أأقَامَ أَمْسِ خَلِيطُنا أَمْ سارا؟ … سَائِلْ بِعَمْرِكَ أَيَّ ذاكَ کخْتَارَا؟
وإخالُ أنّ نواهمُ قذافة ٌ، … كَانَتْ مُعَاوِدَة َ الفِرَاقِ مِرارا
قال الرسولُ، وقد تحدر واكفٌ، … فَكَفَفْتُ مِنْهُ مُسْبِلاً مِدْرارا:
أَن سِرْ فَشَيِّعْنا وَلَيْس بِنَازِعٍ … لَوْ شَدَّ فَوْقَ مَطِيَّهِ الأَكْوارا
في حَاجَة ٍ جَهْدُ الصَّبابة ِ قَادَها … وبما يوافقُ للهوى الأقدارا
قَامَتْ تَرَاءَى بِکلصِّفاحِ كأَنَّما … عَمْداً تُريدُ لَنَا بِذَاكَ ضِرارا
فبدتْ ترائبُ من ربيبٍ شادنٍ، … ذَكَرَ المَقيل إلَى الكِنَاسِ فَصارا
وجلتْ عشية َ بطنِ مكة إذ بدت، … وَجْهاً يُضيءُ بَيَاضُهُ الأَسْتَارا
كَکلشَّمْسِ تُعْجِبُ مَنْ رَأَى ويزينُها … حسبٌ أغرُّ، إذا تريدُ فخارا
سقيتْ بوجهكِ كلُّ أرضٍ جئتها، … وبمثلِ وجهكِ نستقي الامطارا
لَو يُبْصِرُ الثَّقْفُ البَصِيرُ جبينَها … وَصَفَاءَ خَدَّيها العَتيقَ لَحَارَا
وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلة ٍ، … وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا
إني رايتكِ غادة ً خمصانة ً، … رَيَّا الرَّوادِفِ لَذَّة ً مِبْشارا
مَحْطوطَة َ المَتْنَيْنِ أُكْمِلَ خَلْقُها … مِثْلَ السَّبِيكَة ِ بِضَّة ً مِعْطارا
تَشْفي الضَّجيع ببارِدٍ ذي رَوْنَقٍ … لو كانَ في غلسِ الظلامِ، أنارا
فَسَقَتْكَ بِشْرَة ُ عَنْبَراً وَقَرَنْفُلاً … والزنجبيلَ، وخلطَ ذاكَ، عقارا
والذوبَ من عسلِ الشراة ِ، كأنما … غصبَ الأميرُ تبيعهُ المشتارا
وكأنّ نطفة َ باردٍ وطبرزداً … وَمُدَامَة ً قَدْ عُتِّقَتْ أَعْصارا
تَجْري عَلى أَنْيَابِ بِشْرَة َ كُلَّما … طَرَفَتْ وَلاَ تَدْري بِذَاكَ غِرَارا
يروى به الظمآنُ، حينَ يشوفه … لذَّ المقبلِ، بارداً، مخمارا
ويفوزُ من هي في الشتاءِ شعاره، … أَكْرِمْ بِهَا دُونَ اللّحافِ شِعارا
جودي لمحزونٍ ذهبتِ بعقلهِ، … لم يقضِ منكِ بشيرة ُ الأوطارا
وإذا ذَهَبْتُ أَسومُ قَلبي خُطِّة ً … مِنْ هَجْرِها أَلْفَيْتُهُ خَوَّارا
واغْرَوْرَقَتْ عَيْنايَ حِينَ أُسومُها … والقلبُ هاجَ لذكرها استعبارا
فبتلك اهذي ما حييتُ صبابة ً، … وبها، الغداة َ، أشببُ الأشعارا
من ذا يُواصلُ إنْ صَرَمْتِ حِبالَنا … أَمْ مَنْ نُحَدِّثُ بَعْدَكِ الأَسْرَارا
هيهات منكِ قُعَيْقِعانُ وأهلُها … بالحَزنَتينِ، فشطَّ ذاك مَزارا