أَمِنْ رُقبَة ٍ عافَ السَّلامَ مُودِّعا … و رَدَّ جُموحَ الدَّمعِ حينَ تَسَرَّعا
و صَدَّ عَنِ البِيضِ الحِسانِو قد بَدَت … فأَبدَتْ لعَينيهِ المَحاسِنَ أجمَعا
بَرَزْنَفمِن بَدْرٍ تَقَنَّعَ بالدُّجَى … يغازِلُ ليثاً بالحديدِ مُقَنَّعا
و مِنْ غُصُنٍ رَطْبٍ تأزَّرَ بالنَّقا … إذا هَزَّ عِطْفَيْهِ القِناعُ تَزَعْزَعا
مَزَجْنَ له عَذْبَ الهَوى بمَرارَة ٍ … يُجَرَّعُ مِنْ مَكروهِها ما تَجرَّعا
إذا ما الهَوى يوماً تَصَدَّعَ شَملُه … فأَخْلِقْ بِشَمْلِ الصَّبرِ أن يتَصَدَّعا
عَدَتْنيَ مِنْ زَوْرٍإذا زارَ عاشقاً … أَعادَ المُنى مرأى ًو قد كانَ مَسمَعا
يُداري عُذوبَة َ الحُليِّو قد عَلا … تَرَنُّمُهو المِسكَ حينَ تَضَوَّعا
و يَبذُلُ لي في النَّومِ ما لو طَلَبْتُه … على يَقْظَة ٍ مني ومنه تمنَّعا
هَلِ الدَّهْرُ مُلْقٍ من مَخالب … شجاعاً على ألاّ مشيّعا
صبوراً على الأحداثِ يعشَقُ عُدْمَه … و إقلالَهكيلا يَذِلَّ ويَخْضَعا
و مُرتَدِعٍ رامي البريءِ بِتُهْمَة ٍ … فقد سارَ فيها في الأنامِ وأوضَعا
أَ رَبَّ القَوافي الغُرِّ يُرقَى بمثلِها … لقد فَرَّ أفعَى يَنفُثُ السُّمَّ مُنقَعا
و كيفَو قد شَعْشَعْتُ كلَّ غريبة ٍ … منَ القَوْلِ تُزري بالرَّحيقِ مُشَعشَعا
و أَجرَيْتُ من عَذْبِ الكَلامِ مَوارِداً … تروحُ وتَغْدو للبَرِيَّة ِ مَشرَعا
و برَّزْتُ سَبقاً في غَرائبِه إلى … يُقَصِّرُ عنها سابقُ القَوْمِ إن سعَى
فهَلْ سامِعٌ منّي الأميرُ بَراءَة ً … أقومُ بها بين السِّماطَيْنِ مُسمِعا
ثناءًإذا عايَنْتَ عِقدَ نِظامِه … توهَّمْتَه للجَوهرِ التِّبرِ مَجمَعا
فَتى ً ساورَ العَلياءَ قبلَ فِطامِه … و راعَ العِدا من قَبلِ أن يَتَرَعْرَعا
جَوادٌإذا أدَّى الفريضة َ جُودُه … تَنَفَّلَ من حَبِّ النَّدى فتطَوَّعا
نُقابِلُ منه الشَّمسَ في قُربِ ضَوْئِها … و إنْ بَعُدَتْ في صَفحَة ِ الجوِّ مَطلَعا
و نسألُ منه بارِعاً في سَماحَة ٍ … فإنْ نحنُ أغفَلْنا السؤالَ تبرَّعا
إذا أبدَعَ المُدَّاحُ أبدَعَ عُرْفُه … فكانَ بما يُسْدي من العُرْفِ أبدَعا
و إنْ لَجَّ في إِضرارِهِ الدَّهْرُ أَصبحَتْ … خَلائِقُهُ فيها أَضَرَّ وأَنفَعا
مكارِمُ وَضَّاحٍإذا ما تذرَّعَتْ … ملوكُ الوَرَى في المَكرُماتِ تَذَرَّعا
له راحة ٌ ما قيسَ بالغَيْثِ صَوبُها … لَدى المَحْلِإلاَّ كانَ أندى وأوسَعا
تَرى طَمَعَ العافينَ يَحتاجُ وَفرَه … و ليسَتْ ترى أعداؤه فيه مَطمَعا
صَنائعُ مَشهورِ الصَّنائعِ يَبتَدي … طِباعاًإذا المَسْؤُولُ يوماً تصنَّعا
إذا ما مضى صَدْرُ النَّهارِ بسَيلِه … تولَّىو أبقى آخرَ اللَّيلِمَربَعا
شمائلُ أبهى من حِلَى الرَّوْضِ مَنْظَراً … و أحسَنُ من فِعْلِ السَّحائبِ مَرتَعا
أبا تغلبٍ لازِلْتَ للقِرْنِ غالباً … إذا ارتدَّ للرَّوْعِ الكَمِيُّ مُرَوَّعا
تُنازِلُه بالسَّيفِ غيرَ مُخادِعٍ … فتُورِدُه منه وَريداً وأَخدَعا
أَعِدْ دارِساً من رَسْمِ بِرِّكَ واضحاً … فقد وَضَحَ العُذْرُ انكشافاً وأقنَعا
فلي فيكَ من حُسْنِ الثَّناءِ ذَريعَة ٌ … تُمَكِّنُ عندي للصَّنيعَة ِ مَوْضِعا
و ثانية ٌإنَّ ابنَ عمِّكَ شافعي … و لو ناشدَ الغَيْثَ استهَلَّفأسرَعا