدعوى ولم تسعدْ بأيامهِ سعدُ
وكمْ لكِ عندي منْ يدِ مستهلة ٍ … عليَّ ولا كُفْرَانَ عِنْدِي ولا جَحْدُ
يدٌ يستذلُ الدهرُ في نفحاتها … ويَخْضَرُّ مِنْ مَعْرُوفِها الأُفقُ الوَرْدُ
ومِثْلِكَ قَدْ خَوَّلْتُهُ المَدْحَ جَازِياً … وإنْ كنتَ لا مثلٌ إليكِ ولا ندُّ
نَظَمْتُ لَهُ عِقْداً مِنَ الشعْرِ تَنْضُبُ الْـ … بحارُ وما دناهُ منْ حليها عقدُ
تَسِيرُ مَسِيرَ الشَّمْسِ مُطَّرَفَاتُها … وما السَّيْرُ مِنها لا العَنيقُ ولا الوَخْدُ
تروحُ وتغدو، بل يراحُ ويغتدي … بِها وهْيَ حَيْرَى لا تَرُوحُ ولا تَغدُو
تقطعُ آفاقَ البلادِ سوابقاً … وما ابتَلَّ مِنها لا عِذارٌ ولا خَدُّ
غَرَائِبُ ما تَنفَكُّ فِيهَا لُبَانَة ٌ … لِمُرتَجِزٍ يَحْدُو ومُرْتَجِلِ يَشدُو
إذا حضرتْ ساحَ الملوكِ تقبلتْ … عقائلُ منها غيرُ ملموسة ٍ ملدُ
أُهينَ لهَا ما في البُدُورِ وأُكْرِمَتْ … لديهمْ قوافيها كما يكرمُ الوفدِ