أهدِ الدموعَ إلى دارِ وما صحها … فَلِلْمَنَازِلِ سَهْمٌ في سَوَافِحَهَا
أشلى الزمانُ عليها كلَّ حادثة ٍ … وفرقة ٍ تظلمُ الدنيا لنازحها
حَلَفْتُ حَقّاً، لقَدْ قَلَّتْ مَلاَحتُهَا … بمنْ تخرمُ عنها منْ ملائحها
إِنْ تبْرَحَا وتَبَاريحي على كَبدٍ … ما تستقرُّ، فدمعي غيرُ بارحها
دَارٌ أُجِلُّ الهَوَى عنْ أن أُلِمَّ بها … في الركبِ إلاَّ وعيني منْ منائحها
إذا وصفتُ لنفسي هجرها جمحتْ … ودائعُ الشوقِ في أقصى جوانحها
وإنْ خَطَبْتُ إِليْهَا صَبْرَها جعَلَتْ … جِرَاحَة ُ الوَجْدِ تَدْمى في جَوَارِحِهَا
ما للفيافي وتلكَ العيسُ قد خزمتْ … فلمْ تظلمْ إليها منْ صحاصحها؟
فُتْلٌ إِذا ابْتَكَرَ الغَادي على أَمَلٍ … خلفنهُ يزجرُ الحسرى برائحها
تُصْغي إلى الحَدْوِ إصْغَاءَ القِيان إلى … نَغْمٍ إِذَا استغْرَبَتْهُ مِنْ مُطَارِحِهَا
حتَّى تَؤُوبُ كأَنَّ الطَّلْحَ مُعْتَرِضٌ … بشوكهِ في المآقي من طلائحها
إلى الأكارمِ أفعالاً ومنتسباًَ … لمْ يَرْتَعِ الذَّمُّ، يَوْماً، في طَوائِحها
آسَاسُ مَكَّة َ والدُّنْيا بِعُذْرِتِها … لَمْ يَنزِلِ الشَّيْبُ في مَثْنَى مسَائِحِها
قومٌ همُ أمنوا قبلَ الحمام بها … من بينِ ساجعها الباكي ونائحها
كانُوا الجِبالَ لها قَبْلَ الجِبالِ وهُمْ … سالوا ولمْ يكُ سيلٌ في أباطحها
والفَضْلُ إِنْ شَمِل الإظلامُ سَاحَتَها … مصباحها المتجلي منْ مصابحها
منْ خيرها مغرساً فيها ووسعها … شِعْباً تُحَطُّ إليه عِيرُ مادِحِها
لا تَفْتَ تُزْجِي فَتِيَّ العِيسِ سَاهِمَة ً … إلى فَتَى سِنها مِنْهَا وقَارِحِها
حتى تناولَ تلكَ القوسَ باريها … حقّاً وتُلقي زِنَاداً عنْدَ قَادِحِها
كأنَّ صاعقة ً في جوفِ بارقة ٍ … زئيرهُ واغلاً في أذنِ نابحها
سِنَانُ مَوْتٍ ذُعَافٍ مِن أَسَنَّتها … صفيحٌ تتحامى من صفائحها
ذُر تُدْرَإِ وإِبَاءٍ في الأُمورِ وهَلْ … جَواهِرُ الطَّيْرِ إلاَّ في جَوارِحِهَا
هشماً لأنفِ المسامي حينهُ فسما … لهاشمٍ، فضلها فيها ابنُ صالحها
ياحَاسِدَ الفَضْلِ لا أَعْرِفْكَ مُحْتَشِداً … لِغَمْرَة ٍ أَنْتَ عِنْدِي غَيْرُ سَابِحها
لكوكبٍ نازحٍ من كفٍّ لامسهِ … وصخرة ٍ وسمها في قرنِ ناطحها
ولاتَقُلْ إنَّنَا مِن نَبْعَة ٍ فلقَدْ … بانَتْ نَجائِبُ إبْلٍ مِنْ نَواضِحِها
سَميْدَعٌ يَتَغَطَّى مِن صَنائِعِه … كما تَغَطّى رجالٌ مِن فَضَائِحها
وفارة ُ المسكِ لا يخفي تضوعها … طولُ الحجابِ ولا يزري بفائحها
للّه دَرُّكَ في الخَوْدِ الَّتي طَمَحَتْ … مَا كَانَ أرقَاكَ يا هَذَا لِطَامِحِها
نقية ُ الجيبِ لا ليلٌ بمدخلها … في بَابِ عَيْبٍ ولاصُبْحٌ بِفَاضِحِها
أخذتها لبوة َ العريس ملبدة ً … في الغَابِ والنَّجْمُ أَدْنَى مِنْ مَنَاكِحِهَا
لَوْ أَنَّ غَيْرَ أبِي الأَشْبَالِ صافَحَها … شَكَّتْ بِمَخْلَبها كَفَّيْ مُصافِحِها
جاءتْ بصقرينِ غطريفينِ لو وزنا … بهضبِ رضوى إذاً مالا براجحها
بِهَاشِميَّيْنِ بَدْريَّيْنِ إِن لَحَجَتْ … مغَالِقُ الدَّهْرِ كانا مِن مَفَاتِحِها
نصلانِ قدْ أثبتا في قلبِ شائنها … نارينِ أوقدتا في كشحِ كاشحها
وكذبَ اللهُ أقولاً قرنتَ بها … بِحُجَّة ٍ تُسْرَجُ الدُّنْيَا بِوَاضِحها
مُضِيئَة ٍ نَطَقتْ فينا كما نَطقَتْ … ذبيحة ُ المصطفى موسى لذابحها
لئنْ قلبيكَ جاشتْ بالسماحة ِ لي … لقَدْ وَصَلْتُ بِشُكْرِي حَبْلَ ماتِحِهَا
وقدْ رأتني قريشٌ ساحباً رسني … إليْكَ عَنْ طَلْقها وَجْهَاً وَكالحها
إِذَا القَصَائِدُ كانَتْ مِنْ مَدَائِحهمْ … فأَنت لاشَك عِنْدي مِنْ مَدَائِحِها
وإنْ غرائبها أجدبنَ منْ بلدٍ … كانَتْ عَطاياكَ أَنْدَى مِنْ مَسارِحِها