يامَنْ أغارُ عليه من غلائِله … ومَنْ أرِقُّ عليه من خلاخلِهِ
أما تغار على ودَّي لصحبتهِ … أما ترقُّ لقلبي من بلابله
ظبيٌ يرى كُلَّ وجهٍ من مَخاتلنا … ونَدَّريه فنْعمى عن مَخاتِلِه
نحتالُ فيه فينجو من حبائلنا … ونحن نَنْشَبُ تترى في حَبائله
فظٌّ نُميط الأذى عنه فيُتعسنا … وليس في السيفِ عفوٌ عن صياقلهِ
لاتعجبا أن دمعاً فاض عن حُرَقِ … ماء أفاضته نار من مراجله
أراق دمعي هوى ظبيٍ أراق دمي … يا للقَتيل بكى منْ حُبّ قاتلِه
ما للمُعنَّى مُلَقَّى من عَواذِله … ما يستحقُّ المُعنَّى من عَواذلِه
إن الوزيرَ غدا وَصّالَ قاطِعِه … فاعمدْ إليه ودعْ قطّاع واصلِهِ
يَمَّمَ أبا الصقرِ إن اللَّه فَضَّلَهُ … وفات كل نظيرٍ في فضائله
من كُلّ طُولٍ وطَوْلٍ في شمائله … وكلّ جودٍ وجَوْدٍ في أناملهِ
إذا ارتدى السيف لم يُمسكْ بقائمهِ … ليستقلَّ ولم يخططْ بسافلهِ
سيفٌ تردّ سيفٌ غيرُ ذي طَبَعٍ … كأنما الرمحُ يمشي في حمائلهِ
لاشيءَ أقربُ حيناً من مُناضِلِه … أو من مُطاعنه أو من منازلهِ
من لا يرى المال إلا هَمَّ خازنهِ … ولايرى الزادَ إلا ثِقْل آكلهِ
مما حفظناه من أمثال حكمتِه … لن يملكَ المال إلا كفُّ باذله
مِنْ كُلّ كُفءٍ فقير من فضائلهِ … وكل عافٍ غنيٌ من فواضلهِ
خِرْقٌ يشحُّ على صُغَرى محامِدِهِ … كيما يشح على كُبرى طوائله
غيرانُ حينَ يحامي عن مكارمهِ … كالليث كادحَ ليثاً عن حلائلهِ
تلقاه عند مُباراة النظير له … كالسّيلِ دافعَ سيلاً عن مَسايلهِ
مُنابذٌ لأعاديه وثروتِه … كلا الفريقين يرمي في مَقاتلهِ
يُكشّفُ الدهرَ عنه في تصرفِه … عن نُصلٍ قَلَعيّ من مناصِلِه
كأنه بين أحوالٍ تَدَاوَلُه … بدرٌ تهاداه شتى ً من مَغازله
أحيا به اللَّهُ قوماً بعد هُلكهمُ … وأهلك الله قوماً في غوائلهِ
كالبحرِ أروى بني الدنيا وأغرقهم … فهم رِواءٌ وغَرْقى في سواحلهِ
أضحى الملوكُ وأضحينا نحمّلُه … تحميل منْ ليس يُخشى وهْيُ كاهلهِ
عليه أثقالُ أمرِ اللهِ يحملُها … والناس يالك من عبءٍ وحاملهِ
كأنه وحدَه جيشٌ له لَجَبٌ … صواهل الأرض شتى من صواهله
فللرعاة أحاظٍ من نصائحِهِ … وللرعايا أَحاظٍ من نوافِلهِ
ترى دعاوَى قومٍ فوق حاصلِهِم … وما دعاويه إلا دونَ حاصلهِ
للأريحية مشيٌ في مفاصلِه … وليس للراح مشيٌ في مفاصله
ذو الفضلِ في دهرِه لا عند ناقصهِ … بل عندَ كاملِه بل عندَ فاضلهِ
ياكوكبَ الدهر قِدْماً في غياهبه … يامَعْلمَ الدهر قدْماً في مَجاهله
أصبحتَ في الذروة ِ العليا من شرف … منازلُ الناسِ شتًّى في أَسافله
فهم أنابيبُ رُمحٍ أنت عاملُهُ … لابل سنانُ طرسٍ فوقَ عاملهِ
يامَعْقِلاً غيرَ مخشيٍّ غوائلُهُ … لمنْ أتته الدواهي من معاقلهِ
أنت المخاطبُ لا يُهدَى لسائلهِ … سُوءَ استماع ولا يصغى لعاذله
أماترى الدهرَ قد ألقى كلاكله … على امرىء بينكم مُلْقى ً كلاكله
يا آلَ هَمّامِهِ يا آلَ مُرَّته … يا شيبانه يا آل وائله
مالي حُرِمتُ وحُظَّ الناسُ كلهُمُ … ممن ذنوبيَ خيرٌ من وسائله
أعيذُ عدلك أن يُلفَى بحضرتِه … خصمي وحقي مغلوبٌ بباطله
ماحَقُّ ميدانِ مجدٍ أنتَ صاحبهُ … إجراءُ ناهقِة ِ قُدّامَ صاهِلِه
سائلْ بيَ الشعرَ إني من مَصاعبهِ … فإن أبيتَ فهبني من أَزامِله
أُعيذُ مُزنك أن يشقَى ببارقهِ … شَيْمي وتسعدُ أقوامٌ بوابِله