انهضْ بأمركَ فالهدى مقصودُ … و اسعدْ فأنتَ على الأنامِ سعيدُ
والأرضُ حيث حللتَ قُدْسٌ كلُّها … والدهرُ أجمعُ في زمانكَ عيدُ
ماضي الزمانِ عليك يحسدُ حالهُ … لا زالَ غيظَ الحاسدِ المحسودُ
و يفوقُ وقتٌ أنتَ فيهِ غيرهُ … حَتى اللّيالي سيّدٌ وَمَسُودُ
تَصْبُو لك الأعيادُ حتى كادَ أن … يبدو لها عمّنْ سِواك صُدُودُ
و تكادُ تسبقُ قبل وقتِ حلولها … وتكادُ في أثَر الرحيلِ تعودُ
أيامُ عصركَ كلها غررٌ فما … للعِبدِ فِيهِ عَلى سِواه مَزيدُ
ما كان يُعْرَفُ مَوْسمٌ من غيرهِ … لَوْلا نظامُ السُّنّة ِ المعهودُ
و إذا الجمانُ غدا حصى أرضٍ فما … للدرّ فيه مبسمٌ محمودُ
أكرمتَ شهرَكَ بالصيامِ فبيّضَتْ … فيهِ صحائفكَ الليالي السودُ
ما زالَ يُحْيي لَيلَه وفقيرَه … جودٌ أفضتَ غمامهُ وسجودُ
والفطرُ قد وافاكَ يُعلنُ بالرّضَى … فالصحوُ فيه تبسمٌ مقصودُ
ما قدم الأنواءَ فيما قبلهُ … إلاّ لكي يلقاكَ وَهْوَ جديدُ
و أرى الغيوثَ تطيلُ عندكَ لبثها … لتبينَ أنكَ تربها المودودُ
و لربما تندى اقتصادَ مخففٍ … فترى غُلُوَّكَ بالنّدى فتزيدُ
خلفتْ نداكَ فأكثرتْ في حلفها … ولقد يَكُون مِنَ الجبانِ وعِيدُ
يمنُ الوزيرِ إذا رعيت بلادهُ … ولقَدْ يدرُّ بِيُمْنِهِ الجلمُودُ
فمتى يَكونُ الغيثُ من أكفائِهِ … والغيثُ من حَسَناتِهِ مَعْدُودُ
ها سبتة ٌ بأبي علّيٍ جنة ٌ … والبحرُ فِيها كوثرٌ مَوْرُودُ
فزمانهُ فيها الربيعُ ، وشخصهُ … فيها الأمانُ ، وظلهُ التمهيدُ
سفرتْ به أيامها واستضحكتْ … فكأنهنَّ مباسمٌ وخدودُ
قد جمعتْ خللَ الهدى أخلاقهُ … جمعاً عليهِ ينبني التوحيدُ
حملَتْ سرائِرُه ضمائرَ مفردٍ … للصدقِ وَهْوَ عَلى الجميعِ يَعُودُ
سهلُ الإنالة ِ والإبانة ِ ، غصنهُ … بينَ السماحة ِ والتقى أملودُ
حانٍ علينا شافعٌ إحسانهُ … فينا فمنهُ العطفُ والتوكيدُ
هممُ الخلاصيّ المباركِ أنجمٌ … آراؤه العُلْيا لهنَّ سُعُودُ
فالرأيُ عن إسعاده متسددٌ … و الثغرُ عن تحصينهِ مسدودُ
يا منْ لآمالِ العفاة ِ بجوده … أُنْسٌ وللأشعارِ فِيهِ شُرودُ
منك استفدتُ القول فيكَ فما عسى … أُثني عَلى مَنْ بالثناء يجودُ
فَمَتى حملتُ لكَ الثّناءَ فإنّما … هُوَ لؤلؤٌ في بحرِهِ مَرْدُودُ
الهديُ فِيكَ سجيّة ٌ مفطورة ٌ … والنورُ طبعاً في الضحى موجودُ
الملكُ رأسٌ أنْتَ مِغْفَرُ رَأسِهِ … فِيما يُباهي تاجُهُ المعقودُ
أنتَ الشفيقُ على الهدى أنتَ الذي … رَبّيْتَهُ في الغربِ وَهْوَ وَلِيدُ
فإذا استدلَّ على الكمالِ بأهلهِ … فلأنتَ برهانٌ وهمْ تقليدُ
طوقتني طوقَ الحمامة ِ منعماً … فنظامُ مدحكَ في فمي تغريدُ
فاهنأ فلوْ أنَّ الكواكبَ خيرتْ … لأتَتْكَ مِنْها للثناء وفودُ
واسلم لِكيْ تبقى المَكارمُ والعُلا … وإذا سلِمْتَ فكلُّ يَوْمٍ عِيدُ