ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي … منذُ فارَقْتني عليكَ جريحُ
إنَّ جَفْني عليك حزنًا جوادٌ … وهو في كلِّ مَن سواكَ شَحيحُ
عَذَلوني وما استوى عند أهل الـ … ـنَّصْفِ والعدلِ سالمٌ وجريحُ
داءُ قلبي يُدْوَى وفيهِ من الأشْـ … ـجانِ ما فيهِ ما يقولُ الصَّحيحُ
ُوإذا لم تكنْ مُصيخاً إلى عَذْ … لٍ فِسيّانِ أعجَمٌ وفصيحُ
لي لسانٌ ومدمعٌ حَمَلا رُزْ … ءَك ذا كاتمٌ وذاك يَبوحُ
ويراني الصّحيحَ من ليس يدري … أنَّ غيري هوَ السَّليمُ الصَّحيحُ
وَبِرغمي عَريتُ منكَ وبُعِدْ … تَ ردى ً واحتوى عليكَ الضّريحُ
مفردٌ والأنيسُ عنْك بعيدٌ … ليس إلاّ جنادلٌ وصفيحُ
وغمامٌ موكّلُ الجَفْنِ بالقَطْـ … رِ ووُرْقٌ منِ الحِمامِ ينوحُ
ليس ينجو من الحِمامِ مليحٌ … لا ولا صادقُ الضِّرابِ مُشيحُ
وإذا أمّكَ الحِمامُ فما يُغْـ … ـني من الطيرِ بارحٌ وسَنيحُ
ومِنَ أينَ البقاءُ والجسمُ تُربٌ … يَتَلاشى ؟ وإنَّما الرُّوحُ روحُ
وإذا غاية ُ الفتى كانتِ المو … تَ فماذا التَّعميمُ والتَّلميحُ؟
كلُّ يومٍ لنا بطُرْقِ الرّزايا … طَلَبَ الغُنْمَ رازحٌ وطليحُ
رائحٌ مالهُ غُدُوٌّ، وإمّا … ذو غدوٍ لكنهُ لا يروحُ
وإذا فاتَنا غَبوقُ المنايا … باتِّفاقِ الزَّمانِ فهْوَ الصَّبوحُ
كم لنا مُودَعًا إلى ساعة ِ الحشـ … ـرِ ببطنِ التّراب وجهٌ صبيحُ
وجليلاً مُعظَّمًا كانَ للآ … مالِ فيهِ التّرحيبُ والتَّرشيحُ
أيُّها الذَّاهبُ الّذي طاحَ والأحـ … ـزانُ مِنّا عليه ليس تَطيحُ
لا عرفتَ القبيحَ في دارك الأخـ … ـرى ، فما كانَ منك فعلٌ قبيحٌ
ليس إلاّ الصّلاة ُ والصّومُ والتَّشهـ … ـيدُ جُنْحَ الظّلامِ والتّسبيحُ
وحديثٌ تَرويهِ ما فيه إلاَّ … واضحٌ نيِّرٌ وحقٌ صحيحُ
إنّ قوماً ما زال حشواً لأَضلا … عِك ودٌ لهمْ نقيٌّ صريحُ
لك وِرْدٌ من حوضهم غيرُ مطرو … قٍ وبابٌ إليهمُ مفتوحُ
والتقاءٌ بُهْمٌ وحولَهُمُ النّا … سُ فذا خاسرٌ وذاك ربيحُ
والثّوابُ الّذي يضيقُ بقومٍ … هو من أجلهمْ عليكَ فسيحُ
لستُ أخشى عليك عُسرًا ومنهمْ … لكَ مُعطٍ ونافحٌ ومُميحُ
فسقى قبرَك الذي أتت فيهِ … مُسبِلٌ هاملُ السَّحابِ سَفوحُ
كلّما جازه غمامٌ نزيحٌ … جاءَه مُثقَلُ الرِّبابِ دَلوحُ
وإذا زاره الرّجالُ فلا زا … لَ عليهم منه الذُّكاءُ يفوحُ