أصابت سهام الحتف يا حسرة الدهر … صريح قريش والخلاصة من فهر
لقد نثل الدهر الكنانة رامياً … حشاشة نفس من كنانة والنضر
نعى البرق غيث الناس في كل أزمة … وعهدي به قبلا يبشر بالقطر
وقد حملت أسلاكه نبأ به … تقصف اسلاك الأضالع والصدر
نعى وهو لم يعرف حقيقة من نعى … إلى الناس والرامي يصيب ولا يدري
فلا شيء أقوى منه إذ خف سائراً … بخطب وهي فيه الشديد من الأسر
وبرقية في قلب كل موحد … لها قبسات من ضرام ومن حرّ
مضى علم الاعلام والآية التي … حوت حكماً أجلت عن العدو الحصر
وقد غاب عن أفق الهداية نير … يجل عن التشبيه بالشمس والبدر
تنكر وجه الصبح يوم وفاته … وفي الوجه عنوان السلامة والنكر
وروعنا رأد الضحى ثم صرّحت … ظهيرته فينا بقاصمة الظهر
بكى الركن حزناً والمقام برّحت … رزية اسماعيل بالبيت والحجر
وقد أوحش المحراب حزناً لقائم … به الليل يحيى بالصلاة وبالذكر
فقيد نسينا آية الصبر بعده … فهل نسخت من بعده آية الصبر
فمن لمحاريب التقى ومجارس … مكللة أعوادها منه بالدر
محياه يتلو آية النور هادياً … ويتلو علينا مجده آية الطهر
أصورته هاتيك أم هي سورة … لناظرها أجر التلاوة والذكر
فيا جوهراً زان الوجود بهاؤه … وسبحان بارى جوهر اللطف والبر
فغالت به الاقدار واستأثرت به … وقد كان أهلا للمغالات بالقدر
لقد كان في الدنيا منار هداية … به يهتدي في ظلمة الليل من يسري
وغامضة لا يدرك الفكر نهجها … أنار دياجيها بثاقبة الفكر
يعز على الإسلام فقد حميه … وناصره إن قيل أين أولو النصر
أقول وقد ساروا به يحملونه … إلى القبر مإذا تحملون إلى القبر
حملتم يداً بيضاء كانت بجودها … على السنة الشهباء أندى من القطر
طواه الردى طي الرداء وذكره … بنشر المساعي لم يزل طيب النشر
رأيت حياة المرء ظلا وإنما … تدوم حياة المرء بالحمد والذكر
ثمانون حولا قد طواهن قائماً … بتشييد دين الله بورك من عمر
ولله نفس أخلص الله سرّها … فيا قدّست نفساً وقدّس من سرّ
أمن عنصري ماء وطين تكونت … خلائق أم صيغت سبائك من تبر
وبالخلف الباقي لنا خير سلوة … وإن كان لا يسلى الفقيد مدى الدهر
فما أفلت شمس الامامة والهدى … عن الأفق حتى أشرق الكوكب الدري
وما جن ليل الخطب حتى تصدّعت … دجى الليل بالمهدي عن فلق الفجر
إذا ما ابو المهدي ودّع راحلا … فمهديها من بعده صاحب الأمر
يجود رياض الفقه صيب علمه … فتزهو رياض الفقه بهجة الزهر
ولو لم يمد البحر زاخر فضله … لما قيل في الامثال حدّث عن البحر
فيا سائلاً عن اسرة المجد والعلا … وأهل العلوم الغر والأوجه الغر
هم آل صدر الدين فاقصدهم تجد … منار الهدى والعلم والمجد والفخر
مصابيح إيمان مفاتيح حكمة … لهم ألسن بالحق تنطق عن خبر
نوال بلا من وحكم بلا هوى … وحلم بلا ذل وعز بلا كبر
إذا مات منهم سيد قام سيد … ففي كل عصر منهم بهجة العصر
رسالة شرع المصطفى اليوم فوضت … إلى الحسن الزاكي النقيبة والنجر
هو الحبر إلا أن آيات فضله … محررة بالنور لا النقش والحبر
وبالندب صدر الدين يعتصم الرجا … واعظم به ذخراً لملتمس الذخر
أرى الدين قلباً وهو صدر يصونه … حفاظاً وهل قلب يصان بلا صدر
ومن بالغ شأو الجواد وحيدر … لدى حلبات العلم بالجري والكرّ
فداموا دوام الانجم الزهر في السما … على انهم أهدى من الانجم الزهر