يا غلة الأحشاء غاض المورد … يا ازمة الأيام غاب المنجد
لا نجدة للمستغيث ولا روى … يشفي غليل حشاشة تتوقد
فل الغرار فلا فم لخطابة … عند الخطوب ولا حسام ولا يد
بكر النعي وقال قد أودى التقى … ومضى إمام المسلمين الأوحد
إن كان قد أودى التقى محمد … فلقد أصيب به النبي محمد
ذكر المنجم وهو ينعى المتقي … وصفاً لغير أبي الرضا لا يسند
فقزعت للتكذيب لكن في الحشا … قلق مخافة صدقه يتردد
ليت المنجم لم يصدق قوله … فالصدق في بعض المواطن انكد
من يستقل بحمل كل عظيمة … وبمن يلوذ الصارخ المستنجد
من للوفود وللعفاة يعمها … بشراً ووجه العام اقتم اربد
من للمنابر يرتقي اعوادها … بالبحر يطفح والفريد ينضج
يا آية الله المقدسة التي … امست إليه بها الملائك تصعد
غادرتنا والخطب داج ليله … واليوم من صبغ الحوادث اسود
فمن المدافع والاسنة شرع … والبيض تبرق والمدافع ترعد
الشرق يا شمس الهداية مظلم … مذ غاب عنه ضياؤك المتوقد
لو لم تعاجلك المنية لانجلى … عنه سحاب المغرب المتلبد
ساروا بنعشك والدموع سواجم … تهوى وافناس الجوى تتصعد
فيه السكينة والوقار وخلفه … وامامه غر الملائك حشد
ولكل عين عبرة ولكل قلب … لوعة منها يذوب الجلمد
جزع الحكيم كغيره في موطن … لا صابر فيه ولا متجلد
حملوا على الأيدي الايادي والندى … والعلم والتقوى التي لا تجحد
قل للأولى قالوا سيوجد مثله … خلو المحال فمثله لا يوجد
بعد الأئمة لم يقم برئاسة … فينا كما كان التقي محمد
للحرب والمحراب من عزماته … بطل ومنه القائم المتهجد
كانت سهام الليل من دعواته … لا تخطيء الاعداء حين تسدد
ان قلت بحر ندى فان يمينه … اسخى من البحر الخضم وأجود
أو قلت بدر هدى فان ضياءه … أهدى وأجلى للظلام وأسعد
أو قلت سيف فالسيوف كليلة … عن حد سيف الله حين يجرد
ما البدر ما الشمس المنير ما الحيا … ما البحر ما عضب الغرار مهند
ما كان الا آية قدسية … جاءت بتوحيد المهيمن تشهد
يا مخضع التيجان نهتف باسمه … فتذل تيجان الملوك وتسجد
لك آية القلم المجهز للعدى … بيض الضبا منه المداد الأسود
ان البراعة في يراعتك التي … يعنو لهيبتها المليك الأصيد
حررت بالكلم القصار معاشراً … طال العناء عليهم فاستعبدوا
بوركت من قلم جرى في انمل … بيد على الدين الحنيف لها يد
ان العراق لشاكر لك نعمة … عنها يقصّر واصف ومعدد
أنت المؤسس نهضة دينية … عربية فيها العلى والسؤدد
ما ان نهضت بقوة لكنما … من قوة الملكوت كنت تؤيد
الفت بين المسلمين مجمعاً … شملا مدى الأيام لا يتبدد
أعيى على الرؤساء قبلك أمرهم … حتى استقل بها الرئيس الأيد
كانت حياتك عزة وسعادة … فيها تعز المسلمون وتسعد
واليوم قد هدت رزيتك القوى … والله اعلم بالذي يأتي غد
لكن لنا ثقة بنيتك التي … خلصت بان طريقنا ستمهد
ونفوز باسمك بعد موتك انه … من اعظم الأسماء وهو مخلد
من عزمك الماضي طبعت صوارماً … تردى العدى مسلولة لا تغمد
اما الجنان فانها لك ازلفت … واستبشرت فيها الحسان الخرد
لكنما الدنيا عليك حزينة … حرى تقاسى غلة لا تبرد
ان غاب عن أفق الهداية نير … يهدى بساطع نوره المسترشد
فبنوه اعلام الفقاهة والتقى … وهم المصابيح التي لا تخمد
فمحمد الحبر الرضا بحر الندى … علم الهدى طود الحجى المتفرج
وشقيقه عبد الحسين إذا دجا … ليل المشاكل فهو فيه فرقد
ومحمد الحسن الزكي المجتبى … طابت عناصره وطاب المحتد
آل التقي هم الدعاة إلى الهدى … يا طالبي سبل الهدى بهم اهتدوا
جمعوا الفضائل والمناقب والعلا … والكل في جمع الفضائل مفرد
بهم عزاء للانام وسلوة … وهم ملاذ للانام ومقصد