بانَتْ سُعادُ، ففي العَيْنَينِ تَسهيدُ … واسْتَحقبتْ لُبَّهُ، فالقلْبُ معْمودُ
وقد تكونُ سليمى غير ذي خلفٍ … فاليوْمَ أخْلَفَ من سُعْدى المواعيدُ
لمْعاً وإيماضَ بَرْقٍ، ما يصوبُ لنا … ولو بدا من سُعادَ النحرُ والجيدُ
إما تَرَيْني حَناني الشَّيْبُ من كِبَرٍ … كالنَّسْرِ أرْجُفُ، والإنسانُ مهدودُ
وقد يكونُ الصِّبا منّي بِمَنْزِلَة ٍ، … يوماً، وتقتادني الهيفُ الرعاديدُ
يا قلَّ خيرُ الغواني كيف رغنَ بهِ … فَشُرْبُهُ وَشَلٌ، فيهِنَّ تَصْريدُ
أعرضنَ من شمطٍ في الرأس لاحَ بهِ … فهنَّ منهُ، إذا أبصرنَهُ، حيدُ
أعرضنَ من شمطٍ في الرأس لاحَ به … فَهنَّ منهُ، إذا أبصرنهُ، حيدُ
فهنَّ يشدوونَ مني بعض معرفة ٍ … وَهُنَّ بالوُدِّ لا بُخْلٌ وَلا جُودُ
قد كان عهدي جديداً، فاستبد به … والعهدُ متبعٌ ما فيه منشودُ
يقُلْنَ لا أنْتَ بَعْلٌ يُسْتقادُ لَهُ … ولا الشبابُ الذي قدْ فاتَ مرودُ
… ولا الشبابُ الذي قد فات مردود
هلْ للشّبابِ الذي قدْ فاتَ مَرْدُودُ … أم هل دواءٌ يرُدُّ الشيبَ موجودُ
لن يَرْجِعَ الشِّيبُ شُبّاناً، وَلن يجدوا … عدلَ الشبابِ لهمْ، ما أورقَ العودُ
والشذرُ والدرُّ والياقوتُ فصلهُ … ظلَّ الرُّماة ُ قُعوداً في مراصِدِهِمْ
أما يزيدُ، فإني لستُ ناسيهُ … حتى يغيبني في الرمسِ ملحودُ
جزاكَ ربكَ عن مستفردٍ، وحدٍ … نفاهُ عن أهله جرمٌ وتشريدُ
مُستشرَفٌ، قد رماهُ النّاسُ كلُّهمُ … كأنّهُ، مِن سَمومِ الصّيفِ، سَفُّودُ
جزاءَ يوسُفَ إحساناً ومغفرة ً … أوْ مِثْلَ ما جُزْيَ هارُونٌ. وَداودُ
أعطاهُ من لذة ِ الدنيا وأسكنه … في جَنَّة ٍ نِعْمَة ٌ فيها وَتَخْلِيدُ
فما يزالُ جَدا نعماكَ يمْطرني … وإن نأيتُ وسيبٌ منكَ مرفودُ
هل تبلغني يزيداً ذاتُ معجمة ٍ … كأنّها صخرة ٌ صماء صيخودُ
منَ اللواتي إذا لانتْ عريكتُها … كانَ لها بعْدَهُ آلٌ ومَجْلودُ
تَهْدي سَواهِمَ يَطْويها العَنيقُ بنا … فالعيسُ منعلة ٌ أقرابها سودُ
يلفحهنَّ حرورُ كل هاجرة ٍ … فكُلُّها نَقِبُ الأخْفافِ، مَجْهُودُ
كأنها قاربٌ أقرى حلائلهُ … ذاتَ السّلاسِلِ، حتى أيْبسَ العُودُ
ثُمَّ تَرَبَّعَ أُبْلِيّاً، وقدْ حَميَتْ … وظنَّ أنّ سبيلَ الأخذِ متمودُ
ثم استمرَّ يجاريهنَّ لا ضرعٌ … مهرٌ، ولا ثلبٌ أفناهُ تعويدُ
طاوِي المعا، لاحَهُ التّعْداء، صَيْفَتَهُ … كأنّما هوَ، في آثارِها، سيدُ
ضَخْمُ الملاطَيْنِ، موَّارُ الضُّحى ، هزِجٌ … كأنَّ زُبْرَتَهُ، في الآل، عُنْقودُ
بمطردٍ الآذي جونٍ كأنما … زفا بالقراقيرِ النعامَ المطردا
يَنْضَحْنَهُ بِصِلابٍ ما تُؤيِّسُهُ، … قدْ كان في نَحْرِهِ مِنْهُنَّ تَقصِيدُ
وهنَّ ينبونَ عن جأب الأديمِ، كما … تنبو عنِ البقرياتِ الجلاميدُ
إذا انْصَمى حَنِقاً حاذَرْنَ شِدَّتَهُ … فهنّ من خوفهِ شتى عباديدُ