أَماطَ، وَاللَّيلُ أَثيثُ الجَناحْ … عَنْ مَبْسِمِ الشَّمْسِ لِثامَ الصَّباحْ
أَغَنُّ يَعْروهُ مِراحُ الصِّبا … وَيَنْثَني فَالقَدُّ نَشْوانُ صاحْ
كَالْفَنَنِ المَهْزورِ، تَعْتادُهُ … على لُغوبٍ نَسَماتُ الرِّياحْ
يَطْوي الفَلا وَهْناً وقد نَشَّرَتْ … ذَوائِبَ النّارِ قُرَيْشُ البِطاحْ
حيثُ القِبابُ الحُمْرُ مَحْفوفَة ٌ … بِالأَسَلِ السُّمْرِ وَبِيضِ الصِّفاحْ
حَلَّ الدُجى حُبْوَتَها إذْ سَرَى … وَاللَّيْلُ لِلْبَدْرِ حِماهُ مُباحْ
إذا الكَرى رَنَّقَ في عَيْنِهِ … رَنا بِأَجْفانٍ مِراضٍ صِحاحْ
وَإِنْ وَشى الحَلْيُ بِهِ راعَهُ … بَعْدَ وَفاءِ الخُرْسِ غَدْرُ الفِصاحْ
وَكَيْفَ يَسْتَكْتِمُ خَلْخالَه … سِرَّاً وقد نَمَّ عليهِ الوِشاحْ
إذا رَنا لَفَّ الرَّدى حاسِراً … بِدارِعٍ، فاللَّحْظُ شاكي السِّلاحْ
وما أَضاءَ البَرْقُ مِنْ ثَغْرِهِ … إلاّ تَجَلّى حَبَبٌ فوقَ راحْ
كأَنَّهُ الرَّوْضَة ُ مَطْلولَة ً … لَها اغتِباقٌ بِالنَّدى وَاصطِباحْ
إن مَطَرَتْ فيها دُموعُ الخَيا … ظَلَّتْ بِأَنْفاسِ النُّعامى تُراحْ
فَالطَّرفُ إنْ مَرَّضَهُ نَرْجِسٌ … وَالخَدُّ وَرْدٌ، وَالثُّغورُ الأَقاحْ
صَغا إلى اللَّلاحي وَصَغْوُ الهَوى … إليهِ، لارُوِّعَ صَبٌّ بِلاحْ
كَالمُهْرِ إِنْ طامَنْتَ مِنْ غَريبهِ … أَشَمَّهُ المَيْعَة َ جِنُّ المِراحْ
أُنْصِفُ إنْ جارَ، وَأَعْنو إذا … سَطا، وَأَلقى بالخُشوعِ الجِماحْ
فالغِيُّ رُشْدٌ، وَهَواني لَهُ … في الحُبِّ عِزٌّ، وَفَسَادي صَلاحْ
وَرُبَّما تَجْمَحُ بي نَخْوَة ٌ … تَلْهَجُ عَيْنايَ لَها بِالطِّماحْ
سَأَطْلُبُ العِزَّ وَلَوْ رَفْرَفَتْ … على حَواشِيهِ عَوالي الرِّماحْ
بِضَربْة ٍ رَعْلاءَ أَو طَعْنَة ٍ … تَخاوَصَتْ مِنْها عُيونُ الجِراحْ
مَتى أراها وَهْي مُزْوَرَّة ٌ … تَعْدو بآسادِ الشَّرى كَالسَّراحْ
وَاليومُ مُحْمَرُّ أَديمِ الضُّحى … بِالمَشْرَفِيَّاتِ صَقيلُ النَّواحْ
فَالذَّابِلُ الخَطِّيُّ يَشْكُو الصَّدى … حَتَّى يُرَوَّى بِالنَّجيعِ المُفاحْ
ياسَرَواتِ الرَّكْبِ رِفْقاً بِنا … فَالأَرْحَبِيّاتُ رَذايا طِلاحْ
أَسْمَعَها الرَّعْدُ بِإِرْزامِهِ … إهابَة َ الحادي وَراءَ اللِّقاحْ
وَاعْتَرَضَ المُزْنُ وفي شَوْطِهِ … دونَ شَآبيبِ حَياهُ انْتِزاحْ
يُومِضُ بِالبَرْقِ، وَكَمْ حارَدتْ … بِوَدْقِهِ أَطْباؤُهُ حينَ لاحْ
يَحْكي أَبا المِغْوارِ في بِشْرِهِ … يالَيْتَهُ أَشْبَهَهُ في السَّماحْ
سِيرُوا إلى آلِ عَدِيٍّ نُقِمْ … في عَطَنٍ رَحْبٍ وَحَيٍّ لَقاحْ
حيثُ العِراصُ الخُضْرُ، وَالأَنْعُمُ الـ … بِيضُ، وَأَنْوارُ الوُجوهِ الصِّباحْ
لا المَنْهَلُ المَوْرِودُ طَرقٌ، ولا الـ … ـمَسْرَحُ مَمْنوعٌ، ولا الظِّلُّ ضاحْ
إذا بَلَغْنا عَضُدَ الدِّينِ لَمْ … نَثْلِمْ شَبا المَحْلِ بِضَرْبِ القِداحْ
نُهدي إليهِ مِدَحاً نَمْتَري … بِهِنَّ خِلْفَ لنّائلِ المُسْتَماحْ
أَرْوَعُ طَلْقُ البُرْدِ، لَمْ يَحْتَضِنْ … مِنَ التُّقى حاشِيَتْيهِ جُناحْ
نائي المَدى ، يَقْصُرُ عن شَأْوِهِ … خُطاً أَطالِتها الأَعادي فِساحْ
لا يَغْلِبُ الحَقَّ بِهِ باطِلٌ … ولا يُدانِي الجِدَّ منهُ مِزاحْ
وَمَأْزِقٍ أَغْمدَ فيه الظُّبا … لَمّا انتَضى عَزْمَتُهُ لِلْكِفاحْ
وَنازَلَ المَوْتَ بِأَرْجائِهِ … شَهْباءُ تَقْتَادُ المَنايا رَداحْ
وَأَنْصَتَ القِرْنُ لِداعي الرَّدى … حيثُ العَوالي جَهَرَتْ بِالصيِّاحْ
حَتّى تَولَّى كَالنَّعامِ العِدا … مُقَنَّعي الهامِ بِبَيْضِ الأَداحْ
ياواهِبَ الأَعْمارِ بَعْدَ اللُّها … وَرَتْ زِنادي بِكَ قَبْلَ اقْتِداحْ
إليكَ أَغْدو غَيْرَ مُسْتَلْفِتٍ … جِيدي إلى رَشْحِ أَكُفُّ شِحاحْ
بِهِمَّة ٍ تَفْتَرُّ عَنْ مُنْيَة ٍ … مَدَّ هَواديهِ إليها النَّجاحْ
وبينَ طِمْرَيَّ فَتى ً ماجِدٌ … لَمْ يَجْتَذِبْ عارِفَة ً بِامْتِداحْ
وَحاجة ٍ دافَعَ عَنْ نَيْلِها … وَجْهٌ حَيِيٌّ وَزَمانٌ وَقاحْ
وَحاذَرَ المِنَّة َ مِنْ باخِلٍ … فَطَلَّقَ المِنْحَة َ قَبْلَ النِّكاحْ