ومَنْزِلٍ لَيسَ لَنَا بمَنْزِلِ … ولا لغَيرِ الغَادِياتِ الهُطَّلِ
نَدِيْ الخُزامَى أذْفَرِ القَرَنْفُلِ … مُحَلَّلٍ مِلْوَحْشِ لم يُحَلَّلِ
عَنّ لَنا فيهِ مُراعي مُغْزِلِ … مُحَيَّنُ النّفسِ بَعيدُ المَوْئِلِ
أغناهُ حُسنُ الجيدِ عن لُبسِ الحلي … وعادَةُ العُرْيِ عَنِ التّفَضّلِ
كأنّهُ مُضَمَّخٌ بصَنْدَلِ … مُعْتَرِضاً بمِثْلِ قَرْنِ الأيّلِ
يَحُولُ بَينَ الكَلْبِ والتأمّلِ … فَحَلَّ كَلاّبي وِثَاقَ الأحْبُلِ
عَن أشْدَقٍ مُسَوْجَرٍ مُسَلسَلِ … أقَبَّ ساطٍ شَرِسٍ شَمَرْدَلِ
مِنْها إذا يُثْغَ لَهُ لا يَغْزَلِ … مُؤجَّدِ الفِقْرَةِ رِخْوِ المَفْصِلِ
لَهُ إذا أدْبَرَ لَحْظُ المُقْبِلِ … كأنّما يَنظُرُ مِنْ سَجَنْجَلِ
يَعْدو إذا أحْزَنَ عَدْوَ المُسْهِلِ … إذا تَلا جَاءَ المَدى وقَدْ تُلي
يُقْعي جُلُوسَ البَدَويّ المُصْطَلي … بأرْبَعٍ مَجْدولَةٍ لَمْ تُجْدَلِ
فُتْلِ الأيادي رَبِذاتِ الأرْجُلِ … آثارُها أمْثالُها في الجَنْدَلِ
يَكادُ في الوَثْبِ مِنَ التّفَتّلِ … يَجْمَعُ بينَ مَتْنِهِ والكَلْكَلِ
وبَينَ أعْلاهُ وبَينَ الأسْفَلِ … شَبيهُ وسْميّ الحِضارِ بالوَلي
كأنّهُ مُضَبَّرٌ مِنْ جَرْوَلِ … مُوَثَّقٌ على رِماحٍ ذُبّلِ
ذي ذَنَبٍ أجْرَدَ غَيرِ أعْزَلِ … يخطّ في الأرْضِ حسابَ الجُمّلِ
كأنّهُ مِنْ جِسْمِهِ بمَعْزِلِ … لوْ كانَ يُبلي السّوْطَ تحريكٌ بَلي
نَيلُ المُنى وحُكمُ نَفسِ المُرْسِلِ … وعُقْلَةُ الظّبي وحَتفُ التَّتفُلِ
فانْبَرَيا فَذيّنِ تحتَ القَسطَلِ … قَد ضَمِنَ الآخِرُ قَتلَ الأوّلِ
في هَبوَةٍ كِلاهُما لم يَذْهَلِ … لا يأتَلي في تَرْكِ أنْ لا يأتَلي
مُقْتَحِماً على المَكانِ الأهْوَلِ … يخالُ طُولَ البحرِ عَرْض الجدولِ
حتى إذا قِيلَ لهُ نِلْتَ افْعَلِ … إفْتَرّ عن مَذرُوبَةٍ كالأنْصُلِ
لا تَعْرِفُ العَهدَ بصَقلِ الصّيقلِ … مُرَكَّباتٍ في العَذابِ المُنْزَلِ
كأنّها من سُرْعَةٍ في الشّمْألِ … كأنّها مِنْ ثِقَلٍ في يَذْبُلِ
كأنّها مِن سَعَةٍ في هَوْجَلِ … كأنّهُ مِنْ عِلْمِهِ بالمَقتَلِ
عَلّمَ بُقْراطَ فِصادَ الأكْحَلِ … فَحالَ ما للقَفْزِ للتَجَدّلِ
وصارَ ما في جِلْدِهِ في المِرْجَلِ، … فلم يَضِرْنا مَعْهُ فَقدُ الأجدَلِ
إذا بَقيتَ سالماً أبَا عَلي … فالمُلْكُ لله العَزيزِ ثُمّ لي