وبـلـدة ٍ فـيـهـا زَوَرْ، … صـعــراءَ تـخطي في صَـعَـرْ
مرْتٍ، إذا الذئْبُ اقتَفَرْ … بها من القوْمِ الأثَرْ
كان له من الْجُزُرْ، … كلّ جنينٍ ما اشتكَرْ
ولا تَـعَـلاّهُ شَـعَـــرْ … ميْتُ النَّسا، حيّ الشَّفَرْ
عسَفْـتُهـا عـلى فـَـطَـرْ ، … يـهـزّهُ جِــنّ الأشَــرْ
لا مُـتَشَــكٍّ مـن سَــدَرْ، … ولا قــريـبٌ مـنْ خَــوَرْ
كأنّهُ بعد الضُّمُرْ، … وبـعـدَ مـا جـالَ الضُّـفُــرْ
وراحَ فَـيْءٌ فَـحَـسَــرْ، … جأتَ رُبَاعِ الْمُثّغَرْ
يحْـدو بحُقْـبٍ كـالأكَــرْ ، … تَــرى بـأثْـبَــاجِ القُـصُـرْ
منهـنّ تـوْشـيمَ الجُــدَرْ ، … رَعَيْنَ أبْكارَ الْخُضَرْ
شـهْـرَيْ ربيـعٍ وصـفــرْ ، … حتى إذا الفحْـلُ جَـفَــرْ
وأَشْـبَــهَ السّـفْـيُ الإبَــرْ ، … ونشّ إذْخــارُ النُّـقَــرْ
قلْنَ له ما تأتمِرْ، … وهـنّ إذْ قُـلْـنَ أشِــــــرْ
غير عَواصٍ ما أمَرْ، … كأنّها لمنْ نَظَرْ
وَكـبٌ يَـشيـمـون مـطَــرْ، … حتى إذا الـظلّ قـصُــرْ
يـمّـمْـنَ من جنْبَـي هَـجَــرْ … أخضرَ، طمّامَ العكرْ
وبين إخْفاقِ القَترْ … سارٍ، وليسَ للسمَرْ
ولا تِلاواتِ السوَرْ … يمْـسَـحُ مشـرْنَــانـاً يُـسُـرْ
زُمّـتْ يـمشـزورِ الـمِــرَرْ … لامٍ كحلْقُومِ النَّغَرْ
حتى إذا اصْــطَـفّ السَّـطَرْ … أهْدى لهَا لوْ لمْ يُجرْ
دهْـيـاءَ يحْـدوهـا الـقـــــدَرْ ، … فـتـلك عيْـني لم تــذرْ
شِبْهاً، إذا الآلُ مَهرْ، … إلـيْـكَ كـلّـفْـنـا الـسّـفَــرْ
خــوصـاً يـجـاذين النُّـخَـرْ، … قـد انـطـوَتْ منهـا السُّـررْ
طيَّ القراريّ الحِبَرْ، … لـم تَـتَـقَـعّـدْهـا الــطِّـيـَـــرْ
ولا السنيـحُ المـزْدَجَـرْ ، … يـافـضــلُ للقـوْم الـبُــطُـرْ
إذ ليس في الناس عَصَرْ، … ولا من الــخــوْفِ وَزَرْ
ونــزلتْ إحــدى الكُــبَـرْ، … وقِيلَ صمّاءُ الغِيَرْ
فالناسُ أبناءُ الحذَرْ، … فــرّجْـت هـاتيـكَ الغُــمَـرْ
عنّـا ، وقـد صــابـتْ بِـقُـرْ ، … كالشمس في شخص بشَرْ
أعْلى مجاريكَ الخطَرْ، … أبوكَ جَلّى عن مُضَرْ
قامَ كريماً فانْتَصَرْ … و الخــوْفُ يقْــري ويــذَرْ
لـمـا رأى الأمـرَ الـذًّكــرْ، … مـاحسّ من شيءٍ هـبَـــرْ
وأنْتَ تَقْتافُ الأثَرْ … مـن ذي حُـجــولٍ وغُـــرَرْ
مُعيدُ وِرْدٍ وصَدَرْ، … وإنْ عَلا الأمرَ اقتدَرْ
فـايْنَ أصْـحابُ الغُـمــرْ ، … إذ شَرِبوا كأس المِقَرْ
أصْـحَـرْتَ إذ دبّـوا الخَـمـرْ … شـكــراً ، وحرٌّ من شـكــرْ
فالله يُعْطِيكَ الشّبرْ، … وفي أعاديكَ الظّفَرْ
والـلـهُ من شــاء نـصَــرْ ، … وأنتَ إن خفْـنـا الحَصَــرْ
وهــرّ دَهْـرٌ وكَـشَــرْ … عن نـاجِــذَيْـهْ ، وبَــسَــــرْ
أغـنيـتَ مــا أغـنـى المــطرْ … وفيكَ أخلاقُ اليَسَرْ
حتى ترَى تلكَ الزُّمَرْ … تـهْـوي لأذقــــانِ الثّغــــرْ
من جذْبِ ألوَى لو نترْ … إليـهِ طــوداً لا نــأطَـــرْ
صعْباً، إذا لاقى أبَرْ، … وإن هـفـا الـقـوْمُ وقـــرْ
أو رهبوا الأمْرَ جَسَرْ، … ثمّ تسَامَى فَفَغَرْ
عن شِقشِقٍ ثمّ هدَرْ، … ثمّ تَجَافَى فَخَطَرْ
بذي سِبيبٍ وعُذْر، … يـمـصَـعُ أطــرافَ الإبَـرْ
هل لك، والْهَلُّ خِيَرْ، … فـيمـنْ إذا غِـبْتَ حَـضَـرْ
أو نالك القومُ أثَرْ، … وإن رأى خـيـراً نَــشَـــرْ