ألا يا اسْلمي يا أُمَّ بِشْرٍ على الهَجْرِ … وعَن عَهْدِكِ الماضي، له قِدَمُ الدَّهرِ
ليالي نلهو بالشبابِ الذي خلا … بمرتجة ِ الأرداف طيبة ِ النشرِ
أسلية ُ مجرى الدمعِ خافقة ُ الحشا … من الهيفِ مبراقُ الترائبِ والنحرِ
وتبسمُ عن ألمى شتيتٍ نباتُهُ … لذيذٍ، إذا جاتْ بهِ، واضحُ الثغرِ
منَ الجازئاتِ الحورِ، مطلبُ سرّها … كبيضِ الأنوقِ المستكنة ِ في الوكرِ
وإنّي وإيّاها، إذا ما لقيتُها … لكالماء من صوبِ الغمامة ِ والخمرِ
تذَكَّرْتُها لا حِينَ ذكرى ، وصُحْبَتي … على كلّ مقلاقِ الجنابينِ والضفرِ
إذا ما جرى آلُ الضحى وتغولتْ … كأنَّ مُلاءً بَينَ أعْلامِها الغُبْرِ
ولم يَبْقَ إلاَّ كُلُّ أدْماء، عِرْمِسٍ … تُشَبَّهُ بالقَرْمِ المُخايِلِ بالخَطْرِ
تَفُلُّ جَلاذيَّ الإكامِ، إذا طَفَتْ … صواها ولم تغرقْ بمحمرة ٍ سمرِ
وتَلمحُ، بَعدَ الجَهدِ عَن ليلة ِ السُّرى … بغائرة ٍ تأوي إلى حاجبٍ ضمرا
تدافعُ أجوازَ الفلاة ِ، وتنبري … لها مِثلُ أنضاء القِداحِ مِن السِّدْرِ
يُقَوِّمُ، مِنْ أعناقِها وصُدورِها … قُوى الأدمِ المكيِّ في حلقِ الصفرِ
وكَمْ قَطعَتْ، والرَّكبُ غِيدٌ من الكرى … إليك، ابنَ رِبعيّ، مِن البَلدِ القَفرِ
وهلْ مِن فَتًى مِن وائلٍ، قد علِمتُمُ … كعِكرِمة َ الفَيّاضِ عِندَ عُرى الأمرِ
إذا نحن هايجنا بهِ، يومَ محفلِ … رمى الناسُ بالأبصارِ، أبيضَ كالبدرِ
أصيلٌ إذا اصطكَّ الجباهُ، كأنما … يُمِرُّ الثِّقالَ الرّاسياتِ مِن الصَّخرِ
وإنْ نَحنُ قُلنا: مَن فَتًى عند خُطّة ٍ … ترامى بهِ، أو دفعَ داهية ٍ نُكرِ
كُفينا بجيّاشٍ على كُلّ مَوْقفٍ … مخوفٍ، إذا ما لمْ يجزْ فارسُ الثغرِ
بصُلبِ قناة ِ الأمرِ ما إنْ يَصُورُها … الثِّقافُ، إذا بَعضُ القنا صِيرَ بالأَطرِ
ولَيسوا إلى أسواقِهمْ، إذْ تألّفوا … ولا يومَ عَرْضٍ عُوَّداً سُدَّة َ القَصرِ
بأسرَعَ وِرْداً مِنهُمُ نَحوَ دارِهِم … ولا ناهِلٍ وافى الجوابيَ عَنْ عِشرِ
ترى مترعَ الشيزى الثقالِ، كأنّها … تَحَضَّرَ مِنها أهلُها فُرَضَ البحرِ
تُكَلَّلُ بالتّرْعِيبِ مِنْ قَمَعِ الذُّرى … إذا لم يُنَلْ عَبطُ العوالي مِنَ الخُزْرِ
من الشهبِ أكتافاً، تناخُ إذا شتا … وحُبَّ القُتارُ بالمَهنَّدَة ِ البُترِ
وما مُزبدُ الأطوادِ من دونِ عانة ٍ … يشقّ جبالَ الغورِ ذو حدبٍ غمرٍ
تظلّ بناتُ الماء تبدو متونُها … وطَوْراً تَوارى في غَوارِبِهِ الكُدْرِ
مَتى يَطّرِدْ يَسقِ السّوادَ فُضُولُهُ … وفي كلّ مستنٍ جداوِلهُ تجري
بأجوَدَ مِنْ مأوَى اليَتامى ، ومَلجإ … المضافِ، وهابِ القيان أبي عمرو
أعكرمَ، أنتَ الأصلُ والفرعُ الذي … أتاك ابنُ عمّ، زائراً لكَ، عَنْ عُفْرِ
منَ المصْطلينَ الحربِ أيام قلصتْ … بنا وبقيسٍ عن حيالٍ وعن نزرِ
وإني صبورٌ من سليمٍ وعامرٍ … ومصرٍ على البغضاء والنظرِ الشزرِ
إذا ما التَقَينا، عِند بِشرٍ، رأيتَهُمْ … يغضون دوني الطرفَ بالحدقِ الحضرِ
فنحنُ تلفعنا على عسكريهمِ … جِهاراً، وما طَبّي بِبَغيٍ ولا فَخرِ
ولكنَّ حدَّ المشرفية ِ ساقهمْ … إلى أنْ حَشَرْنا فلَّهُمْ أسوأ الحَشرِ
وأمّا عُمَيرُ بنُ الحُبابِ، فلَمْ يكُن … له النصفُ في يومِ الهياجِ ولا العشرِ
وإنْ يذكروها في معدّ، فإنما … أصابكَ بالثَّرْثارِ راغِيَة ُ البَكرِ
وكان يرى أن الجزيرة َ أصبحتْ … مواريثَ لا بني حاتمٍ وأبي صخرِ