يا إمام الهدى ويا صفوة اللَّه … ويا من هدى هاه العباد
يا ابن بنت الرسول يا ابن عليٍّ … حيّ هذا النادي وهذا المنادى
قد أتينا بثوب جدّك نسعى … وأتيناك سيّدي وفّادا
فأتينا راجلين احتراماً … واحتشاماً وهيبة وانقياد
نتهادى به إليك جميعاً … وبه كانت المطايا تهادى
راميات سهم النوى عن قسيٍّ … قاطعات دكادكاً ووهادا
طالبات موسى بن جعفر فيه … وكذا القدوة الإمام الجواد
من نبيٍّ قد شَرَّف العرشَ لمّا … أن ترقّى باللَّه سَبعاً شدادا
شرف في ثياب قبر نبيّ … عَطَّرتْ في ورودها بغدادا
ومزايا الفخار أورثتموها … شرف الجد يورث الأولادا
أنتم علَّة ُ الوجود وفيكم … قد عرفنا التكوين والإيجادا
ما ركنتم إلى نفائس دنيا … ولقد كنتم بها أفرادا
وانتقلتم منها وأنتم أناس … ما اتخذتم إلاّ رضا الله زادا
ولقد قمتمُ الليالي قياماً … واكتحلتم من القيام السهادا
إن يكونوا كما أذاعوا فمن ذا … مهّد الأرض سطوة والبلادا
ومحا الشرك بالمواضي غزاة ً … وسطا سطوة الأسوة جهاداً
حيث إنّ الإله يرضى بهذا … بل بهذا من القديم أرادا
فجزيتم عن أجركم بنعيم … تتوالى الأرواح والأجسادا
وابتغيتم رضا الإلڑه ولا ز … لتمُ بعزٍّ يصاحب الآبادا
أنتم يا بني البتول أناسٌ … قد صعدتم بالفجر سبعاً شدادا
آل بيت النبيّ والسادة الطُّـ … ـهْرِ رجال لم يبرحوا أمجادا
فَضَلوا بالفضائل الخلق طرّاً … مثلما تفضلُ الظبا الأغمادا
ليس يحصي عليهم المدح منّي … ولو أنّ البحار صارت مدادا
أنتم الذخر يوم حشر ونشر … ومعاذاً إذا رأينا المعادا
كاظم الغيظ سالم الصدر عافٍ … وما هوى قطّ صدره الأحقادا
قد وقفنا لدى علاك وألـ … ـقينا إلى بابك الرفيع القيادا
مع أنَّ الذنوب قد أوثقتنا … نرتجي الوعد نختشي الإيعادا
ومددنا إلأيك أيدي محتاج … يرجّي بفضلك الأمدادا
وبكينا من الخشوع بدمع … هو طوراً وطوراً فرادى
قد وَفَدنا آل النبيَّ عليكم … زوّدونا من رفدكم إرفادا
بسواد الذنوب جئنا لنمحو … ببياض الغفران هذا السوادا
وطلبنا عفو المهيمن عنّا … وأغظنا الأعداء والإلحادا
موطن تنزل الملائك فيه … ومقام يَسُرُّ هذا الفؤادا
أيُّها الطاهر الزكيّ أغثنا … وأنِلْنا الإسعاف والإسعادا
و عليٌّ أباك يا ابن عليّ … كي ينال المنى بكم والمرادا
مستزيداً بفضلكم حيث كنتم … منهلاً ما استزيد إلاّ وزادا
فعليك السلام يا خبرة الخلق … سلامٌ يبقى ويأبى النفاذا