أصُونُ لِسانِي والجنانُ يُذالُ … وأقْصِرُ بثِّي والشجُونُ طِوالُ
وأحبِسُ عنْ قومٍ عنانَ قصائدِي … وقدْ أمكَنَ الطرفَ الجوادَ مجالُ
تُذَمُّ اللَّيالِي إنْ تَعَذَّرَ مَطْلَبٌ … وأوْلى لَعَمْرِي أنْ تُذَمَّ رِجالُ
وما أُلْزِمُ الأيّامِ ذَنْبَ مَعاشِرٍ … لِدَرِّهِمُ قَبْلَ الرِّضاعِ فِصالٌ
وآلِ غنى ً جمٍّ همُ البحرُ ثروة ً … ولكِنَّهُمْ عِنْدَ النَّوائِبِ آلُ
لَوَ کنَّ بِلالاً جاءَهُمْ بِمُحَمَّدٍ … لعادَ وما في فيهِ منهُ بِلالُ
خَلِيليَّ ما كُلُّ العَسِيرِ بِمُعْجِزٍ … مَرامِي ولا كُلُّ اليسيرِ يُنالُ
وَلَيْسَ أُخو الحاجاتِ مِنْ باتَ راضِياً … بِعَجْزٍ على الأقْدارِ فيهِ يُحالُ
تقلبْتُ في ثوبِي رخاءٍ وشدة ٍ … كذلكَ أحوالُ الزمانِ سجالُ
وقَدْ وَسَمْتَنِي الأرْبَعونَ بِمَرِّها … وحالَتْ بِشَيْبِي للِشَّبِيبَة ِ حالُ
فليتَ الذي أرجُو من العمرِ بعدَها … يطيبُ بهِ عيشٌ وينعمُ بالُ
يقولُ أناسٌ كيفَ يُعزُكَ الغِنى … وَمِثْلُكَ يَكْفِيهِ الفِعالِ مَقالُ
وما عِنْدَهُمْ أنَّ السُّؤالَ مَذَلَّة ٌ … ونقْصٌ وما قدْرُ الحياة ِ سُؤالُ
ترفعْتُ إلا عنْ ندى ابنِ مُحسِنٍ … وخيرُ الندى ما كانَ فيهِ جَمالُ
وَعِنْدَ وَجِيهِ الدَّوْلَة ِ ابنِ رَشِيدِها … وَلا بُدَّ لِي مِنْ دُوْلة ٍ فَخْمَة ٍ
وأخلاقُ غيثٍ كلَّما جئتُ صادِياً … وردْتُ بهنَّ العيشَ وهوَ زُلالُ
وَبِشْرٌ إلى الزُّوارِ فِي كُلِّ لَزْبَة ٍ … بهِ تُلْقَحُ الآمالُ وهيَ حِيالُ
تدانَتْ بهِ الغاياتُ وهيَ بعيدة ٌ … وخفَّتْ بهِ الحاجاتُ وهيَ ثِقالُ
مَتى أرْجُ إسمَعيلَ لِلْعِزِّ والغِنَى … فما هوَ إلا عصْمَة ٌ وثِمالُ
فتى ً ظافَرَتْ همّاتُهُ عزماتِهِ … كَما ظافَرَتْ سُمْرَ الصِّعادِ نِصالُ
هوَ البدْرُ إلاّ أنهُ لا يُغبُّهُ … على طُولِ أوقاتِ الزمانِ كمالُ
مِنَ القَوْمِ ذَادَ النّاسَ عَنْ نَيْلِ مَجْدِهِمْ … قِراعٌ لهمْ دُونَ العُلى ونضالُ
نِبالُ المساعِي، ما تزالُ ثوابتاً … لَهُمْ فِي قُلُوبِ الحاسِدِينَ نِبالُ
إذا قاوَلُوا بالأحْوَذِيَّة ِ أفْحَمُوا … وإنْ طاوَلُوا بالمَشْرَفِيَّة ِ طالُوا
أُولئِكَ أنصارُ النَّبِيِّ ورَهْطُهُ … إذا عُدَّ فخْرٌ باهِرٌ وجلالُ
أأزعُمُ أنْ لا مالَ لِي بعدَ هذِهِ … وَجُودُكَ ذُخْرٌ لِلمُقِلِّ ومالُ
ومنْ سارَ يستقْرِي نداكَ إلى الغِنى … فليسَ بمخشِيٍّ عليهِ ضلالُ
وما جوهَرُ الأشياءِ والخلْقِ خافياً … إذا ما طِباعٌ مُيِّزَتْ وخِلالُ
لَفَضَّلَ ما بيْنَ السُّيوفِ مَضاؤُها … وفضَّلَ ما بينَ الرجالِ فعالُ
… ولكِنَّهُ المعْشوقُ فيهِ دَلالُ
وَعِنْدِي ثناءٌ لا يُملُّ كَما انثنى … إلى عاشِقٍ بَعدُ الصدودِ وِصالُ
يُزانُ بهِ عِرْضُ الفَتى وَهْوَ ماجِدٌ … كما زانَ مَتْنَ المَشْرَفِيِّ صِقالُ
… بِها مِنْ صُرُوفِ النّائِباتُ أُدالُ
وَمِنْ نِعْمَة ٍ خَضْراءَ عِنْدَكَ غَضَّة ٍ … يُمَدُّ عَليْها لِلنَّعيمِ ظِلالُ
فلا يستَرِثْ ميعادَ مجدِكَ جاهِلٌ … فما عندَ مجدِ الأسعدينَ مِطالُ
فإنَّ نجومَ الليلِ في حندِسِ الدجى … يُرينَ بطيئاتٍ وهنَّ عِجالُ
وهلْ للورى إلا عليكَ مُعوِّلٌ … وهلْ للعُلى إلا إليكَ مآلُ
فَما المَجْدُ إلاّ لِلكِرامِ مَمالِكٌ … وَلا النّاسُ إلاّ لِلْكُفاة ِ عِيالُ
إذا ما القوافِي بشَّرَتْكَ بمطلبٍ … وفى لكَ مِنها بالحقائِقِ فالُ