أهنيكما ما يهنئ الدين منكما … هدى وندى فليسلم الدين واسلما
وشهر تولى راضيا قد بلغتما … مداه كراما قوم الليل صوما
وفطر تحلى بالصلاة إلى الذي … دعوناه ألا يوحش الأرض منكما
فأسفر عن وجه تجلى سناكما … وصدق تجلى بالسلام عليكما
وأكرم به فطرا يبشر بالمنى … وعيدا معادا بالسرور لديكما
ولم أر يوما كان أبهج منظرا … وأسنى وأسرى في القلوب وأكرما
وأكبر أقمارا علون أهلة … وعالين في جو من النقع أنجما
ولا ملكا قد عظم الله قدره … أقل اختيالا منكما وتعظما
يضاحك فيه الشمس درا وجوهرا … ويحسد منه الروض وشيا منمنما
وخطاب أمر الثغر قد صدقتهم … عيون يعفين الحديث المترجما
خلت لكما من كل بعل ومالك … ونادتكما للنصر فذا وتوأما
دواليكما إن الرمايا لمن رمى … ودونكما إن العزيز لمن حمى
فإن جني الباسقات لمن جنى … وإن سماء المكرمات لمن سما
وما تيم الأخطار والرتب العلى … كمن بات مشغوفا بهن متيما
ومن رفع الأعلام في السلم والوغى … ليجعلها للحق والعدل سلما
ومن ليس يرضى الفضل إلا مبادئا … ولا يصنع المعروف إلا متمما
ومن لا يرى نيل المراتب مغنما … لمن قد يرى بذل الرغائب مغرما
ومن حد ألا يورد الماء خيله … غداة الوغى حتى يخوض بها الدما
ومن ليس يرضى حكم يمناه في العدى … إذا لم يكن فيه الندى متحكما
ومن يسر الإسلام بالسلم قادما … وأنذر حزب البغي بالسيف مقدما
مكارم تعتام الكرام فلا تبت … كريمة هذا الثغر منهن أيما
فشدا لها ميثاق مهر مؤجل … وسوقا إليها المهر مهرا مقدما
فقد لبست برد الوفاء وقلدت … ترائبها عقد الوفاء منظما
وقد أشرقت من فوق تاجو منيفة … بتاج هلال قد تكلل أنجما
وأنى بها عن كفرها ومليكها … وبالهائم المشتاق عنها وعنكما
وفلذة قلبي في حماها رهينة … وإنسان عيني في ذراها مخيما
تقسم ريب الدهر والنأي شملنا … وقلبا غدا للبين نهبا مقسما
فما نأتسي إلا أسى وتعزيا … وما نلتقي إلا كرى وتوهما
ليالي كالإعدام طولها الأسى … وطاولتها حولا وحولا مجرما
أسهما رماه عن قسي جوانحي … فراق فوالى منه قلبي أسهما
بذكراك شاجيت الحمام فلو وفى … لأنباك عن شجوي إذا ما ترنما
وإن يرع لي وكف الحيا حق مسعد … يخبرك عن دمعي إليك إذا همى
فكم عذت من ليل الهموم بليلة … تركت بها الأجفان حسرى ونوما
فأسريتها بالشعريين مفرطا … وأفنيتها بالقلب عنها مخيما
وكم ليلة ليلاء وافيت صبحها … أذر على عيني ظلاما وأظلما
دجى مثل جلباب السماء استمر بي … فقنع فودي المشيب وعمما
وصبحا كسا الآفاق نورا وبهجة … ووجهي قطعا من دجى الليل مظلما
وكم لجة خضراء من لجج الردى … ركبت لها في الليل أظلم أدهما
كسا الصبح أعلاه ملاء مهدبا … وأسفله الإظلام بردا محمما
إذا رقرقت ريح الصبا من جناحه … تحمل أكم الموت غرقى وعوما
فأهو به في مفرج الموت حية … وأعل به في هضبة الحين أعصما
خطوبا لبست الصبر حتى جعلتها … لمرقى أيادي العامريين سلما
فأصبحت نجما في سماء كرامة … محيا مفدى بالنفوس معظما
مليكي زمانينا وجاري ديارنا … بزاهرة الملك التي أنجبتهما
بعز لواء يبلغ النجم إن علا … وبحر عطاء يرغب الأرض إن طمى
وخيل تهد الأرض تسري وتغتدي … تقود ملوك الأرض أسرا ومغنما
أما والقصور البيض منها وما حوت … من الصيد كالآساد والبيض كالدمى
وما عمرت منها الليالي وغيرت … وشيد أمر الله فيها وهدما
وعافي قصور من قصور بلاقع … إذا ذر قرن الشمس فيهن أظلما
لقد سليت عنها بلاد حوتكما … وقد عوضت منها جفون رأتكما
فآواكما ذو العرش في ظل أمنه … ولا حل عقد النصر منه عليكما
جزاء لما أوليتما وكفيتما … وآويتما من غربة وكنفتما