بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ … أهدي إليك طرائف البِشرِ
وبطلعة منه مباركة … حيّى بوجهكِ طلعة َ البدر
وكساك أفخر خلعة ٍ مكثت … زمناً تنمقها يد الفخر
هي من طراز الوحي لا نزعت … عن عطف مجدك آخر العمر
وإليك ناعمة ُ الهبوبِ سرت … قدسية النفحات والنشر
فحبتك عطراً ذاكياً وسوى … أرجِ النبوّة ليس من عطر
الآن أضحى الدين مبتهجاً … وفم الأمامة باسم الثغر
وتباشرت أهلُ السماءِ بمن … حفَّت به البُشرى إلى الحشر
فَرِحت بمن لولاهُ ما حُبيت … شرف التنزل ليلة القدر
ولما أتت فيه مسلِّمة ً … بالامر حتى مطلع الفجر
لله مولدُه ففيه غدا … الإسلامُ يخطُر أيّما خَطر
هو مولدُ قال الإلهُ به … كرماً لعينك بالهنا قرّي
وحباك أنظر نعمة وفدت … فيه برائق عيشكَ النضر
بالكر به كأس السرور فما … أحلاه عيداً مرَّ في الدهر
صقلت به الأيّامُ غرَّتها … وَجلت وجوهَ سعودِها الغُرّ
أهلُّ النهى والأوجهِ الغرّ … من في الوجود يقوم بالشكر
فلكم حشى ً من أنسهِ حبرت … في روضة ٍ مطلولة الزهر
ولكم على نشر الحبور طوت … طيَّ السجل حشى ً على جمر
يا خير مَن وَفَدت لنائلِهِ … حنقوا بمولد مدرك الوتر
سيف كفال بأن طابعه … مَلكُ السما لجماجم الكفر
بيديه قائمة وعن غضب … سيسله لطلى ذوي الغدر
فترى به كم خدر مُلحدة ٍ … نهب وكم دم ملحد هدر
حتى يعيد الحق دولته … تختالُ بين الفتحِ والنصر
للمجتبى الحسن الزكي زكى … عيص ألف بطينة الفخر
نشأت “بسامراء” أنملة … ديما تعم الأرض بالقطر
وكأنه فيها وصفوته … أهل بالنهى والأوجه الغر
متضوع أرج السيادة من … عطفي علاه بأطيب الذكر
عمار محراب العبادة قد … نشر الإلهُ به أبا ذرّ
وحباهُ عِلماً لو يقسِّمُه … في دهرهِ لكفى بني الدهر
حر العوارف يسترق بها … في كل آن ألسن الشكر
ومنزه ما غيرت يده … تبعات هذي البيض والصفر
جذلان يبدأ بالسخا كرماً … ويعيدُه ويظنُّ بالعُذر
وله شمائلُ بالندى كَرُمت … فغمرن من في البر والبحر
والمرءُ لم تَكرُم شمائلهُ … حتّى يهينَ كرائمَ الوفر
مولى علت فهر بسؤدده … وله انتهى إرثاً على فهر
من لو مشى حيثُ استحقَّ إذاً … لمشى على العيوق والنسر
الخلق من ماء لرقته … والحلمُ مفطورٌ من الصخر
تبري طُلى الأعدام أنملُهُ … بصنايعٍ من مَعدن التبر
لم تترك خطباً تسادفه … إلا ثنته مقلم الظفر
يا واحدَ العصر استَطل شَرفاً … فقد استنابك صاحب العصر
ورأى ولي الامر فيك نهى … فدعاك : قم بالنهي والامر
فمثلتَ في الدنيا وكنتَ لها … علماً به هديت بنو الدهر
ياخير من وفدت لنا ثله … وأجل من يمشي على العفر
بك إن عدلتُ سواك كنت كم … تزن الجبال الشم بالذر
إن كان زانَ الشعرُ غيرك في … مدحٍ فمدحُك زينة ُ الشِعر
ماذا أقول بمدحكم ولكم … جاءَ المديح بمحكمِ الذكر
كيف الثناءُ على مكارِمكمُ … عجز البليغُ وأُفحمَ المُطري
فاسلَم ولا سَلِمت عداك ودم … ولك العلى ونباهة القدر