أَعَن وَميضِ سَرى في حُندُس الظُلم … أَم نِسمَة هاجَت الاِشواق من أضم
فَجَدَّدَت لي عَهدا بِالغَرامِ مَضى … وَشاقَني نَحو اِحبابي بِذي سِلم
دَعا فُؤادي مِن بَعد السَلو اِلى … ما كُنتُ أَعهد في قَلبي مِن القدم
وَهاجَني لِحَبيب عِشق مَنظَرَه … يَمحو وَيُثبت ما يَهواه مِن عدمى
يَمحو سَلوى كَما يَمحو اِساءَتِهِ … حَسبي لَهُ فَعَذابي فيهِ كَالنَعيم
رامَ الوُشاةَ سَلوى عَن مَحَبَّتِهِ … وَلَم أَوف لَهُم عَذلا وَلَم أَرُم
كَيفَ اِستَنار الجَوى يا مَن تَمَلَّكَني … وَشاهد العِشق في العُشّاقِ كَالعِلم
فَيا لَهُ مُعرِضا عني وَمُعتَرِضا … بَينَ الفَراغِ وَقَلبي وَهُو متهمى
حَسبي مِنَ الحُبِّ ما أَفضى اِلى تَلفى … وَما لَقيتُ مِنَ الآلامِ وَالسَقمِ
أَنّى رَدَدت عَنانى عَن غِوايَتِه … وَقُلتُ يا نَفس خلى باعِث النَدم
وَلَذَّت بِالمُصطَفى رَب الشَفاعَة اِذ … يَدعو المُنادي فَتحي الناس من رحم
طه الَّذي قَد كَسا اِشراقَ بِعثَتِه … وَجه الوُجودِ سَناء الرُشدِ وَالكَرَم
طه الَّذي كللت انوا سنته … تيجان أُمَّتِه فَضلا عَلى الامَم
نِعم الحَبيب الَّذي من الرقيب بِهِ … وَهُوَ القَريبُ لِراجى المَجدِ وَالنِعَم
روحى الفِداء وَمن لي اِن كون لَهُ … هذا الفِداء وَموجودى كَمُنعَدِم
وَما هِيَ الروحُ حَتّى أَفتَديهِ بِها … وَهي البغاث يَغارُ الظُلمُ وَالظلم
وَالعُمرُ أَفنَت ثِقال الوُزر لمحته … وَبَدَّدَتهُ صُروفُ الدَهرِ بِالتُّهَم
أَينَ الرَشادُ الَّذي أَعدَدتُهُ لِغَد … غَويت عَنهُ فَزلت بِالهَوى قَدمى
من لي بترب رحاب لَو أَفوزُ بِها … كَحلت عينا أَفاضَت دَمعُها بِدَم
من لي بِاِطلالِ بان عز مَنظَرِها … تَسقى بَطَل من الآماق مُنسَجِم
تحط أَثقال وُزر لا تَقومُ بِها … شَم الرَواسي من راس وَمُنهَدِم
فَكَم يَتبَع زَلال فاض من يَدِه … أَروي الاِوام وَأَسقى مِنهُ كُل ظَمىء
وَالجذع أَن لَهُ من بَعدِهِ جزعا … لما رَأى عَنهُ مَولى العرب وَالعُجم
لانَت لَهُ الصَخرَة الصَمّاءِ طالِعَة … مُذ مَسَّها سَيِّدُ الكَونَينِ بِالقَدَم
فَيا لَها مُعجِزات ما لَها عَدَد … أَفلِها منا يَدا نار عَلى عَلم
وَلا يُحيطُ بِهِ مَدحى وَلَو جَعَلت … جَوارِحي أَلَسنا يَنطُقنَ بِالحُكمِ
وَاِنَّما أَرتَجى مِن مَدحِهِ قبسا … يَهدي الصِراطُ وَيَشفى الروحُ من أَلَم
وَكَيفَ لي بِاِتِّعاظِ النَفسَ آمِرَتي … بِالسوءِ ناهيتي عَن مَورِدِ النِعَم
فَما اِلتِماسي عَن خَيرِ يَقرُبُني … زُلفى السَعيم وَلا تَسقى بِمُنتَظِم
لكِن لي أُسوَةأَشفى بِها وَصَبي … حُسن اِرتِباطي بِحَبلِ غَير مُنفَصِم
وَمِنَّةُ اللَهِ دين وَصفِهِ قيم … بِحُجَّتي اِن أَخَف يَومَ اللُقا يقم
وَما سِوى فوزكوني بَعضُ أُمَّتِه … ذُخرا أَفوزُ بِهِ مِنَ زلة الوَصم
اِلّا اِلتِماسي عَفوا بِالشَفاعَةِ لي … مِن خاتِمِ الرُسُلِ خَيرُ الخَلقِ كُلُّهُم
مَددت كَف الرَجا أَرجو مراحمه … وَقَد حَلَّلت بِهِ في بَهرَة الحرم
أَقولُ حينَ أَوافى الحَشر في خَجل … اِن الكَبائِرَ أَنسَت ذِكرَهُ اللِمَم
يا خَيرُ من اِرتَجى اِن لَم تَكُن مَددى … وَاِزلَتي يَومَ وَضع القِسطِ وَالدِمى
فَاِشفَع بِحُبِّ الَّذي أَنتَ الحَبيبُ لَهُ … لَولاكَ ما أَبرَزَ الدُنيا مِنَ العَدَم
عَلَيكَ أَزكى صَلاةُ اللَهِ ما اِفتُتِحَت … أَدوارُ دَهر وَما وَلَّت بِمُختَتَمِ